أخبارتقارير و تحقيقاتحوادث وقضاياسلايدرعربي و دوليعلوم وتكنولوجياموجز الانباء

تقرير وكالة تسنيم الإيرانية يعرض تفاصيل هامة بخصوص ضرب مفاعلات إيران النووية و أهمها فوردو

 

هذا التقرير الهام الصادر عن وكالة الأنباء الإيرانية تسنيم، و الذي فصلت فيه احتمالات التدمير الكامل أو الأضرار المحدودة أو الخطط المدروسة بخصوص مفاعلات إيران النووية و أهمها فوردو، قد سلط الضوء على العقلية الإيرانية الحاكمة للشعب الفارسي و أعراقه المختلفة المتداخلة..

وكالة تسنيم في تقرير هام : 

الهجوم على “فوردو”: تدمير كامل للقدرة النووية أم مناورة لإخراج إسرائيل من المعركة؟

 

أعلن رئيس الولايات المتحدة صباح اليوم أن بلاده شنت هجمات على المنشآت النووية في نطنز وأصفهان وفوردو، وفي رسالة أخرى قال إن فوردو قد تم تدميرها.

الهجمات على منشأة نطنز، سواء عبر التخريب أو العمل العسكري، لها سوابق عديدة. وخلال الأيام العشرة الماضية، تعرضت المنشآت السطحية هناك لعدة هجمات من قبل الإسرائيليين. لكنّ اسم “فوردو” أصبح حديث الساعة، لأنها منشأة تحت الأرض شديدة التحصين، وتحظى بأهمية استراتيجية لدى الأميركيين والإسرائيليين.

في تحليل هذا الهجوم، يجب أخذ عدة نقاط بعين الاعتبار “بواقعية”:

أولًا، الهجوم بواسطة قنابل خارقة للتحصينات سيُلحق أضرارًا بمنطقة فوردو، كما حدث سابقًا حين شنّ الإسرائيليون هجمات عبر فيروس “ستاكس نت” أو عبر تفجيرات داخل المنشآت. لكن النقطة الحاسمة هنا هي “التأثير الاستراتيجي” للهجوم.

ولفهم أبعاد الموقف، ينبغي تقييم مدى تحقق أهداف الطرف المهاجم؛ فإذا كان القصف الجوي لفوردو يعني القضاء الكامل على قدرة إيران النووية، فإن الهدف الأميركي-الإسرائيلي يكون قد تحقق. لكن المشكلة أن ذلك غير ممكن بهذه البساطة، لأسباب متعددة.

القدرة النووية الكامنة تقوم على ثلاثة أركان أساسية: المعرفة، التكنولوجيا، والمنشآت. أما القدرة النووية الفعلية فتتطلب أيضًا معدات ومواد مخصبة.

كما أكّد المسؤولون الأميركيون مرارًا، فإن المعرفة، خصوصًا إذا كانت محلية، لا يمكن تدميرها بالقصف. لقد جرّب الإسرائيليون هذا الأمر منذ عام 2009 عبر اغتيال الدكتور علي محمدي وآخرين، لكن لو كان بالإمكان إنهاء البرنامج النووي عبر قتل العلماء، لما كانت هناك حاجة اليوم لغارات جوية!

وبالنسبة للتكنولوجيا، فالمسألة مشابهة؛ إيران تملك أجهزة طرد مركزي محلية الصنع. ولذلك، عندما تسبب فيروس ستاكس نت سابقًا في خلل ببعض الأجهزة، لم ينتهِ البرنامج، بل باتت إيران تملك اليوم أجهزة طرد مركزي تفوق في كفاءتها 50 مرة تلك التي تضررت آنذاك.

أما على صعيد المواد المخصبة، فتُظهر الصور والمعلومات المتوفرة أن إيران قد نقلت هذه المواد مسبقًا، وبالتالي لا توجد مشكلة من هذه الجهة أيضًا.

لذا، وعلى الرغم من أن الهجوم الجوي على فوردو ألحق أضرارًا، فإن القول بتدمير القدرة النووية الإيرانية بالكامل – وهو ما تدعيه إسرائيل وأميركا كهدف – لم يعد أمرًا ممكنًا على الإطلاق.

 

فإيران قد تجاوزت منذ سنوات المرحلة التي كان فيها بالإمكان تصفية برنامجها النووي بالكامل. وبالنسبة لتقدير حجم الأضرار بدقة، يجب انتظار تقارير أوفى، لأن الطرف المعتدي، بطبيعة الحال، سيزعم أنه حقق أهدافه كاملة، لكن الواقع قد يكون مختلفًا تمامًا.

فإذا لم يكن تدمير القدرات النووية ممكنًا، لماذا تنفذ أميركا مثل هذا الهجوم؟

السبب الأول يكمن في الرمزية الخاصة لمنشأة فوردو بالنسبة للأميركيين، فهم يريدون التأكيد على أنهم ألحقوا بها أذى. أما السبب الثاني، فهو أنه قد يشكل مخرجًا لإسرائيل من المعركة.

تحتاج إسرائيل، للانسحاب من المواجهة، إلى إعلان تحقيق نصر كبير؛ وادعاء تدمير المنشآت النووية الإيرانية عبر قصف فوردو قد يكون بالون اختبار أو نوعًا من البروباغندا. ومع ذلك، فإن الإسرائيليين، على الأرجح، يدركون أكثر من غيرهم مدى صعوبة، بل استحالة، تدمير القدرات النووية الإيرانية.

في كل الأحوال، لا ينبغي التقليل من خطورة العدوان الأميركي على منشأة فوردو وبقية المنشآت النووية، ولا أيضًا اعتباره دليلًا على نجاح أميركا وإسرائيل في تحقيق أهدافهما. الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، قالها بوضوح قبل سنوات من على منبر الإعلام: لا توجد ضربة عسكرية قادرة على القضاء الكامل على برنامج إيران النووي، رغم امتلاك أميركا آنذاك لقنابل خارقة للتحصينات.

ما يهم الآن هو أن يكون ردّ إيران واقعيًا، قويًا، وبدون تردد، على أي عدوان أميركي أو إسرائيلي، حتى وإن كانت خطوات الطرف الآخر مجرد استعراض أو خداع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى