كتب: خالد كامل
تضمنت نشرة الاتحاد المصري للتأمين الأسبوعية برئاسة علاء الزهيري، الحديث عن مصطلح “البيانات الضخمة” أحد الركائز الأساسية التي لا غنى عنها في تطوير وتحسين الخدمات التأمينية.
وفي ظل التقدم التكنولوجي السريع الذي يشهده العصر الحالي، أصبحت شركات التأمين قادرة على جمع وتحليل كميات ضخمة من البيانات من مصادر متعددة مثل المعاملات اليومية، السجلات الطبية، النشاطات الرقمية، وحتى بيانات مواقع التواصل الاجتماعي.
وتوفر هذه البيانات رؤى عميقة تمكّن شركات التأمين من اتخاذ قرارات أكثر دقة وتقديم بيانات أكثر تخصيصاً لتلبية احتياجات العملاء بشكل أفضل.
وأكدت النشرة الأسبوعية، على أنه يعتبر إستخدام البيانات الضخمة في التأمين بمثابة ثورة حقيقية في كيفية تصميم المنتجات التأمينية، وتقييم المخاطر، وتحديد الأسعار، وكذلك في تحسين تجربة العملاء. إذ يتيح تحليل هذه البيانات فهم أعمق لأنماط سلوك العملاء وتوقع احتياجاتهم المستقبلية.
وتابع الاتحاد المصري للتأمين، خلال النشرة، وكما أن البيانات الضخمة تساهم في تعزيز قدرة الشركات على التنبؤ بالمخاطر بشكل أكثر دقة، مما يؤدي إلى تحسين إدارة المخاطر وتقليل التكاليف التشغيلية.
فمن خلال استخدام أدوات التحليل المتقدمة والذكاء الاصطناعي، يمكن لشركات التأمين تحديد المخاطر المحتملة بدقة أكبر، مما يسمح لها بتقديم حلول أكثر تخصصًا وبأسعار تنافسية.
من جهة أخرى، تلعب البيانات الضخمة دوراً محورياً في تمكين شركات التأمين من تقديم خدمة عملاء مبتكرة.
من خلال تحليل سلوك العملاء على منصات الإنترنت، يمكن لشركات التأمين تقديم عروض مخصصة وتنبيهات فورية تتماشى مع احتياجات كل عميل على حدة. هذا التوجه لا يساعد فقط في تحسين تجربة العملاء، بل يعزز أيضاً من ولائهم ويزيد من رضاهم.
ومع هذه الفرص الكبيرة التي تتيحها البيانات الضخمة، يواجه قطاع التأمين تحديات تتعلق بحماية الخصوصية وأمن البيانات، إذ يجب على شركات التأمين الالتزام بمعايير صارمة لحماية بيانات العملاء.
إلا أن الحلول التكنولوجية الحديثة تدعم القدرة على تجاوز هذه العقبات بشكل آمن وفعال، مع توفير إطار قانوني يضمن حماية البيانات الشخصية.
في النهاية، يُعد الاستثمار في البيانات الضخمة عاملاً حاسماً لتمكين شركات التأمين من النمو في المستقبل، حيث يُمكنها من تكييف استراتيجياتها بشكل مرن يتماشى مع التغيرات السريعة في السوق، مما يضمن لها ميزة تنافسية قوية في بيئة أعمال متسارعة التغير.
اقرأ أيضا علاء الزهيرى: أصدار 24 وثيقة تأمين استرشادية خلال الـ8 سنوات الماضية
البيانات الضخمة في التأمين
تتكون البيانات الضخمة في التأمين من مجموعات ضخمة ومعقدة من البيانات التي يصعب على الأفراد معالجتها باستخدام الطرق التقليدية.
وغالباً ما تكون هذه البيانات غير منظمة وتتضمن معلومات من مصادر متعددة تشمل العملاء، وسجلات المطالبات، وبيانات الحوادث، وسجلات الأطباء، وأجهزة تتبع صحة وأنشطة العملاء، وغيرها من المصادر التي تجمعها شركات التأمين.
ومع تراكم بيانات آلاف العملاء على مدار سنوات عديدة، تصبح هذه البيانات ضخمة جداً بحيث يصعب تحليلها وفهمها دون استخدام تقنيات التحليل المتقدمة.
وعلاوة على ذلك، تتطلب عملية الوصول إلى هذه البيانات والاستفادة منها تعاوناً بين العديد من الأطراف المعنية مثل المكتتبين، المحاسبين، الوسطاء وغيرهم، والعديد من الإدارات الأخرى، حيث يتم استخدام هذه البيانات وفقاً لوظائفهم المختلفة خلال دورة حياة الوثيقة.
ولكي تتمكن شركات التأمين من الاستفادة القصوى من بياناتها الضخمة، يجب أن تمتلك القدرة على تخزين هذه البيانات بشكل غير منعزل عن بعضها البعض. مما يعني تجنب تخزين البيانات في أنظمة أو قواعد بيانات منفصلة؛ حيث أن جمع البيانات ضمن حل موحد يوفر فرصاً أكبر للتحليل واستخلاص الرؤى المفيدة من خلال أدوات التقارير المتطورة.
إضافةً إلى ذلك، يساعد هذا في اكتشاف الفجوات الموجودة في البيانات، مما يتيح الفرصة لمزودي الخدمات الخارجية لتقديم السياق اللازم للبيانات وتحليلها بشكل أدق.
بالإضافة إلى تحسين كفاءة العمل واتخاذ قرارات مدروسة، فإن تحليل البيانات الضخمة يوفر لشركات التأمين أدوات قوية لمواكبة التغيرات المستمرة في السوق والمساعدة في التنبؤ بالمخاطر المستقبلية بصورة أكثر دقة، ما يسهم في تحسين الأداء الشامل والتوسع المستدام.