
بقلم – محمد الليثي
الأخ اللاعب محمد صلاح.. أعرف أنه ربما يكون لديك حسابات وظروف مع ناديك ليفربول تمنعك من التضامن مع غزة وأهلها وأطفالها الأبرياء، الذين يقتلون ويذبحون ليل نهار على مرأى ومسمع العالم كله، ولكن أعرف أيضا أن جزءا كبيرا من شهرتك صنعها نفس الأطفال الذين كانوا يهللون لك مع كل هدف تحرزه ويتركون دروسهم ليتابعون كل ما تنشره على صفحتك وأهدافك ويحلمون بأن يصبحوا يوما مثلك.
هؤلاء الأطفال الذين صنعوا نجوميتك وارتدوا تيشرتك ودافعوا عنك وبكوا على نجاحاتك كما بكوا على إخفاقاتك وتشاجروا من أجلك ظنا منهم أنك منهم ومعهم كما كانوا معك دوما وتقدر إحساسهم ومشاعرهم وتبكي عليهم كما كانوا يصرخون من أجلك، وظنوا أنك سترد جميلهم في موضع يذبحون فيه، ولو حتى بالدعاء لهم، إلا أنك لم تفكر إلا في نفسك وحساباتك ونجوميتك أنت فقط فخذلتهم في موضع يحب المرء أن ينتصر فيه.
فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم «ما من امرئ مسلم يخُذلُ امرأً مسلماً في موطن تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يُحبٌّ فيه نُصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عِرضه، ويُنتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موضع يحبُ فيه نُصرته”.
الابن غير البار هو من تربه وليدا وشابا حتى إذا كبر وشب نسى جميلك وفضلك عليه ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله.
اسمح لي كما وأنك تفكر في نفسك وفي مصالحك فنحن أيضا لا حاجة لنا في أن نضيع أوقاتنا من أجلك، نحن أولى بأوقاتنا منك ونحن أولى بأحلامنا من أحلامك ونحن أولى بأحزاننا من أحزانك.. فافرح أو احزن لنفسك، فمن لم يبك علي وأنا في الضيق لن أبكي عليه عند الوفاة.. سنرد لك تحيتك بإهمالك لنا بأحسن منها فمتابعتك شرف لا تستحقه.
واعلم أن ما تزعمه كتائبك من أنك ربما تتضامن سرا بإرسال بعض التبرعات فادخره لنفسك فنحن لسنا في حاجة إليه.. هذه ليست رسالة لك أنت فقط ولكن لكل من في نفس خندقك من العاقين لأهلهم وإخوانهم.. رصيدكم نفذ لدينا