ماهر مقلد يكتب من بكين الشركات العملاقة .. وجه الصين المشرق
الصين الأولى عالميا فى إنتاج السيارات والكمبيوتر
وجه الصين القوى يكمن فى الشركات العملاقة التى أضحت عنوانا بارزا عن المكانة التى وصلت اليها ، برنامج الزيارة الذى نظمته السفارة الصينية فى القاهرة مع وزارة الخارجية فى الصين تضمن من حسن الحظ زيارة بعض هذه الشركات العملاقة ذات الشهرة الدولية ،الانطباعات الأولية مبهرة ، على الطبيعة شاهدنا بالعين قمة التكنولوجيا و مراحل العمل ومستوى كفاءة العاملين ودرجة التقدم ، شركات عملاقة ومتطورة وتتقدم يشكل مذهل فى الابتكار والتطوير صناعة السيارات على سبيل المثال أصبحت الصين الدولة رقم واحد فى العالم وهى تجربة تحتاج إلى الدراسة لمعرفة كيف قطعت كل هذا الطريق وتجاوزت التحديات الصعبة .
فى العاصمة بكين كانت الزيارة الأولى لمقر شركة تشياومى الشهيرة فى انتاج أجهزة الهواتف الذكية وهذا هو المعروف عنها غير أنها شركة متعددة المهام كان الزيارة فى الساعات الأولى من الصباح ، المبنى عباراه عن مجموعة من ناطحات السحاب العملاقة ، فى مدخل المبنى استقبلنا شاب يجيد الإنجليزية بطلاقة وتم توزيع سماعات صغيرة وأنيقة للاستمتاع إلى الترجمة من الصينية إلى الإنجليزية التى ستشرح بها المسئولة فى الشركة .
فى الطابق الأرضي صالة تعرض أحدث التقنيات التى توصلت إ
ليها الشركة فى مجال الهواتف الذكية وفى نفس المكان معرض لعرض السيارات الكهربائية من إنتاج الشركة الوانها جذابة وتصميمها رائع ، الاعتقاد أن الشركة تتفوق فى الهواتف بينما تبين أنها قلعة صناعية تنتج بجانب أجهزة الاتصالات من موبايل وكمبيوتر والكاميرات المتقدمة السيارات الكهربائية وأجهزة الروبوتات .
بعد ذلك جاء دور زيارة قسم المنزل الذكي فى الشركة وهو يضم أحدث ما توصلت إليه الشركة من تجهيزات المنزل العصرى المعروف باسم سمارت هوم وشاهدنا تطور مذهل فى هذا المجال ومقاييس عالية من الرفاهية التى يمكن أن يتمتع بها المستخدم .
عندما سألنا على أسعار السيارات كانت غير محددة لكنها فى حدود 25 ألف دولار، أما عن أسعار الهواتف فهى أسعار عالية قد لا تختلف عن السوق المحلى فى مصر بينما فى مقر الشركة ليست جاهزة للبرنامج العربى .
لم تستغرق الجولة وقتا طويلا وجرت على النمط الصينى الذى يسابق الزمن فى كل شيء فى عصر السرعة والحفاظ على الوقت .
شركة شياومي أو ما يطلق عليها “أبل الصين” للهواتف الذكية يقود هذه الإمبراطورية الملياردير الصيني “لي جون”، الملقب باسم ستيف جوبز الصين.. ولد “لي جون عام 1969 في مدينة شيانتاو بمقاطعة هوبي وسط الصين، وكان يحب علوم الرياضيات.. وحصل على إجازة العلوم في الهندسة، عمل في العديد من الشركات، كن كان حلم “جون” أن يؤسس شركته الخاصة للهواتف الذكية. ولذا في عام 2010 اجتمع مع “لين بن” الذي كان يعمل لدى مايكروسوفت وجوجل، بالإضافة إلى 5 آخرين من الباحثين المتخصصين في الإنترنت، لإنشاء شركة متخصصة في مجال الهواتف الذكية، أطلق عليها إسم شركة شياومي (XiaoMi) .استطاعت شركة شياومي، بفضل خبرة جون العالية، تجاوز جميع الشركات الكبيرة والقائمة
فى اليوم التالى كانت المحطة الثانية وهى زيارة مقر شركة على بابا ، فى الاستقبال كان ينتظر السيد “يو بو “مدير إدارة مكتب العلاقات الخارجية فى المجموعة بينما تتولى التعريف والشرح فتاة ذكية تعكس تميز هذه الشركة ومستوى العاملين بها . الأرقام مذهلة هناك بانوراما فى الطابق الأرضى كما هو مقار جميع الشركات العملاقة فى الصين هذه البانوراما من ألواح العرض الالكترونية فى الحائط وهى شاشات بديعة بنفس ملمس الحائط وعليها قاعدة بيانات كاملة عن الشركة ونشاطها قبل عرض البيانات تم التعريف بمجموعة من الصور التى تزين الحوائط وهى صور نادرة لتاريخ البدايات فى الشركة والمؤسس “جاك ما” ورفاقه الذين خططوا للشركة وقصة مؤسس على بابا تسبق مؤسس تشياومى وهى ملهمة وعبقرية.
بدأ حياته المهنية مدرس للغة الإنجليزية، هو مؤسس ورئيس مجموعة «علي بابا» العملاقة للتجارة الإلكترونية، التي تعد اليوم أكبر شركة تجارة إلكترونية في العالم ، روت المسئولة لنا أن أول عملية بيع عبر على بابا كانت كاميرا اشتراه شاب صينى كان يدرس فى الخارج وسعرها كان 800 واين صينى وصورة الشاب موجودة فى مقر على بابا كما تم الاحتفاظ بالكاميرا فى المتحف الوطنى بالصين . ولد في هانجتشو بالصين، بعد التخرج، مارس جاك مهنة تدريس اللغة الإنجليزية لمدة 5 سنوات ثم أطلق موقعا إلكترونياً للبيانات هو عبارة عن دليل للأعمال التجارية أطلق عليه اسم «الصفحات الصينية»، الموقع لم يكن مشروعا مثمراً، ولكن بحلول عام 1999 جمع جاك 18 صديقا في شقته في مدينة هانغتشو ليكشف لهم عن فكرة إنشاء شركة جديدة للتجارة الإلكترونية وافق الجميع على المشروع وجمعوا 60 ألف دولار أمريكي لإطلاق موقع «جاك ما»، ويقول إنه اختار هذا الاسم لأنه اسم سهل وعالمي فجميع الأجناس سمعت بقصة «علي بابا » كما ذكرت الموظفة أن حرف A اول حرف فى محركات البحث مما يجعل مهمة البحث اسهل فى كل دول العال، .شرحت الموظفة قصة التأسيس وعلاقة العمل القائمة بين المؤسسين وكشفت عن أن لدى على بابا أكثر من 900 مليون مستخدم ،والشركة متقدمة جدا فى مجال التكنولوجيا وتقدم للشركات الأخرى التكنولوجيا وتمتلك سحابة على بابا التى تحتل المركز الثالث عالميا بعد أمازون ومايكروسوفت اول مشترى من منصة على بابا يدخل التاريخ
الساعة العاشرة صباحا وقتها ظهر على شاشات البيانات فى مركز العمليات وهى منطقة لا يسمح بالتصوير فيها للزائرين أن عدد طلبات التوصيل داخل الصين التى تنفذها على بابا وصلت 15 مليون عملية ،وقالت الموظفة بنهاية اليوم الرقم يتجاوز 100 مليون وهى خدمة توصيل المنتجات فقط داخل الصين وهناك خدمة التوصيل الدولى .
شرحت أن خدماتنا تصل لدول العالم وبدانا تعاون مع الصندوق السيادى السعودى والحكومة السعودية .كما نتعاون اللجنة الأولمبية الدولية وبدأنا مع الألعاب الشتوية من أجل المساعدة بواسطة سحابة على بابا ويث المنافسات عبر المنصات كما نجحنا فى توثيق فاعليات منافسات اولمبياد عام 1924 التى جرت فى العاصمة الفرنسية باريس وتحويل مقاطع الفيديو من الأبيض والأسود إلى ألوان كما كانت بالضبط وتوضيح طبيعة المشروب الذى كان يتناوله اللاعبون وتبين انه من نوع النبيذ حيث لم يكن أحد يعرف ما هو ؟
تحدثت بفخر عن دور الشركة فى المسئولية الاجتماعية وكشفت عن ان هناك مشروع إنساني يجرى بكل الاهتمام هو مشروع لم الشمل ومن خلاله نسعى إلى العثور على الأطفال المفقودين أو الذين تعرضوا لعملية الاختطاف وبالتنسيق مع الشرطة الصينية من خلال السحابة التى نمتلكها وتتيح لنا أمكانية تعقب أثر أى مفقود ونجحنا فى فترة قصيرة فى استعادة 5 ألاف طفل . وعن المستهلك الدولى قالت هذه الخدمة وهى على اكسبريس تأسست فى عام 1999 وهناك إمكانية للتوصيل خلال 20 يوم بسعر 2 دولار فقط اما 10 أيام فهى 5 دولار ومتوفرة فى 14 دولة فى العالم فى وقت 5 أيام فقط 10 دولار وهذه الدولة لديها الجاهزية .
أما داخل الصين الطلبات العادية تصل خلال يومين والسوبرماركت 5 ساعات واقل زمن نصف ساعة .كان هناك مشروع أخر وهو مشروع خيرى بأن يتبرع كل بائع بمليم من كل طلبية للمشروعات الخيرية .
