بقلم/ مروة رضا
تحسين الرعاية الصحية في مصر ينبغي أن يكون محور اهتمام الحكومة بل و الدولة بكل فئاتها و أطيافها، المصريون يموتون بسبب الإهمال الطبي الذي بعضه بسبب انعدام الرقابة على الكوادر الطبية، و بعضها الأخر بسبب نقص المستلزمات الطبية و غرف الرعاية المركزة، و إن كنا نشهد في مبادرة الرئيس السيسي الصحية طفرة غير مسبوقة حقيقةً في قطاع الصحة، غير أن المطلوب أكثر من الموجود، و على الدولة إيلاء هذا الملف أكثر مما هي عليه الأن.
فمصر ذات ال 105 مليون مواطن يعيشون على أرضها، ليس لديها سوى ما يقارب الـ ” 10″ آلاف غرفة رعاية مركزة فحسب، بين مستشفيات وزارة الصحة و المستشفيات الجامعية التابعة لكليات الطب.. فهل هذه الرعاية الطبية هي المنشودة التي يحتاجها الشعب المصري من حكومته؟!!!
عند الحديث عن مستوى الرعاية الطبية في بعض المستشفيات في مصر، يظهر وجود تحديات كبيرة تؤثر سلبًا على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى. تتراوح هذه التحديات من افتقار المستشفيات إلى البنية التحتية الملائمة والمعدات الطبية الحديثة، إلى نقص الكفاءات الطبية والممرضات المدربة بشكل جيد، وغياب الرقابة والتفتيش الدوري.
أحد أبرز الأمور التي يعاني منها المرضى هو قسم الرعاية المركزة داخل بعض المستشفيات. يعتبر هذا القسم بمثابة النقطة الحاسمة في حياة المرضى الذين يعانون من حالات صحية حرجة. ومع ذلك، فإن هذه المستشفيات غالبًا ما تفتقر إلى الأجهزة الحديثة والتقنيات الطبية المتقدمة التي يمكن أن تساعد في تحسين معدلات الشفاء وتقليل المخاطر.
في خضم تحديات الرعاية الصحية في مصر، لا يمكننا تجاهل التقصير الواضح في بعض أقسام الرعاية المركزة في المستشفيات الحكومية. هذا التقصير يشكل تهديدًا مباشرًا على حياة وصحة المرضى. إنه لأمر محزن وصادم أن نشهد قصصًا مروعة عن التجاهل وعدم الاهتمام في هذه الأقسام المصيرية.
لا ينبغي لنا أن نقبل بأن يفتقر المرضى إلى العناية اللازمة تحت عناية الأطباء والممرضات في أقسام الرعاية المركزة. يجب أن ينظر إلى هؤلاء المرضى كأرواح بشرية تمثل الأمل والضعف في آن واحد. يجب أن نرفع صوتنا بقوة ضد التقصير والإهمال، ونطالب بتحسين فوري وشامل لهذه الأقسام المهمة.
نحن في حاجة ماسة إلى تفتيش دوري صارم بدلاً من السماح بالاستمرار في تقديم الرعاية بمعايير متدنية ولا مبالاة ساذجة. يجب أن تتحمل الحكومة مسؤوليتها وتشدد على تحسين هذه الأقسام لضمان جودة وسلامة العناية الصحية التي تقدمها للمرضى. لا يكفي أن تكون هناك وعود فارغة، بل يجب أن تتخذ إجراءات عاجلة وفعَّالة لتحقيق التحسين.
نحن بحاجة إلى إرادة حقيقية للتغيير، ولا يمكننا السكوت عن تجاوزات تؤثر سلبًا على حياة المرضى وعائلاتهم. إننا ندعو الحكومة والمسؤولين المعنيين للتحلي بالشجاعة والالتزام بتوفير الرعاية الصحية المرموقة والمتميزة في أقسام الرعاية المركزة.
في النهاية، يجب أن نتذكر أن المرضى ليسوا مجرد أرقام في إحصائيات. إنهم قصص حية تحتاج الي كل إهتمام ورعاية.