أخبارتقارير و تحقيقاتثقافة وفندنيا ودينسلايدرعربي و دوليمصرموجز الانباء

تطبيع أم اختراق؟! أزهري يترجم معاني القرآن الكريم إلى العبرية.. حوار خاص ل حرف 24 مع دكتور أحمد حسنين

لقاء خاص ل حرف 24| الترجمة كجسر بين الثقافات: تجربة فريدة في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى العبرية

 

في هذا اللقاء الخاص، نتحدث مع الأستاذ الدكتور أحمد حسنين عبد المقصود، أحد أبرز الأكاديميين و المترجمين في مجال الدراسات العبرية، حول مشروعه الرائد لترجمة العديد من الكتب عن الدين الإسلامي والسنة النبوية ومعاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية. وتعد ترجمة معاني القرآن الكريم، هي الأولى من نوعها في العالم العربي المعتمدة من الأزهر الشريف، ولا تمثل فقط إنجازًا لغويًا، بل تشكل أيضًا خطوة مهمة في تعزيز الفهم المتبادل بين الإسلام واليهودية. من خلال خبرته الطويلة في تدريس اللغة العبرية والترجمة، يتحدث الدكتور أحمد حسنين عن تحديات المشروع، ودور الترجمة في بناء جسور التواصل، وأهمية تدريس العبرية في الجامعات العربية.

 

 

 

س1: ما الذي دفعك شخصيًا إلى اختيار مجال الترجمة من وإلى العبرية؟

 

لطالما كانت اللغة العبرية بالنسبة لي نافذة لفهم الآخر، وليس مجرد أداة أكاديمية. منذ سنوات دراستي الأولى، كنت أرى أن العلاقة بين اللغات ليست علاقة كلمات فقط، بل علاقة ثقافات وهوية. الترجمة فتحت لي أفقًا واسعًا للتواصل مع عالم مختلف، وهذا ما دفعني لدراسة العبرية بعمق. كما أنني وجدت في الترجمة مسؤولية كبيرة، خاصة عند التعامل مع النصوص الدينية أو الفكرية، حيث لا يتعلق الأمر فقط بنقل الكلمات، بل بحمل معانيها وروحها بدقة وأمانة.

 

 

 

س2: كيف كانت رحلتك الأكاديمية والمهنية، وكيف أثرت في مشروع الترجمة؟

 

رحلتي بدأت بدراسة اللغة العبرية في كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر بالقاهرة، ثم حصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه في اللغة العبرية وآدابها والدراسات اليهودية، مع تركيز خاص على إشكاليات الترجمة الدينية. درّست العبرية لسنوات في جامعات مصر والإمارات، وأشرفت على مشاريع أكاديمية تناولت الترجمة والتواصل الثقافي. كما أنني عملت في مجالات الإعلام والترجمة السياسية، مما أكسبني خبرة عملية في كيفية نقل النصوص بحرفية ودقة، مع مراعاة الفروق الثقافية والدلالية.

 

كل هذه العوامل اجتمعت في مشروع ترجمة معاني القرآن الكريم إلى العبرية. كان لدي معرفة بالترجمات السابقة ومشكلاتها، بالإضافة إلى خلفية أكاديمية وعملية ساعدتني على تجاوز الكثير من العقبات في هذا المشروع.

 

 

 

س3: ما مدى أهمية أن تأتي هذه الترجمة من باحث عربي مسلم؟

 

الترجمات السابقة لمعاني القرآن الكريم إلى العبرية كان معظمها من إنتاج مستشرقين أو مترجمين يهود، وغالبًا ما كانت تعكس فهمًا غير دقيق للمفاهيم الإسلامية، وأحيانًا تحريفات مقصودة أو سوء فهم للمصطلحات الدينية. أن تكون هذه الترجمة من باحث عربي مسلم، وبدعم من مؤسسة إسلامية مرموقة كالأزهر الشريف، يعني أنها تتمتع بدرجة عالية من الدقة والمصداقية. نحن نقدم نصًا يعكس الفهم الإسلامي الصحيح، ونضمن أن القارئ العبري يتلقى صورة حقيقية للإسلام، بعيدًا عن التأويلات الخاطئة أو التفسيرات المشوهة.

 

 

 

س4: ما أبرز التحديات اللغوية التي واجهتها أثناء الترجمة؟

 

كانت التحديات عديدة، لكن من أبرزها:

 

 

 

الاختلافات الدلالية: بعض المفردات العربية القرآنية تحمل معاني متعددة، وعند ترجمتها إلى العبرية، قد لا يكون هناك مقابل مباشر بنفس الثراء الدلالي.

 

المصطلحات الإسلامية: المفاهيم الدينية مثل “التوحيد”، “الرسالة”، و”الشريعة” لها أبعاد عقدية في الإسلام، قد لا تجد مقابلات دقيقة في العبرية، مما استدعى تقديم شروحات إضافية.

