تقارير و تحقيقاتثقافة وفنسلايدرمقالات

الفن المصري في الميزان.. بين الهدم و البناء

البلطجة و الفسوق و الفساد سمات غالبه الحالية..

 

كلمة حق:

بقلم/ منى عتمان

ما نراه الآن في أفلامنا و مسلسلاتنا المصرية، يدعو إلى الحزن والحسرة على ذهاب ريادتنا الفنية وقوتنا الناعمة التي تراجعت بشكل كبير، حتى إن الدراما و  المسلسلات التركية و السورية في العقد الأخير قد سحبت البساط من تحت أقدامنا، و باتت هي البديل القوي في العالم العربي، بل في مصر نفسها.

و إننا لنتذكر بأسى بالغ الأفلام المصرية سابقاً، حيث كانت ذات  رسائل وقضايا هامة تتناولها و تقدمها للناس، متلمسة رسائل اجتماعية و أخلاقية أهمها إعلاء قيمة حب الوطن والترابط الأسري واحترام الكبير ومساعدة الغير و الدعوة إلى التزام الأخلاق الحميدة..

و لعلنا رأينا أنه كم من قوانين تغيرت بسبب عمل سينمائي أو درامي استهدف قضية رأي أو مشكلة اجتماعية ملحة، مثل فيلم ( أريد حلا) و فيلم (جعلوني مجرما)،  أما الآن فحدث عن السفه و التفاهة بل و الدعوة إلى الاضمحلال الأخلاقي و الاجتماعي و الأسر و لا حرج، حتى رأينا بأم أعيننا أن المقصود من إنتاج المنتجين هلهلة المجتمع و تدميره و أصبحت السمة الساءدة هي نشر البلطجة والقتل و السرقة و الانحراف والبعد عن تقاليدنا وتعاليم ديننا والترويج لعادات الغرب المنحلة و الفاسدة أخلاقيا و سلوكيا بدعوى الحرية، مثل الزنا الذي جعلوا له لفظة تجمله و تزينه في عيون الناس و بخاصة الشباب الذي انجرف إلى حيث استعباد السوشيال ميديا له و توجيهه أنى شاءت..

تلك العادات والتقاليد الاجتماعية المحرمة و التي تتنافى مع ديننا و عروبتنا، بل مع الإنسانية التي يدعون أنها أهم من الدين، و ذلك ادعاء باطل مضلل.

و إنني إذ أتحسر على تلك الحال التي وصلنا إليها، فلا أجد سبباً منطقياً لتهافت المنتجين على سرد السير الذاتية للسفاحين و البلطجية و أهل الفسق و الفجور و تزيينهم على أنهم أبطال و أنهم أمثلة علينا الاقتداء بهم، مثل سفاحي الجيزة والتجمع و المجرمين، سوى العائد المادي الذي بات سيد حياة هؤلاء المنتجين دون مراعاة دين و لا عرف و لا قانون و لا عادات أو تقاليد لمحو هويتنا و إبراز ثقافة فاسدة و تصديرها إلى الشباب و العائلات و تشجيعهم على التهاون في الرباط الأسري و الأخلاقي و الديني..

و في النهاية، أود الإشارة إلى أننا الآن أحوج ما نكون للحفاظ على شبابنا و ترابط أسرنا من هجمة الغرب و تعاليمه الفاسدة المخالفة بل الهادمة لتقاليدنا وتعاليم ديننا، و يساعدهم في ذلك التكنولوجيا و السوشيال ميديا الهدامة اللقيطة، فاستفيقوا يرحمكم الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى