مقالات

طلال أبوغزاله    ..   دروس فى الحياة

صنع من المأساة حافزا للنجاح والسعادة

شغف القارئ العربي فى متابعة سيرة حياة الناجحين لا يتراجع أبدا، ويوما بعد يوم يفتش فيما بين السطور عن النماذج البارزة التى أنجزت على المستوى الدولى للتعرف على إسهاماتها وما قدمت من عطاء حتى يستدعى من خلال رحلتها المثمرة ذكريات الماضي المشرف الذى هو- محل تقدير وفخر- وفى الوقت نفسه يتطلع إلى الحاضر المشرق أملا فى معرفة نماذج جديدة بزغت فى الحياة برصيد ملموس من الإنجازات، تبعث الأمل فى نفس كل عربى،وتضىء طريق الباحثين عن القدوة والقيمة وكما قال  المفكر الفرنسي جان بول سارتر الشعر يخلق الأسطورة، النثر يرسم صورة لها . هذه الصورة  بكل أبعادها تتجلى فى قصة طلال أبوغزاله، لاجئ فلسطيني هاجر قسرا من يافا مع عائلته عام النكبة 1948 واستقر فى صيدا جنوب لبنان وعاش سنوات طفولة قاسية لكنه استطاع أن يصبح من أشهر الشخصيات على مستوى الدولى فى عالم المحاسبة والاستشارات وحماية حقوق الملكية الفكرية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها من المجالات وهو المؤسس والرئيس لمجموعة طلال أبوغزاله، التى تصنف من بين أكبر 10 شركات فى العالم فى مجال الاستشارات والمحاسبة    .رغبة صادقة فى تتبع ما وراء كل هذا النجاح والتميز وكيف أصبح اسما عالميا لامعا بمواصفات عربية؟،ومحل تقدير فى كل العواصم الكبرى وشخصية جديرة بتكريم مستحق من الرؤساء والملوك بعد تعدد الإنجازات وتبنى صناعة المعرفة والعمل بكل الوسائل على نشرها     . 

طلال أبو غزاله ابن مدرسة عريقة تعتمد منهج يلتزم به المثابرون فى الحياة وهو تقديس النظام وضبط العمل اليومى بالطريقة المثلى التى تضمن استثمار كل ساعات اليوم بغية الإنجاز وجعل اليوم الجديد هو تحدى لإنجاز يفوق ما تحقق فى اليوم السابق وهكذا تمضى رحلة الحياة فى سباق محموم نحو العمل بأقصى طاقة والتحليق بعيدا كما لو كان يحاول الاقتراب من حافة الصعود إلى عالم جديد لم يكتشفه أحد لا بهدف ملامسته وإنما من أجل البحث فيه عن الرسالة الأسمى وهى إتقان العمل.

مرحلة “ما بعد العالمية “مصطلح يوصف حالته بدرجة دقيقة، فهو صاحب عبارة” كل ما نراه عظيماً في الحياة بدأ بفكرة صغيرة.تحقق حلم العرب فى الوصول إلى العالمية وما بعد العالمية بفضل أسماء لمعت فى مجالات العلوم والرياضيات والآداب والمنافسات الرياضية بمختلف فنونها وكانت مدعاة للفخر وقد يكون وصف ما حققه أبوغزاله بأنه “ما بعد العالمية “هو الأقرب إلى إنجازاته المهنية من خلال تقديم الخدمات المهنية للشركاء من الدول الكبرى وهو يعمل في داخل الأراضي العربية كما فعل أديب نوبل الكاتب الكبير نجيب محفوظ الذى حاز الجائزة فى الآداب عام  1988 عن أعمال روائية غارقة فى المحلية  لكنها وصلت الي الإنسانية في جميع أنحاء العالم،وهو صاحب مقولة” تعلمت من الحياة أن الأماني لا تأتي على طبقٍ من ذهب, بل بسعي طويل وصبر جميل”.

  أبو غزاله نجح من الداخل وعمل طوال ساعات الليل والنهار من أجل إثبات الذات وإبراز الملكات الشخصية ونجح فى أن تتوسع مكاتب مجموعته حتى أصبحت واحدة من بين أكبر 10 شركات فى العالم بعد أن تجاوز عدد مكاتبها  100 مكتب رئيسي فى أهم العواصم والمدن الكبرى و150 مكتب تمثيلى وتحصد المجموعة 350 جائزة ووسام عالمى و مبادرات مهنية تغلبت على الحدود الجغرافية،انجازات المجموعة مبعث احترام فتجاوز عملائها رقم المليون وبعد كل هذه الخبرة فى الحياة والعمل أجاب على سؤال صعب بطريقة السهل الممتنع وباتت إجابته واحدة من المأثورات التى تختصر المسافات لكل من يبحث عن أدوات تحقيق النجاح فعندما سئل كيف تحقق النجاح؟ أجاب بكلمتين: القرارات الصحيحة وكيف تتخذ القرارات الصحيحة؟ رد بكلمة واحدة : الخبرة،وكيف تحصل على الخبرة؟ أجاب بكلمتين لا يتوقعها أحد: القرارات الخاطئة.

هذه رؤية شديدة البساطة لكنها فى منتهى العمق وجاءت بطريقة فيها إبداع وتجربة وحكمة وفهم للحياة ونجاحات وإخفاقات، وهذا يبدو واضحا فى عدد كبير من أقواله الشهيرة والتى تعكس رجاحة العقل والمعرفة ودرجة قياس الأمور فعندما تحدث عن مجالات التنافس فى الحياة بين البشر ابتعد بعيدا عن الدخول فى الحديث عن منافسة الآخر- وهو أمر مشروع فى الحياة – وإنما حدد عالم المنافسة الأهم وهو مع الذات وقال عبارته الشهيرة :التنافُس مع الذات هو أفضل أنواع التنافُس، وكلّما تنافس الإنسان مع نفسه تطوَّرَ أكثر، وهذا يعني أنه لا يكون اليومَ كما كان يومَ أمس، ولن يكون يوم غد كما هو اليوم.

  تقديم قصة حياته كنموذج الثقة فى النفس، باعتباره اسما عربيا بارزا فى قائمة النماذج الأكثر تأثيرا فى العالم مجرد اجتهاد يفتح الباب أمام كتابات جديدة برؤى مختلفة لكنها قطعا تشترك فى الهدف الأسمى وهو تقديم القدوة التى تجسد فى الحياة المعنى الصادق للتحدى والإصرار الذى لا يعرف طريق آخر غير طريق النجاح ،وكان حريا أن نضع كل الملاحظات التى أبداها القارئ الكريم بعد مطالعته الطبعة الأولى بعين الاعتبار والعمل على إضافة المزيد من المعلومات وكما يقول الأديب العالمى وليم شكسبير في القسم الأول من الليل راجع أخطاءك وفي القسم الأخير راجع أخطاء سواك إذا ظلّ لك قسم أخير.

العالم العربى يزخر بالنماذج المشرفة فى شتى المجالات والتى تصنع التاريخ بعد أن تتاح لها الفرص المتساوية فى بيئة عمل متكافئة تستند إلى المعايير الملزمة وتتبنى العقول النابهة بعيدا عن كل الاعتبارات التى قد تكون ظالمة بسبب اللون أو الجنس أو الدين وتقدمت الصفوف خارج ربوع الوطن وفى كل العواصم العالمية المتقدمة أضاءت هذه النماذج ميادين العلوم بابتكارات ومهارات توقف أمامها الغرب والشرق بكل الإعجاب والفخر فى إشارات تنتظرها الشعوب العربية التى تترقب بشغف كل شعاع ضوء فى طريق الحياة ببصمة عربية تتباهى بها بين الأمم والشعوب فى عالم لا يعترف إلا بعصير العقول التى تنتج عطاءً يخدم الإنسانية وينتصر على صعوبات أرهقت البشرية وحارت من قبل كل العقول فى إيجاد العلاج الشافي لها وكانت إسهامات هؤلاء انتصارا للعقل العربى ورجاحته .برزت أسماء عربية لا حصر لها فى شتى المجالات العلمية والمالية والفكرية وعلوم الفلك وحظيت بالتقدير خارجيا وداخليا غيران طلال أبو غزاله – بقصد منه – لم يقبل فكرة الخروج والانطلاق من خارج حدود الدول العربية وتحدى بعزيمة الواثق فى النفس نظرية النجاح المشروطة عبر التاريخ للعربى بالتواجد فى بلدان الغرب الفسيح بامتداداته ونظامه وثقافاته التى تقبل لكل من يبدع أن يتميز وانتصر أبوغزاله إلى بيئة المكان التى يشكو منها العربى فى رسالة مفادها أن المكان غير مسئول عن عدم النبوغ وأن الإرادة هى التى تصنع التفوق كما لو كان يطبق مقولة الفيلسوف اليونانى العظيم سقراط” إذا أردت شيئاً بقدر ما تريد الهواء حين تكون غارقاً في الماء فإنك ستحصل عليه”. حياته فى لبنان ملحمة أسطورية من يتابعها حتما سيصل إلى قناعة تامة بضرورة إعادة النظر فى أفكار سائدة ومتداولة  ويتعايش معها العالم وهى ان المأساة تستمر حتى النهاية كما تأتى فى القصص التراجيدية التى تكون نهايتها أكثر مأساوية ، فهو وكما لو كان وهب حياته من أجل التفكير فى استخدام عكس كلمة من الكلمات المؤلمة والتعيسة في معجم اللغة العربية كمرادف لها تحمل نفس عدد الحروف وتختلف معها فى ترتيب حرف واحد ولكن شتان الفارق بين المعنى والمعنى،هو لم يستأذن المجامع اللغوية العربية فيما فعل ثقة فى أن الجميع يبارك له خطوته ويغبطه عليها طلال أبوغزاله كانت كلمة “المحنة” فاصلا فى كل منعطفات حياته وهو يتقبلها بصدر رحب ويمتص قسوتها ويحولها إلى “المنحة” التى استلهم منها النجاح والتميز وعرف الصبر والطموح والمنافسة الشريفة عاش فى لبنان سنوات صعبة على طفل صغير كان يعمل ساعات طويلة كل يوم من أجل تدبير احتياجات الأسرة جنبا إلى جنب مع التحصيل الدراسى ومشقة  الذهاب والعودة من وإلى المدرسة سيرا على الأقدام لأكثر من 4 ساعات يوميا يتحمل فى فصل الشتاء الأمطار الهادرة وفى الصيف حرارة الشمس الملتهبة دون شكوى او ضجر بل بحب وثقة وقناعة  وفى كل وقت  يستحضر حكمة المناضل الأفريقي الكبير نيلسون مانديلا والتى قال فيها “الطفل الذي اقتصر تعليمه على المدرسة هو طفل لم يتعلم” فهو الآن يدرك قيمة المهن والحرف التى عمل بها وهو طالب فى مراحل التعليم لتدبير بضعة ليرات لبنانية تساعد الأم فى مسئوليات الأسرة والبيت هذه المهن جعلته بارعا فى الترجمة وعاشقا للموسيقى وخبيرا بها وغيرها من المهن الأخرى ذات الصلة بالخضروات والفواكه التى مارسها فى محلات تبيع الخضروات والفاكهة حتى حصل على منحة الدراسة فى الجامعة الأمريكية بعد منافسة شرسة مع جميع أبناء فلسطين المقيمين فى لبنان وكانت المنحة  مشروطة للطالب الأول وكان هو الأول وتخرج فى الجامعة الأمريكية بمرتبة الشرفة الأولى ،كان سعيدا فى حياته على الرغم من الصعوبات  غير المحدودة وله وصف رائع للسعادة هو “السعادة لا تتحقّق في غياب المشاكل عن حياتنا، بل في التغلُّب على هذه المشاكل” هذه السنوات التى عاشها فى لبنان هى الأقرب إلى قلبه بكل ما  فيها من تحدى وصعوبات ومن مروءة أناس مر بهم ومروا به، ملحمة بكل معنى للكلمة طفل صغير فى سن العاشرة يشتبك مع الحياة بجرأة وعناد كبيرين وفى الطريق الوعر الذى كان يتحتم عليه أن يسير فيه يضطر أن يقف من فوق الحواجز وهو مبصر العينين لا يغمض له جفن فى أى مرحلة بل كان شجاعا يقُبل على الحياة ويطوى كل الصفحات المحزنة قبل أن تتراكم حتى يستقبل غيرها من الصفحات المفعمة بروح الأمل والصعود إلى أعلى مكانة، نوع من البصيرة وحسن التعامل مع الحالة التى وجد عائلته عليها بدون أى استعدادات آو تحوط، لما جرى،عاش حياة الفارس النبيل الذى يعتز باسم العائلة ومكانتها ويتفهم أنه يشتبك فى صراع دولى يحتاج جده وعقل كل أبناء فلسطين  لكن عليه أن يمتضى فى كل وقت الجواد من دون أن يقدم له أحد المساعدة كما هى عادة الفرسان المهرة ثم ينطلق رويدا رويدا وهو مرفوع الرأس يقطع الطريق الطويل فى الوقت المناسب ويختصر المسافات الكبيرة بزيادة الجهد أملا فى اجتياز نقطة الحسم .

