إيرائيل”.. لماذا يمكن وضع إيران و إسرائيل في سلة واحدة؟”
كتب/إسلام كمال الدين
ملاسنات وتصريحات هجومية من وقت لآخر بين الجانبين و عداء يقال في العلن أنه تاريخي و علاقة توتر مستمرة تبدو للجميع..
هكذا هو الوضع الذي طالما يلوح في الأفق بين إيران و دولة الكيان الصهيوني الغاصب إسرائيل، الكيانان المثيران للجدل من ناحية و للقلاقل من ناحية أخرى في المنطقة، و عدوان لدودان لعدد كبير من الدول العربية و الإسلامية، إقليمياً و دولياً..
لكن من نظرة أخرى أكثر عمقا و قربا من التاريخ و الواقع، يمكننا القول بأن إيران و دولة الكيان الغاصب تجمعهما أهداف متقاربة و أحيانا واحدة، و علاقات مترابطة، بل و رؤية مشتركة تاريخية و حديثة و معاصرة، تقودنا كل تلك المحددات إلى اكتشاف تشابهات و مشتركات بين الجانبين تصل أحيانا كثيرة حد التطابق و هو الأمر الذي يجعلنا نستخدم بكل أريحية هذا المصطلح “إيرائيل”.
فإيران الفارسية و دولة الكيان إسرائيل الصهيونية مكونان لصورة واحدة، تحمل تفاصيلا كثيرة، أهمها اجتماعهما على العداء للعرب و المسلمين، و كذلك مشروعهما التوسعي و بكاؤهما على انهيار امبراطوريات أو ادعاءات لدول سابقة، إضافة لكونهما دولا ثيوقراطية تتحكم فيها توجهات جماعات دينية أو رجال دين و نبوءات دينية تاريخية و أذرع خارجية تحمل نفس الأفكار و التوجهات و تحاول نشرها و بسطها سواء بالفكر أو القوة أو المؤامرات.
الأمر الآخر المشترك يتمثل في أن إيران و دولة الكيان الغاصب الصهيوني إسرائيل كلاهما كيانات محتلة لدول أخرى و تسرق ثروات و مقدرات و مقدسات و تاريخ دول أخرى بشكل أو بآخر، و على النقيض تسعى للسلام و التطبيع مع تلك الدول سياسيا أو اجتماعيا و ثقافيا، لإذابة الجليد و محو العداء التاريخي الضارب بجذوره عمق التاريخ..
و إلى جانب تلك التشابهات و الأهداف المشتركة، فإنهما يرتبطان بعلاقات تجارية كبيرة و مشاريع مشتركة و مستمرة، فقد ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” فى تقرير سابق لها أن حجم الاستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضى الإيرانية بلغ 30 مليار دولار، كما أن دولة الكيان الغاصب إسرائيل تعتمد على التين و البلح الإيرانى، بالإضافة إلى أن هناك العشرات من الشركات الإسرائيلية تقيم علاقات تجارية مع إيران و أغلبها شركات نفطية تستثمر فى مجال الطاقة داخل إيران .
كذلك فإن المجتمعات اليهودية تعد جزءًا هامًا من النسيج الاجتماعي و الثقافي لإيران على مر التاريخ و في الوقت الحالي، و يعيش أغلب اليهود الإيرانيين في المدن الرئيسية مثل طهران و شيراز و أصفهان.
و على الرغم من أن أعداد اليهود في إيران تراجعت على مر العقود من 100 ألف يهودي في مختلف المدن الإيرانية إلى 8 آلاف يهودي تقريبا في وقتنا الحالي، إلا أنها لا تزال تمثل مجتمعًا حيويًا و متنوعًا و لها علاقات ممتدة في الداخل الإسرائيلي، على أرض فلسطين المحتلة و التي تدعي إيران أنها يتحررها!!