في إطار اهتمام الدولة المتزايد بالقضية السكانية وتحت رعاية الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، وفي زيارات لا تتوقف لتفعيل الدور المحلي في إدارة الملف السكاني، توجهت الدكتورة فاطمة الزهراء جيل الخبير الديموجرافي ورئيس الوحدة المركزية للسكان بوزارة التنمية المحلية إلى محافظة جنوب سيناء، حيث أجرت زيارات ميدانية وتدريبية مكثفة شملت كافة مدن المحافظة بهدف دعم وحدات السكان وتفعيل دور المنسقين المحليين وبناء إطار مؤسسي مستدام للتعامل مع التحديات السكانية.
وقالت الدكتورة فاطمة جيل إن زياراتها تأتي بدعوة من اللواء خالد مبارك محافظ جنوب سيناء الذي وضع حجر الأساس لوحدة السكان بالمحافظة بمدينة الطور، مؤكدة أن دعم المحافظ لملف السكان يعكس الإرادة السياسية الواضحة لمعالجة التحديات السكانية من جذورها على أرض الواقع وبمشاركة محلية حقيقية.
وأوضحت جيل أن قاعة مجلس مدينة الطور استضافت ورشة عمل مكثفة جمعت منسقي وحدة السكان من مدينتي الطور وسانت كاترين، بحضور علي حمادة رئيس مدينة الطور و ممدوح علي أنور رئيس مدينة سانت كاترين، واللواء محمود ضياء الدين عيسي رءيس مدينة رأس سدر واللواء عبدالرحمن بهاء الدين رءيس مدينة أبو زنيمة وا محمد محمد حامد رءيس مدينة أبو رديس واللواء مصطفى عابدين رءيس مدينة دهب، اللواء نادر علام رئيس مدينة نويبع زمبروك محمد الغمريني رئيس مدينة شرم الشيخ. وتم خلالها التعريف بمنهجية العمل ومهام فريق الوحدة وأدوات تحديد وتحليل المشكلات السكانية، مع التأكيد على أهمية التدخلات السريعة لمعالجة المشكلات الملحة.
وأضافت أن فلسفة البرنامج السكاني تقوم على الاستثمار في الثروة البشرية وتعديل السلوكيات الإنجابية الخاطئة وتحقيق معدلات تنمية تفوق معدلات النمو السكاني، وهو ما ينعكس مباشرة على تحسين مستوى معيشة المواطنين.
وأكدت الدكتورة فاطمة الزهراء جيل أن التدريب شمل شرح مؤشرات متابعة وتقييم الأداء بأبعاده الأربعة وربطها بالاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية، مشددة على ضرورة تركيز المنسقين على قضايا الصحة الإنجابية للشباب والنساء، والتعليم المستمر، وتنمية المهارات، ورفع وعي المرأة بحقوقها ومناهضة زواج القاصرات.
وأشارت جيل إلى أن اللقاء شهد تقديم الدليل الإجرائي لعمل وحدة السكان والمنسقين بحضور مديرة الوحدة السكانية بديوان عام المحافظة، ومسؤول الإعلام بالديوان، ومدير مركز المعلومات بمدينة الطور والعاملين به، ومدير مركز المعلومات بمدينة سانت كاترين.
وفي مدينة شرم الشيخ، أوضحت الدكتورة فاطمة جيل أنها قدمت شرحًا موسعًا حول كيفية تحقيق الحوكمة لإدارة البرنامج السكاني بالمحليات، كما تم إطلاق مبادرة “يلا نشتغل” التي تهدف إلى تأهيل وتشغيل الشباب. وأكدت أن خارطة الطريق التي تم طرحها تضمنت مقترحات لخفض الحاجة غير الملباة لتنظيم الأسرة، والتوسع في مبادرات التعليم والرعاية الصحية، وزيادة مساهمة المرأة الريفية في سوق العمل، والقضاء على بطالة الشباب.
وشددت جيل على أن دعم رؤساء المدن لهذه الجهود كان واضحًا من خلال حضور مديرة الوحدة السكانية بديوان عام المحافظة، ومسؤول الإعلام، ومدير إدارة الإسكان بمدينة شرم الشيخ، ومنسقي مدينتي دهب ونويبع.
واختتمت جيل زيارتها بجولة تدريبية مكثفة في مدن خليج العقبة، حيث استضاف مجلس مدينة شرم الشيخ التدريب الختامي بحضور رؤساء مدن دهب ونويبع. وأشارت إلى أن المحافظ اللواء الدكتور خالد مبارك طالب بتدشين مبادرة “يلا نشتغل” في جميع مدن المحافظة، وهو ما يعكس دعمًا قياديًا حقيقيًا للعمل السكاني.
وقالت جيل إن جلسات التدريب ناقشت مهام لجنة التنسيق والمتابعة، وأهمية دعمها في حل المشكلات ومتابعة الأنشطة مع الشركاء وتذليل العقبات، مؤكدة أن هذا النموذج من العمل هو ما يحتاجه المواطن لتحقيق احتياجاته وتغيير معتقداته حول الأسرة الصغيرة والاستثمار في أطفاله.
وأضافت أن التعليم المستمر حتى الجامعة يمثل أحد محاور التنمية المستدامة في سيناء، ويسهم في استقطاب شباب من خارج المحافظة لتكوين مجتمع عمراني منتج.
وأعلنت جيل عن انطلاق المرحلة الأخيرة من الدعم الفني المقدم من الوحدة المركزية للسكان لمدن جنوب سيناء والتي شملت مدن رأس سدر وأبوزنيمة وأبورديس، بحضور رؤساء المدن ومنسقي الوحدة السكانية بكل مدينة.
وخلال هذه الجولة، استكملت جيل شرح الدليل الإجرائي وآليات إعداد المبادرات ومؤشرات الأداء، مع مناقشة مبادرة “يلا نشتغل” وخطوات تعميمها، بالإضافة إلى المبادرة القومية “تحدث معه” التي تناقش مفاهيم الذكورة وتعمل على تعديل السلوكيات السلبية وتعزيز اتخاذ القرارات الرشيدة داخل الأسرة.
واختتمت جيل حديثها بالتأكيد على أن نجاح البرنامج السكاني محليًا يعتمد على مجموعة من العناصر أهمها دعم القيادات المحلية، وتوافق المجتمع حول أهمية مواجهة التحديات السكانية، ومشاركة المجتمع المدني والقطاع الخاص، والتنسيق بين الشركاء لتجنب الهدر، ورفع الوعي المجتمعي، وإشراك الشباب في الحلول غير التقليدية، بالإضافة إلى وجود منظومة متابعة وتقييم محكمة، ودعم البحث العلمي لإنتاج بيانات دقيقة تساعد على رسم السياسات السكانية بكفاءة.