الحر يقسو على سكان الكوكب من المحيط للخليج.. فمتى تنكسر هذه الموجة؟
شهد اليوم السبت، وأمس الجمعة، ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة والرطوبة، في معظم دول العالم، وسط تحذيرات من حرائق.
وسجلت درجات الحرارة أعلى معدلاتها في جميع أنحاء العالم، اليوم السبت 15 يوليو 2023، من المحيط إلى الخليج، ومن الصين مرورًا بالعالم العربي وأوروبا وحتى الولايات المتحدة، فضلا عن احتراق عدد من الغابات نتيجة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
وكشف إذاعة صوت ألمانيا “dw ” ارتفاع درجات الحرارة إلى 38 درجة في أنحاء واسعة من ألمانيا، ويُتوقع هبوب عواصف رعدية شديدة في الغرب والجنوب الغربي مع خطر هبوب رياح تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة.
وفي إيطاليا وإسبانيا وشرق فرنسا وبولندا ضربت موجة حارة واسعة، وأصدرت وزارت الصحة إشعار تنبيه أحمر يشمل عددًا كبيرًا من المدن الرئيسية من روما إلى بولونيا ومن فلورنسا إلى بيسكارا مع توقع تسجيل 36-37 درجة مئوية اعتبارًا من غد الأحد.
وارتفعت الحرارة في روما، إلى 40 درجة مئوية، وقد تصل إلى 43 الثلاثاء القادم، وهذا أعلى من الدرجة القياسية السابقة البالغة 40,5 درجة مئوية التي سُجلت في العاصمة في أغسطس 2007.
وذكرت صحيفة “إل ميساجيرو” اليومية إن لاعبين هواة لكرة القدم يبلغان 48 و51 عامًا توفيا مساء الجمعة بعد إصابتهما بإعياء جراء الحر على الأرجح خلال مبارتين في منطقة نابولي في الجنوب.
وقال مركز الأرصاد الجوية الإيطالي إنه يخشى “موجة حرارة صيفية هي الأشد وواحدة من أشد موجات الحرارة على الإطلاق”.
وتتراوح درجات الحرارة المتوقعة في أثينا بين 40 و41 درجة مئوية، فإن “درجة الحرارة الحقيقية التي يشعر بها الجسم … أعلى بكثير من ذلك” على قمة الأكروبوليس، وفق ما صرحت به وزيرة الثقافة اليونانية لينا مندوني.
ونشر الصليب الأحمر اليوناني فريقًا في الموقع قدم المساعدة لعشرات السياح الذين شعروا بالإعياء، ووزع أكثر من 50 ألف زجاجة من المياه. وقررت السلطات إبقاء معظم المتنزهات والمساحات الخضراء في أثينا مغلقة أيضًا السبت. وبالمثل تقرر إغلاق قصر كنوسوس في جزيرة كريت خلال ساعات الحرارة الشديدة أمام السياح.
وفي وسط اليونان، في منطقة طيبة، ارتفعت الحرارة الجمعة إلى 44.2 درجة مئوية. وإذا كان من المتوقع أن تنخفض قليلاً اعتبارًا من الأحد، يخشى أن تضرب موجة حر جديدة اليونان اعتبارًا من الخميس، وفقًا للمرصد الوطني لأثينا.
وحذرت سلطات اليونان من ارتفاع مخاطر نشوب حرائق، خصوصًا يوم الأحد عندما تهب رياح تراوح سرعتها بين 40 و60 كلم في الساعة فوق بحر إيجه.
وفي المغرب، أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية عن موجة حر جديدة حتى الثلاثاء تراوح معها درجات الحرارة بين 37 و47 درجة مئوية في عدة ولايات.
وفي الأردن الخاضع لموجة من الحر تجاوزت معها الحرارة 40 درجة مئوية في بعض المناطق، يكافح رجال الإطفاء الحرائق التي نشبت في غابات عجلون في شمال البلاد.
وفي آسيا، تعاني بعض مناطق جنوب وجنوب شرق الصين، بما في ذلك العاصمة بكين، من موجة حر شديدة مع درجات حرارة بين 35-40 درجة مئوية، وفقًا للأرصاد الجوية. وفي أجزاء من مناطق شمال غرب البلاد، يمكن أن تتجاوز بعض المدن 40 درجة مئوية. في اليابان، دعت السلطات السكان إلى توخي الحذر مع توقع أن تصل درجات الحرارة إلى 39 درجة مئوية يومي الأحد والإثنين في شرق البلاد.
وفي الجهة المقابلة من العالم، اصطلت منذ الجمعة عدة مناطق أمريكية يعيش فيها عشرات الملايين بلهب الشمس، من كاليفورنيا إلى تكساس. فقد ارتفعت درجة الحرارة في فينيكس، عاصمة ولاية أريزونا، الجمعة فوق 43 درجة مئوية لليوم الخامس عشر على التوالي، وفقًا لهيئة الأرصاد الأمريكية.
وفي صحراء وادي الموت بولاية كاليفورنيا، ينهمك رجال الإطفاء منذ الجمعة في مكافحة عدة حرائق مستعرة اجتاحت أكثر من 1214 هكتارًا وأدت إلى إجلاء أعداد كبيرة من السكان.
متى تنكسر هذه الموجة؟
يقول عالم المناخ دانييل سوين من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إن درجات الحرارة يمكن أن تصل في وادي الموت أو حتى تتجاوز أعلى درجات حرارة للهواء قيست على نحو موثوق على وجه الأرض وبلغت 54,4 درجة مئوية في المكان نفسه في عامي 2020 و2021، وفقًا للعديد من الخبراء.
ويقول الخبراء إن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تزيد من شدة موجات الحرارة ومدتها ومعدل تكرارها.
وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الحرارة هي أحد أخطر الأحداث المرتبطة بالطقس. ففي الصيف الماضي، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وحدها في وفاة أكثر من 60 ألف شخص، وفقًا لدراسة حديثة.