أبو فراس.. شهيد جنازير الدبابة الصهيونية..تعرف عليه بالتفاصيل الدقيقة

هذا هو البطل الأسطوري الذي ارتقى إلى الجنة بإذن الله شهيداً تحت عجلات و جنازير الدبابة الصهيونية.
فمن هو؟!!
إنه المحامي عبد الله خليل حامد عابدين “أبو فراس”.
رجل عادي المظهر، لكنه ليس عادي الجوهر، يُعد من كبار قادة العمليات في المقاومة.
له باع طويل في المقاومة، وتاريخ نضالي حافل بمختلف العمليات النوعية المؤلمة للكيان.
هذا الذي كان يقول المداخلة و برهامي و قطعانهم عنه و أقرانه إنهم يعيشون في فنادق قطر، و ادَّعَوا أنهم يسرقون الطعام من شاحنات المساعدات إلى داخل الأنفاق.
فالأمس شاهده كل العالم العربي المتخاذل و العالم الغربي الدعي و قد لقي ربَّه جائعًا صابرًا محتسبًا، وسلاحه بيده، ليكون خصيمًا للجميع أمام رب العالمين، وعلى كل منا أن يُعدَّ للسؤال جوابًا.
الأخ البطل الأسطوري “أبو فراس” شارك في الرباط منذ البداية حتى النهاية، وهو أعور بعين واحدة، وكان في ساقه عرج بسيط، كل ذلك ناتج عن إصابات الشرف التي نالها في العمليات السابقة.
الشهيد أبو فراس كان أعور أعرج مثل البطل الأسطوري موسى بن نصير.
وأيضًا كان أعور مثل الصحابة: المقداد بن الأسود الكندي، وأبو دجانة سماك بن خرشة الأنصاري، والحكم بن عمرو الغفاري، وقَتادة بن النعمان الأنصاري – رضي الله عنهم جميعًا.
وهل تعلم أنه تشبَّه ببعض الصحابة أيضًا بعرجته؟ مثل معاوية بن حُدَيْج الكندي، وعمرو بن الجموح الأنصاري – رضي الله عنهما.
وهل تعلم أنه تشبَّه بأبطال تاريخنا الإسلامي أيضًا في العرج، مثل الإمام المجاهد عبد الله بن المبارك، والبطل العظيم محمد بن القاسم الثقفي – عليهم واسع رحمة الله ورضوانه جميعًا.
لكن خطر ببالي سؤال في واقعة استشهاده – تقبَّله الله – وهو: لماذا لم يتحرَّك يمينًا أو يسارًا لتفادي جنزير الدبابة حين اقتربت منه؟.
حسب ظني، ربما كان مصابًا إصابة قاتلة، وأراد أن يلقى الله وهو ممسك بسلاحه ليقدِّمه عذرًا إلى ربه يوم الحساب، وسيُحشر يوم القيامة حاملًا سلاحه كما لقي ربه تمامًا – بإذن الله تعالى.
والاحتمال الآخر أن يكون سلاحه قد تعطَّل في هذا التوقيت الخطير، أو ربما أصيبت عينه الأخرى (السليمة) فأصبح أعمى لا يرى ما أمامه، وكان يتعامل ويُقدِّر المسافة بأذنيه من خلال صوت الدبابة، لكن الله اختاره واصطفاه عنده في حواصل طير خضر (بإذنه تعالى).
الشهيد المقبل غير المدبر أبو فراس لا يملك لحية ربيع المدخلي ولا ياسر برهامي ولا سعيد رسلان، لكنه كان يملك قلب وشجاعة عمرو بن الجموح، ومعاوية بن حُدَيْج الكندي، والمقداد بن الأسود الكندي، و سماك بن خرشة الأنصاري، والحكم بن عمرو الغفاري، وقَتادة بن النعمان الأنصاري – رضي الله عنهم جميعًا – ومعهم طبعًا موسى بن نصير ومحمد بن القاسم الثقفي.
وهذا شرف لا يُدانيه شرف، أن يملك الجوهر ولا يملك المظهر الذي يستخدمه هؤلاء للتجارة بدين الله تعالى و إن كان المظهر من آكد السنن النبوية الشريفة يؤجر صاحبه على سمته بها إن كانت خالصة لله تعالى.
الشهيد البطل أبو فراس بيده سلاحه و تدهسه الدبابة
لقد ذهب أبو فراس إلى ربه وترك إرثًا من تعليم وتدريب نخبة ليست بالقليلة من رجال وشباب نذروا أنفسهم لنصرة الإسلام الحنيف و تحرير أرضه و مقدساته، و لعلهم يكونون هم من سيُتمُّون الرحلة بإذن الله تعالى، سواء في الميدان أو في حواصل طير خضر تطير حول عرش الرحمن..
فالمقاومة الفلسطينية الباسلة هي شرف الأمة الإسلامية كلها و نصرتها شرف لا يؤتاه إلا أهل الله تعالى..