أبو الغيط: بيئة الاقتصاد الدولي غير آمنة في ظل صراعات الدول الكبرى
في اجتماع دورة المصارف المركزية العربية 48..
كتب: خالد كامل
قال الوزير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في افتتاح الدورة رقم (48) لاجتماعات المصارف المركزية و مؤسسات النقد العربية، و الذي تستضيفها مصر، إن الحاضنة الدولية للاقتصاد العالمي غير آمنة و غير موثوقة النمو، في ظل عودة الصراعات بين الدول الكبرى عالمياً.
و أضاف أبو الغيط أن شبكات التوريد الدولية لم تعد ذات جدوى و أن زيادة معدلات النمو مهما بلغت في أي من الدول، حتى الكبرى منها، فإن التضخم يلتهمها جميعاً، مشيراً إلى ضرورة البحث عن وسائل أخرى آمنة و مستقرة لدعم اقتصادات الدول العربية في ظل تزايد التوترات في المنطقة العربية بسبب ممارسات دولة الاحتلال المسماة إسرائيل في فلسطين و لبنان و تحرشاتها ببعض من دول الجوار، الأمر الذي بات مقلقا من ناحية احتمالية توسيع نطاق الحرب في المنطقة، و هو ما حذرت منه الجامعة العربية مراراً و تكراراً..
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح اجتماعات تلك الدورة، فإلى نص الكلمة:
دولة رئيس مجلس وزراء جمهورية مصر العربية
معالي الدكتور مصطفى مدبولي
سعادة الدكتور فهد بن محمد التركي
رئيس صندوق النقد العربي
سعادة السيد حسن عبد الله
محافظ البنك المركزي المصري
سعادة السيد أيمن بن محمد السياري
رئيس مجلس محافظي المصارف المركزية
ومؤسسات النقد العربية
السيدات والسادة،
يسعدني أن أكون بينكم اليوم للمشاركة في افتتاح الدورة (48) لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية… والتي أتمنى أن تخرج بخلاصات تعزز من سبل التعاون والتنسيق بين أعضاء الجمعية العمومية في ضوء التطورات السريعة والمتلاحقة التي يشهدها العالم على كافة الأصعدة، وبصفة خاصة الصعيد الاقتصادي.. واسمحوا لي أن أغتنم تلك المناسبة لأعرب عن التقدير لجهود صندوق النقد العربي والدور الحيوي الذي يقوم به باعتباره شريكاً هاماً للحكومات العربية في تعزيز مسيرة الاستقرار والتطوير الاقتصادي والمالي والنقدي.. كما أود أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير للبنك المركزي المصري على استضافة أعمال هذه الدورة متمنياً لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربي كل التوفيق والنجاح… وأن تسهم نتائج الدورة في تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق بين الدول العربية في مواجهة التحديات الماثلة أمام القطاع المصرفي، وبما يحقق مصالحها المشتركة.
السيدات والسادة،
يمر العالم بمرحلة دقيقة من التحولات الاقتصادية… فبعض مظاهر العولمة تتراجع، والاعتماد الزائد على شبكات التوريد ثبت أنه يحتاج لمراجعة… والتضخم مشكلة تعاني منها دول كثيرة، بما يستلزم إدارة حكيمة لأسعار الفائدة تحافظ على النمو… أما مشكلة الديون فقد صارت مجدداً أزمة عالمية تحتاج في تقديري إلى علاج شامل.
ولا يمكن الفصل بين هذه التحديات الاقتصادية الكبيرة، وبين تزايد المخاطر الأمنية في بيئة دولية مضطربة ومتوترة تنذر بعودة الصراعات بين الدول الكبرى… بما ينعكس حتماً على الآفاق المستقبلية للاقتصاد العالمي.
ولا شك أن المصارف المركزية تتحمل مسئولية كبيرة في إدارة السياسات النقدية في هذه المرحلة المضطربة سياسياً واقتصادياً… وتعمل المصارف في بيئة متغيرة، متداخلة المشكلات، وتتطور أدواتها باستمرار… خاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا المالية … وتذبذب الأسواق العالمية، وزيادة منسوب انعدام اليقين.
وأثق في قدرة المصارف العربية، وفي إمكانياتها وخبرات كادرها البشري، على إدارة هذه المرحلة الصعبة بكل ما تقتضيه من يقظة ومرونة في الحركة، وقدرة على التكيف والتعامل مع الصدمات الطارئة.
ولا شك أن المجلس ومؤسسات النقد العربية تقع على عاتقها مسئولية كبيرة ليس فقط في مواجهة التحديات الحاضرة والمستجدة، وإنما أيضاً في تعزيز التعاون والعمل المشترك على المستوى العربي… فهذه الأزمات والتحديات يمكن مواجهتها بصورة أفضل وعلى نحو أكثر فعالية من خلال التبادل المستمر للمعلومات وتنسيق السياسات… بهدف تشبيك الاقتصاد العربي واستنفار إمكانياته وطاقاته لتحقيق الاستفادة القصوى منها.
أتمنى لاجتماعكم اليوم كل التوفيق دعماً لأهدافنا المشتركة وتعزيزاً للقدرات العربية الشاملة على مواجهة التحديات.
شكراً لكم،