أخبارتقارير و تحقيقاتثقافة وفنسلايدرعربي و دوليمصرمنوعات

الشاعر الصحفي عبد الوهاب شعبان يستذكر أيامه مع الزميل شريف أمين الفائز بجائزة شاعر الرسول

 

 

عرفت شريف شاعرًا عام ٢٠٠٦ ضمن مجموعة شعراء صاروا ملء السمع، والبصر من بينهم ” أحمد زكريا، هشام زغلول، محمود سباق، وعبد الرحمن مقلد”.

 

وكنت وقتها أعمل مندوبًا للمبيعات بإحدى دور النشر القانونية صباحًا، وأدرس بكلية الحقوق جامعة القاهرة في فترة الظهيرة.

 

وقادتني محبتي للغة العربية إلى أروقة كلية دار العلوم، أحضر ما يصادفني من ندوات، ودورات تدريبية في اللغة، والصحافة.

 

وذات مساء وجدتني وسط جماعة الشعر، اتخذ جانبًا منزويُا على يسار المدرج الفسيح، وأجلس بالقرب من مجموعة بديعة من طلبة دار العلوم يستعدون لبدء الإلقاء، وعلى المنصة أستاذ اللغة، ورئيس النشاط.

 

وكان أن بدأ هشام زغلول – الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة حاليًا- بقصيدته التي لا زلت أذكر مطلعها “كثر النساء وكلهن رفاقي،/ فشددت بالهدب الطويل وثاقي/ وخنقتهن بحبل وصلي عامدًا/ واليوم أبرأ من قصاص خناقي…إلى آخر النص الشهي).

 

ومن بعده ألقى “أحمد زكريا” قصيدة يقول في مطلعها “من أي دربٍ سوف تأتي كي أعد لك السحاب”، ثم محمود سباق، وقصيدته “من جاء يسأل عن حصاد العام”، سيفاجئون جميعًا بأن الضيف الدخيل عليهم لا زال يتذكر اليوم بقصائده.

 

وجاء دور “شريف محمد أمين” الذي واصلت السؤال عنه حتى أدركت حسابه قبل نحو عام، واعتلى منصة الإلقاء مرتديًا “بدلة جينز” وكوفية، وألقى قصيدة عذبة بقافية ” الياء المشددة والتاء المربوطة” لا أذكر منها إلا عبارة أظنها “نفحةً قدسية”.

 

وكان الفتى رقيقًا، عذبًا، يحمل بين جوانحة قضية تبديها ملامحه، لكنه لا يهوى الصدارة الخادعة، ولا يخضع لمفاهيم الشلة الأدبية.

 

وجلسنا لمرة واحدة على مقهى شعبي بمنطقة “أبو قتادة” حيث كان يسكن الشعراء الواعدون، وكان مسكني المكتظ بأفراده على بعد بضعة كيلو مترات منهم، وقلت: إنني أقطع الشارع هذا ذهابًا، وعودة حتى آخر فيصل لعرض الكتب على المحامين، كتتمة لعملي الصباحي.

 

واستحسن شريف، وزملاؤه كفاحي، وتساءلوا عن سبب رفضي إلقاء قصيدة خلال اجتماعهم بالمدرج، وقلت: إن خجلًا مسني من فرط عذوبة لغتهم، ورشاقة قصائدهم.

 

وشعرت في حديث شريف وزكريا بشيء من المودة الصادقة، كأنما يقولون بلسان الحال: لا تبالغ، وارتأيت أن أحصل على نسخ مكتوبة من قصائدهم، أعيد قراءتها على مهل، وأنشرها بصحيفة “الصف العربي” الشهرية الوليدة، التي كانت تصدر للتو بمركز الصف- محافظة الجيزة.

 

ولظروف لا مجال لذكرها لملمت خيبتي آنذاك، وغادرت القاهرة، وتباعدت فرص لقاء الشعراء، غربتني التجربة، ولم تغترب قصائدهم.

 

ولما عدت بعد عامين للعمل بالصحافة، تحينت فرص السؤال، وقربنا على بعد موقع التواصل الاجتماعي- فيس بوك- أتابع إبداعهم، واستأنس بمذاق كوب شاي بمقهى “أبو قتادة” قريب الذاكرة، بعيد الفكرة.

 

وتابعت الفتى الحالم النبيل المهموم، ولم أندهش من اقتران اسمه بمسابقة “شاعر الرسول” فالذي يضمره فؤاد “شريف” يليق بسيرة محمدية.

 

وكنت أظن أن الصحافة التهمت إبداعه، لكنها مشاعر الرقة البادية، والمضمرة أبت إلا بريقًا تأخر وقته، رغم أنه لم يخفت في ناظري طيلة ما يقرب من عشرين عامًا..

 

أقاسمك الفرحة الخالصة أيها الشاعر الصادق الندي، والبهي، ومذاق الشاي، وبراح الجلسة زيادة .

و ياله من لقب يا صديقي..يا شاعر الرسول، وبالله القبول .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى