بقلم/ مروة رضا
و انتهى مارثون الثانوية العامة بكل كوابيسه و آلامه و آماله.. فماذا بعد؟!!
والثانوية العامة في مصر منذ فترة طويلة تعتبر بعبعًا يسيطر على عقول الشباب المصري، حيث يعتبر حصول الطالب على درجات عالية في هذه الامتحانات هو العامل الأساسي الذي يحدد نجاحه ومستقبله الأكاديمي والمهني. ولكن هذا النظام القديم أصبح مزعجًا للكثيرين، حيث يعاني العديد من الطلاب من ضغط الامتحانات والتحضيرات الدراسية الشاقة، وخاصة بالنسبة للطلاب الذين لا يتقنون العلوم التقليدية مثل الرياضيات والفيزياء.
وفي الواقع، هناك حاجة ملحة لتغيير الفكر والاتجاه نحو التعليم الفني في مصر. يعتبر التعليم الفني بديلا جيدًا للطلاب الذين لديهم اهتمام بالفنون والمواهب الإبداعية. ويقدم التعليم الفني مجموعة متنوعة من المجالات المتخصصة مثال على ذلك :
التعليم الفني الصناعي: يقدم في مدارس الصناعة والمهن التقنية ويشمل تخصصات مثل الميكانيكا، الكهرباء، الإلكترونيات، الحاسب الآلي، والهندسة المعمارية.
- التعليم الفني التجاري: يشمل تخصصات مثل المحاسبة، إدارة الأعمال، الاقتصاد المنزلي، والتسويق.
- التعليم الفني الزراعي: يشمل تخصصات مثل الزراعة المحمية، الائتلاف الزراعي، إدارة مشروعات الزراعة، وتربية الحيوان.
- التعليم الفني الفندقي والسياحي: يقدم في مدارس الفندقة والسياحة ويشمل تخصصات مثل الطهي والسياحة.
- التعليم الفني الصحي: يشمل تخصصات مثل التمريض، الرعاية الصحية، وتقنيات الأسنان.
من الجوانب الإيجابية للتعليم الفني هو تحفيز الطلاب على تطوير وتعزيز قدراتهم ومواهبهم الفنية. يتيح لهم الفرصة للتعلم والتدريب في بيئة إبداعية وثقافية تشجع الاستقلالية والابتكار. كما أن المجتمع يحتاج إلى الفنانين وأصحاب المهارات الفنية في مختلف المجالات، فمثلاً، تدعم صناعة الأزياء والتجميل العديد من الوظائف وتساهم في تحقيق النمو الاقتصادي، علاوة على ذلك.- يجب أن نأخذ في الاعتبار أن الطلاب ليسوا متساويين في قدراتهم واهتماماتهم. فهناك بعض الطلاب الذين يفضلون العمل الفني بدلاً من العمل الأكاديمي التقليدي، وبالتالي فإن تقديم فرص لهؤلاء الطلاب لممارسة مواهبهم هو خطوة ضرورية لتحقيق التوافق بين التعليم وقدرات الطلاب.
ومع ذلك، يجب توفير برامج تعليمية فعالة وموثوقة في مجال التعليم الفني، وتحسين البنية التحتية للمدارس الفنية والثقافية. يجب أن يتم توفير المعلمين المؤهلين والمدربين المتخصصين الذين يستطيعون تنمية مواهب الطلاب وتعزيز المهارات الفنية لديهم.
في الختام، فإن تغيير الفكر والاتجاه نحو التعليم الفني في مصر ضرورة ملحة. ينبغي على المجتمع أن يدرك أن الطلاب لديهم قدرات واهتمامات مختلفة، وأن التعليم الفني يقدم فرصًا حقيقية للطلاب للتعبير عن أنفسهم وتنمية مواهبهم. إذا تم تحقيق هذا التوجه، سيتم تحقيق تناغم أكبر بين التعليم واحتياجات وطموحات الطلاب، وبالتالي تحسين جودة التعليم في مصر.