 

حساسية النص القرآني: أي خطأ، ولو بسيط، قد يؤدي إلى تحريف المعنى، لذا كان علينا التأكد من أن الترجمة تعكس المقصود بدقة وأمانة.

 

 

 

س5: هل كنت تتوقع أن تثير الترجمة جدلًا في الأوساط الإسرائيلية؟

 

نعم، وهذا طبيعي. كل عمل جديد يحمل بُعدًا دينيًا وثقافيًا يثير النقاش، خاصة في بيئة مثل إسرائيل، حيث الخطاب الديني يلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الرؤى السياسية والاجتماعية. تلقينا ردود فعل متباينة؛ بعضها كان مرحبًا بالفكرة واعتبرها خطوة إيجابية لفهم أعمق للإسلام، بينما أثارت الترجمة قلق البعض، ربما لأنها تكسر احتكار فهم الإسلام من منظور غير المسلمين.

 

 

 

س6: هل تلقيت ردود فعل من المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية؟

 

بالتأكيد، بعض الجامعات الإسرائيلية أبدت اهتمامًا كبيرًا بالترجمة، وتواصل معي صحفيون وأكاديميون مختصون في الدراسات الإسلامية لمعرفة تفاصيل أكثر عنها. كان هناك أيضًا نقاشات حول كيفية تقديم هذه الترجمة للطلاب الدارسين للإسلام واللغة العربية.

 

 

 

س7: هل ترى أن الترجمة يمكن أن تؤثر على الحوار العربي-الإسرائيلي؟

 

نعم، لأن أحد أكبر معوقات الحوار هو الفهم الخاطئ، والترجمة تلعب دورًا كبيرًا في إزالة الحواجز المعرفية. عندما تتاح للنخب الثقافية والعلمية في إسرائيل فرصة قراءة القرآن من ترجمة دقيقة وموثوقة، فإن ذلك يساعدهم على فهم الإسلام بعيدًا عن الصور النمطية السائدة.

 

 

 

س8: كيف ترى واقع تدريس العبرية في مصر؟

 

تدريس العبرية في مصر كان دومًا مرتبطًا بالسياق السياسي، لكنه اليوم بحاجة إلى رؤية أوسع، تشمل البعد الثقافي والمعرفي. نحن بحاجة إلى أجيال من المترجمين القادرين على بناء جسور ثقافية حقيقية، وليس فقط دراسة العبرية لأغراض سياسية أو أمنية.

 

 

 

س9: كيف كان تفاعل الطلاب العرب مع الترجمة؟

 

كان هناك فضول كبير من طلابي السابقين ومن الدارسين للعبرية في مصر والوطن العربي لمعرفة تفاصيل هذا المشروع. بعضهم طرح أسئلة حول تقنيات الترجمة، والبعض الآخر كان مهتمًا برؤية كيف يمكن استخدام هذه الترجمة كوسيلة للتواصل الثقافي.

 

 

 

س10: هل ترى أن هناك حاجة لترجمة كتب إسلامية أخرى إلى العبرية؟

 

بالتأكيد، وهناك نقص كبير في هذا المجال. الترجمة يجب ألا تقتصر على القرآن، بل تشمل الفكر الإسلامي، والتفسير، والحديث، وحتى الأدب العربي الإسلامي.

 

 

 

س11: كيف أثرت تجربتك الإعلامية على عملك كمترجم؟

 

العمل في الإعلام علمني كيف أن اللغة ليست فقط وسيلة تواصل، بل أداة قوة وتأثير. تعلمت كيف أوازن بين الدقة والوضوح، وهذا كان مفيدًا جدًا أثناء ترجمة النصوص القرآنية، حيث كان يجب أن تكون الترجمة دقيقة، ولكن مفهومة.

 

 

 

س12: هل هناك خطط مستقبلية لمشاريع ترجمة أخرى؟

 

نعم، هناك مشاريع قيد الدراسة، ونطمح إلى توسيع نطاق الترجمات الدينية والفكرية إلى العبرية، لنقل صورة الإسلام الحقيقية بلغة الآخر.

 

 

 

س13: هل تفكر في توظيف التكنولوجيا في الترجمة؟

 

التكنولوجيا أصبحت جزءًا أساسيًا من الترجمة، سواء من خلال الذكاء الاصطناعي أو الأدوات الرقمية المتقدمة. لكن الترجمة الدينية تحتاج إلى تدخل بشري مكثف لضمان الدقة.

 

 

 

س14: ما رسالتك للمهتمين بالترجمة بين العربية والعبرية؟

 

الترجمة ليست مجرد نقل كلمات، بل مسؤولية ثقافية وفكرية. من يريد دخول هذا المجال، عليه أن يمتلك فهمًا عميقًا لكلتا الثقافتين، وأن يكون مدركًا لحساسية المعاني والسياقات المختلفة.

خالد كامل

موقع حرف 24 الإلكتروني الإخباري يهتم بالشأن المصري والعربي يركز على القضايا الاجتماعية ويلتزم المهنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى