الفنان السيد بدير أبو الأبطال الثلاثة.. قصة اغتيال سعيد واستشهاد السيد و سمير
يعد العقيد مهندس سعيد السيد بدير، من العبقريات المصرية المنسية، التي لا يعرف الكثير من الناس عنها أي شيء، فقد التحق بالدفعة 9 فنية عسكرية، عام 67 و تخرج منها عام 72، وبعد التخرج، تم تعيينه معيدا بالكلية لتفوقه.
شقيقة الأكبر هو اللواء سمير السيد بدير، من أبطال اللواء 116 صواريخ سام 6 بحرب أكتوبر، و شقيقة الأصغر هو الشهيد ملازم طيار السيد السيد بدير، طيار مقاتل ميج 21، نال الشهادة في حادث أثناء التدريب.
الفنان سيد بدير أُطلق عليه (أبو الأبطال)، تزوج من الفنانة شريفة فاضل وأنجب منها ابنهم طيار السيد سيد بدير واستشهد في حرب أكتوبر1973 وغنت له والدته شريفة فاضل بعد 3 شهور أغنيتها أم البطل، ووقت تسجيلها وقفت أكتر من مرة بسبب انهيارها وبكائها على ابنها.
مسيرة كفاحه و ظروف وفاته
عقيد مهندس سعيد السيد بدير عالم مصري تخصص في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي من مواليد روض الفرج بالقاهرة في 4 يناير 1949 وتوفي في 14 يوليو 1989 بالإسكندرية في واقعة يصفها الكثيرون أنها عملية قتل متعمدة. وهو ابن الممثل المصري السيد بدير.
تخرج من الكلية الفنية العسكرية وعين ضابطاً في القوات المسلحة المصرية حتى وصل إلى رتبة عقيد مهندس بالقوات الجوية وأحيل إلى التقاعد برتبة عقيد مهندس بالمعاش بناءً على طلبه بعد أن حصل على درجة الدكتوراه من إنجلترا، ثم عمل في أبحاث الأقمار الصناعية في جامعة ألمانية وتعاقد معها لإجراء أبحاثه طوال عامين، وكان مجال الدكتور سعيد يتلخص في أمرين:
التحكم في المدة الزمنية منذ بدء إطلاق القمر الصناعي إلى الفضاء ومدى المدة المستغرقة لانفصال الصاروخ عن القمر الصناعي.
التحكم في المعلومات المرسلة من القمر الصناعي إلى مركز المعلومات في الأرض سواء أكان قمر تجسس أو قمراً استكشافياً.
نشرت أبحاثه في جميع دول العالم حتى اتفق معه باحثان أمريكيان في أكتوبر عام 1988م لإجراء أبحاث معهما عقب انتهاء تعاقده مع الجامعة الألمانية، وهنا اغتاظ باحثو الجامعة الألمانية وبدأوا بالتحرش به ومضايقته حتى يلغي فكرة التعاقد مع الأمريكيين، وذكرت زوجته أنها وزوجها وابناهما كانوا يكتشفون أثناء وجودهم في ألمانيا عبثاً في أثاث مسكنهم وسرقة كتب زوجها، ونتيجة لشعورهم بالقلق قررت الأسرة العودة إلى مصر على أن يعود الزوج إلى ألمانيا لاستكمال فترة تعاقده ثم عاد إلى القاهرة في 8 يونيو عام 1988م ليحميه من محاولات متوقعة لاغتياله.
وقرر السفر إلى أحد أشقائه في الإسكندرية لاستكمال أبحاثه فيها حيث عثر عليه جثه هامدة.
أكدت زوجته أن إحدى الجهات المخابراتية وراء اغتيال زوجها.
وتؤكد المعلومات أن العالم سعيد بدير توصل من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة على مستوى 13 عالما فقط في حقل تخصصه النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ.
ويقال أن برنامج حرب الفضاء الذي نفذته الولايات المتحدة الأمريكية كان نتيجة الأبحاث التي سرقت منه. كما أن أخر بحث له كان عن كيفية تسخير قمر صناعي معادى لمصلحتنا.
و في يوم 14 يوليو 1989 وجد مقتولا في شقته بالإسكندرية ولم يعلم حتي الآن من وراء قتله، إلا أن كل المؤشرات تشير إلى الموساد الإسرائيلي المعروف بتنفيذ تلك الجرائم البشعة تجاه علماء وعباقرة مصر.