أبو الغيط في مؤتمر الدبلوماسية العلمية: دول كبرى تستأثر بلقاحات الأوبئة دون العالم
كتب: خالد كامل
افتتح الوزير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول الاجتماع رفيع المستوى حول الدبلوماسية العلمية ” بالتنسيق والتعاون مع الاتحاد من أجل المتوسط والاتحاد الأوروبي، و قد حضر هذا المؤتمر الدولي للدبلوماسية العلمية سفراء و رؤساء جامعات و علماء من دول عربية و أوروبية.
و قد تحدث أبو الغيط حول مواجهة الأوبئة العالمية التي اجتاحت العالم بصفة عامة، مثلما حدث في فترة كورونا، و لكنه أشار إلى ضرورة توطيد العلاقات مع الدول الأورومتوسطية، حتى يتم التعاون و تبادل الأبحاث العلمية للنفع العام.
و استنكر أبو الغيط استئثار بعض الدول باللقاحات ضد الأوبئة دون بقية العالم، مما يؤثر على الصحة العامة العالمية للشعوب.
و قد جاءت كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية كالتالي:
معالي الدكتور محمد ايمن عاشور
وزير التعليم العالي والبحث العلمي بجمهورية مصر العربية
سعادة السيد ناصر كامل
الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط
سعادة السيدة سيجني راتسو
نائب المدير العام للبحوث والابتكار بالمفوضية الأوروبية
السيدات والسادة مديري المنظمات العربية والاقليمية
ورؤساء الجامعات العربية
الحضور الكريم،
يسعدني أن أشارك معكم اليوم في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول الدبلوماسية العلمية … من هنا في بيت العرب الذي استضاف على مدار عقود مؤتمرات دولية وأحداثاً مهمة … وأثني على فريق العمل من جامعة الدول العربية والاتحاد من أجل المتوسط والاتحاد الأوروبي الذي بذل جهداً مقدراً لضمان نجاح هذا المؤتمر.
السيدات والسادة،
الدبلوماسية في جوهرها وتاريخها الممتد هي أداة لحل المشكلات والتفاوض للوصول لحلول، وتحقيق أوضاع أفضل.. وعبر التاريخ الطويل لهذه المهنة التي عرفتها كافة الحضارات، ظل هذا الجوهر ثابتاً، وإن تغيرت الظروف والأدوات والآليات.
وأظهرت الدبلوماسية قدرة لافتة على التكيف مع روح كل عصر.. فهي طريق لحل المشكلات، ولكن المشكلات ذاتها تتغير بتلاحق العصور، ومن ثم تحتاج الدبلوماسية دوماً لتطوير الأدوات لارتياد مجالات جديدة للنشاط الإنساني تقتضي الاستفادة من مهارات الدبلوماسية في التوصل إلى حلول وسط وتحقيق الصالح عبر التفاوض.
و رأينا في الفترة السابقة دور الدبلوماسية يمتد و يتوسع ليدخل إلى مجالات جديدة مثل البيئة والتغير المناخي والتنمية المستدامة.. وكلها ملفات تتضارب فيها مصالح الدول وتتطلب المهارة الدبلوماسية في الوصول لحلول وسط مرضية للدول، وتصب في صالح الإنسانية كلها.
و اعتبر أن الدبلوماسية العلمية مجال مهم يستدعي بناء الخبرات الخاصة لدى الكوادر الدبلوماسية.. فالعصر التكنولوجي والعلمي الذي نعيشه يطرح معضلات كثيرة تحتاج إلى فنون التفاوض والحلول الإبداعية.. لم يعد مستغرباً أن تتقاطع المصالح السياسية والغايات الإنسانية وتتشابك تشابكاً هائلاً في ملفات مثل الأوبئة العالمية والأمن الغذائي والحفاظ على التنوع البيولوجي، فضلاً عن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بكل ما تطرحه من أسئلة وقضايا شائكة تحتاج إلى التفاوض البناء بين كافة أصحاب المصلحة من الدول والشركاء والمنظمات الدولية والمراكز العلمية.. لتسخير هذه التكنولوجيا لخدمة البشر وتلافي شرورها المحتملة ومخاطر الاستخدام المنفلت.
وقد رأينا جميعاً كيف ساهم تحالف العلم مع الدبلوماسية في مجابهة جائحة كويد 19، بتسهيل تبادل الخرائط الجينية للفيروس من أجل تسريع عملية انتاج اللقاحات.. ولعبت الدبلوماسية دوراً فعالاً في نقل الخبرات والتجارب الناجحة ووضع الإجراءات الوقائية التي كان لها فضل في تلافي المخاطر الكبرى لتلك الجائحة.. ولا شك أن الدروس المستخلصة من تجربة مواجهة الوباء العالمي، بما في ذلك ما انطوت عليه هذه المواجهة من بعض السلبيات في استئثار بعض الدول باللقاحات الفعالة.. أقول إن هذه الدروس تستحق التأمل والبناء عليها كخبرة مضافة لحقل الدبلوماسية العلمية الذي أتوقع أن تتزايد أهميته وتشتد الحاجة إليه في مستقبل تشكله تطورات العلوم والتكنولوجيا أكثر من أي وقت مضى.
إن الجامعة العربية تؤمن بأهمية توطيد العلاقات مع الدول الأورومتوسطية، عبر التعاون مع الاتحاد من أجل المتوسط والاتحاد الأوروبي، لتحقيق مزيد من الشراكات الناجحة في المجالات العلمية والدبلوماسية.. ولا شك إن عقد أول نسخة لهذا المؤتمر بمقر الأمانة العامة تعد مصدر فخر وسعادة لنا جميعاً.
أتوجه بالشكر لكافة القائمين على تنظيم هذا المؤتمر المهم وأتمنى لأعمالكم كل التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،