وبعد أن تخرج فى الجامعة واجه ما هو أصعب على النفس وهو حصد فرصة عمل تتناسب مع الشهادة الجامعية المرموقة التى حصل عليها بتفوق،فالطريق لم يكن ممهدا على الإطلاق فعلى مدى شهور طويلة كان الاعتذار عن عدم قبوله فى الوظيفة من جميع الشركات التى تقدم لها سواء داخل لبنان أو خارجها وهو أمر يدعو للعجب، كل من كان حوله يتعاطف معه ويخشى عليه من الانكسار أو أن يتسلل فقدان الأمل إلى قلبه،غير أنه كان على العكس تماما لديك ثقة عريضة فى أن الباب سيفتح وأن الأمر طبيعي وينظر إلى ما يحدث على أنه  بمثابة اختبار جديد لمدى القدرة على الصبر وطاقة التحمل، يتمتع بالإصرار وهذه سمة من سمات النجاح وأقرب إلى وصف ذلك عبارة السياسي البريطانى”والتر إليوت”عندما قال إن “المثابرة ليست سباقاً طويلا وإنما هي مجموعة من السباقات القصيرة سباق إثر سباق. أرسلت فى طلبه شركة  دولية كان لها مكتب فى الكويت وكان هذا من أهم اللحظات وسافر ومن هنا بدأت حياته العملية بعد التخرج عمل بكل اجتهاد فى الشركة وأظهر مهارات كبيرة وطموح مهنى وبعد سنوات من العمل بالشركة قرر عدم الاستمرار وإنشاء مكتب خاص به وأسس شركته الخاصة لتصبح هذه الشركة التى بدأت بدون مقر أو موازنة مجموعة عملاقة ،وجاءت مجموعة طلال أبو غزاله التى انطلقت من دولة الكويت وفيها عاش سنوات من العمل والتأسيس نسج فيها أقوى العلاقات مع شخصيات مؤثرة فى دولة الكويت- ساندته بكل ما تعنى الكلمة – بعد أن تبينت إخلاصه فى الرسالة والعمل وعوضته الكويت بعض الشيء عن الوطن الضائع فلسطين .

سنواته فى الكويت تجربة لا تنسى حاضرة فى ذاكرته بتفاصيلها الجميلة وقصص التحدى فيها لمؤسسات عالمية عابرة للقارات والصمود فى وجهها، بعزيمة وثقة فى المنافسة والنجاح، قصة البدايات فى الكويت كانت مقدمة للنجاحات المتوالية هى تجربة ثرية وغنية بالدروس والمواقف ، بدأ العمل فى وقت كانت الشخصية العربية فى الطريق لتلمس مفردات الحياة العصرية الجديدة تتقبل أشياء وترفض بالمطلق غيرها وعليه أن يوازن بين طموحاته فى مواكبة ما يجرى فى العالم وبين ما تتمسك به البيئة العربية  لم يدع طموحاته تندفع بعيدا لكنه واكب كل تطور فى مجال المهنة وفى الكويت واجه نفس قسوة اللحظة التى وقعت عام 1948 فى فلسطين حيث تعرضت الكويت للغزو العراقى،وهو تصرف كارثى يتحمل مسؤولية النظام العراقى، وتسبب هذا الغزو فى خروج مجموعة أبوغزاله من الكويت عام 1990 ليستقر فى الأردن تلك المملكة الحاضرة بتاريخها فى كل وقت والتى عوضته من جديد عن الكويت وجعلته يبدأ رحلة الصعود إلى القمة منها .

نمت المجموعة فى الأردن كما فى كل العواصم العربية وفى المقدمة منها مصر التى تحتضن واحد من أكبر المكاتب المائة للمجموعة على مستوى العالم فهو مكتب رئيسى يتناسب مع مكانة وأهمية مصرالتى يعرفها .   