غادرنا مقر الشركة العملاقة التى أصبحت رقما مهما فى العالم
ووصلنا مدينة شيان كان ينتظرنا هناك موظفون فى الدولة الصينية وتحركنا سريعا إلى الفندق وهو فندق يتشابه إلى حد كبير مع فندق الإقامة فى بكين ،كان يستقبلنا “وانج يانج “وهو يعمل فى إدارة العلاقات الخارجية لمدينة شانشى ورحب بنا واخبرنا فى الصباح سينضم شاب صينى للقيام بمهام الترجمة الى العربية .
حضر “بسام ” وكتب على الجروب الخاص صباح الخير الضيوف الكرام أنا بسام سنزور مصنع شركة بى واى دى بعض تعليمات زيارة المصنع يعتبر خط الإنتاج مكانا سريا لذا يرجى عدم التقاط الصور أو تسجيل المقاطع فيديو ،يرجى عدم ارتداء الصنادل أو الشورت ممنوع التدخين داخل المصنع.. نشركم على حسن التعاون .
وداخل المصنع، تمر عملية التصنيع بثلاث مراحل تلعب خلالها الروبوتات دورا محوريا ، حيث تشترك في حوالي 90% من عملية التصنيع، إذ تستخدم على سبيل المثال وليس الحصر في اللحام والطلاء و رفع المركبات وإعدادها للمراحل التالية، كما تساعد المعدات المتطورة في إنتاج1500 نوع من قطع الغيار اللازمة للسيارات الكهربائية، وينتج المصنع من 4 إلى 5 آلاف سيارة كهربائية في اليوم الواحد. ويصل عدد العاملين فيه حوالي 60 ألف عامل. ولكن إجمالي عدد العاملين التابعين للمصنع في المقاطعة يصل إلى 110 ألف عامل.
ورغم دور الروبوتات المحوري في عملية التصنيع ، إلا أن العنصر البشري لا يمكن الاستغناء عنه كذلك ، فخلال الجولة كان هناك مئات الفنيين والمهندسين الذين يضعون اللمسات الأساسية في السيارات بعد انتهاء مرحلة التركيب ووضع البطاريات، وفيما يتعلق بالبطاريات ، تعرف مصانع الصين كذلك بريادتها في هذا الأمر حيث لدى شركاتها براءات اختراع خاصة بصناعتها وتعرف بتطورها وإمكانياتها الفنية العالية.
وقالت مسئولة الإعلام في مصنع السيارات الكهربائية إن أحد أهم أهداف الشركة هو الحفاظ على البيئة وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كجزء من استراتيجية الصين لمواجهة تغير المناخ.
كانت مسؤولة الاعلام تتحرك بإيقاع سريع واصطحبتنا فى جولة داخل مترو الشركة الذى بدون سائق ومن حلاله يمكن التعرف على طبيعة وتنوع المصنع .
الرحلة من الفندق إلى المدينة التى يقع فيها المصنع تستغرق بالأتوبيس ساعتين وبضعة دقائق وطوال الرحلة نشاهد على جانبى الطريق الأبراج الشاهقة والمناظر الجميلة والنظام الدقيق ، لم نشاهد مطب صناعى فى الطريق ولم نرى سور للطريق مكسور أو المخلفات وغيرها من المظاهر الغريبة كل شيء منسق ويكشف عن منظومة دقيقة تتابع وتعمل .
فى اليوم الأخير كانت التكنولوجيا والابتكارات حاضرة حيث زرنا مقر شركة هيكى فيجن وهى متخصصة فى أنظمة المراقبة وهى واحدة من اكبر الشركات فى العالم ، تقدم الخدمات لمختلف الصناعات من خلال تقنياتها المتطورة للإدراك الآلي، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، مما يقود مستقبل الذكاء الاصطناعي للأشياء: من خلال تقنيات الإدراك الآلي الشاملة، نهدف إلى مساعدة الأشخاص على التواصل بشكل أفضل مع العالم من حولهم؛ تقوم بتصنيع مجموعة كاملة من المنتجات والحلول الشاملة لمجموعة واسعة من الأسواق الرأسية. بالإضافة إلى مجال الأمن الأجهزة المنزلية الذكية ، والإلكترونيات الخاصة بالسيارات من أجل تحقيق رؤيتها على المدى البعيد.
بعد ها زرنا شركة “داهوا ” وهى شركة عملاقة تساعد مصر فى أنظمة المراقبة ولديها خبرات كبيرة فى ذلك .
وهي الرائدة في مجال منتجات المراقبة بالفيديو والخدمات في العالم حيث تتربع على أكبر حصة من السوق، وهي من الحائزين على جائزة الكاميرات برامج إدارة الفيديو.