يقول :”كان لديّ طموح كبير في أن أصبح أكبر شركة في الدنيا، الطموح مهمّ جدًّا لكن هل يمكن أن يتحقق النّجاح بالطموح وحده؟ لا يمكن وأي إنسان يعرف هذه الإجابة الذي يحقّق النجاح مع الطموح التّخطيط والإرادة والتخصُّص،   هناك طريقتان ليكون لديك أعلى مبنى: أن تدمّر كل المباني من حولك، أو أن تبني أعلى من غيرك، وأكمل أصبحنا أكبر شركة للتّرجمة في العالم وفي مجال آخر هو الملكيّة الفكريّة أصبحنا أكبر شركة عالميّة في الملكيّة الفكريّة لقد رَكِبْنا موجة التغيير على مَرّ العقود، واستطعنا التكيُّف مع التطورات التكنولوجيّة وأحدثنا تغييرات جذريّة طوال مسيرتنا المهنيّة حتّى أصبح لدينا ثمانٍ وعشرون شركة متخصّصة تقدّم خمسين خدمة مهنيّة وتعليميّة واستشاريّة في مجال الأعمال وخدمات أخرى “حلول البرمجيّات، الترجمة، الخدمات القانونيّة، التّوظيف” ثمّ قمنا بتوسيع رقعة تغطيتنا الجغرافيّة: من 100مكتب يعمل فيها المواطنون والوافدون في كلّ بلد ومائة وخمسين ممثّلًا وطنيًّا في جميع أنحاء العالم، أنشَأنا أصولنا الخاصّة في مجال الملكيّة الفكريّة: ثمانون اختراعًا لعمليات مبنيّة على الويب، تأليف ونشر ستة قواميس في مجالات متنوّعة، عشرون قاعدة بيانات تدعم خدماتنا بموارد لا نظير لها، نحن نعتبر أن قصص الإخفاق ليست القاضية، وقصص النجاح ليست النهاية, كلاهما جسر يقود للآخر، نؤمن بالابتكار والتّنافُس نمتلك أوّل سحابة حاسوبيّة للقطّاع الخاصّ في العالم العربي .

هى قصة حياة ملهمة مليئة بالمواقف التى تعطى الأمل دوما وتبديد كل المخاوف التى قد يشعر بها بعض الشباب فى رحلة البحث عن عمل ومهنة كونها تمنح الأمل المتجدد فى أن الإصرار هو أقوى سلاح فى داخل كل إنسان وعن طريقه يستطيع عبور أعتى الموانع وبلوغ حافة الشاطئ والاقتراب أكثر من تحقيق الطموح المشروع  الذى يسعى إليه.

الأمل لا يكلف شيئا عبارة جميلة للروائية الفرنسية “غابرييل كوليت” وعندما تتاح سيرة حياة الناجحين التى تدعو للأمل وتعطى التجربة هذا معناه أن هناك من سيقترب من الفكرة والطريق من أجل الوصول إلى الهدف الذى يخطط له فالحياة بدون هدف صعبة كما قال فريدريش نتشه  الشاعر والفيلسوف الألماني “هناك شخص واحد لم يذق طعم الفضل في حياته: إنه الرجل الذي يعيش بلا هدف” ويقول أبو غزاله من المهم   تحديد الهدف في الحياة، لأنه جزء من الرسالة التي يقوم بها أي إنسان والتي تبدأ بفكرة قابلة للتحقيق مهما كانت الظروف وبأي شكل من الأشكال بمواظبة العمل والإرادة “إن القوة ليست بالحجم ولا بالمال بل بقوة الإرادة والتصميم والعزيمة والرؤية الواضحة والفكر المستنير والتحدي والالتزام بالعمل، أن قدرتنا على العمل تزداد بقدر ما في قلوبنا من محبة، وتسامح. فالمحبة أقوى سلاح “،وأن أجمل ما تعلّمه في المرحلة الدراسية من المدارس المسيحية التي ارتداها كان المحبة والقناعة .

ما يميز مسيرته أنه فى كل مرة كان يحالفه التوفيق فى اتخاذ القرار المناسب فى أصعب الاختبارات فهو تمرن منذ طفولته على هذا ونظرا لاعتماده على نفسه فى معظم القرارات المصيرية التى اتخذها وهو فى سن الشباب والطفولة وكانت مصيرية فى تحديد ملامح مستقبله ولهذا يتحمس كثيرا لمبدأ  تشجيع الأجيال الجديدة على اتخاذ القرار وتحمّل مسؤولية تنفيذه منذ الصغر ويرى أن مهم جدا في صقل الشخصية وإعدادها للمستقبل ويؤمن بأن “المواهب لا تكتشف بل تفرض نفسها على غيرها وعلى المجتمع خصوصاً في عصر المعرفة التي لا تحتاج إلى الرعاية أو الدعم من أحد، حيث أن أهم الشركات الكبرى في العالم المعاصر نشأت من مجرد فكرة ولدت في أبسط وأصعب الظروف وأصحابها شباب رياديون ومبدعون انتقلوا إلى العالمية”.

 فى قصة حياته كان وما يزال العنوان البارز هو التعليم وتأثيره على حاضر ومستقبل الشعوب

       

زر الذهاب إلى الأعلى