أخبارتقارير و تحقيقاتسلايدرعربي و دوليمصرمقالات

خالد كامل رئيس تحرير حرف 24 يكتب: فوائد الموقف السعودي ضد الكيان الصهيوني

بسبب منع وفد زيارة رام الله..

 

تفاجأ العالم كله اليوم بتصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، التي قال فيها بشكل واضح واصفاً دولة الكيان الصهيوني الغاصب المسماة إسرائيل ب( المتطرفة) و غير مناسبة للسلام..

هذا التصريح ليس تصريحا مزاجيا بسبب اختلافات في وجهات النظر بين السعودية و الكيان، لا، بل هو تغيير التوجه بشكل كامل من دولة كالسعودية كانت تجهزها أمريكا ترامب إلى تطبيع كامل مع الكيان الصهيوني خلال أشهر قليلة، إلى رفض كامل لعملية الاستمرار في محاولات التطبيع تلك..

 

لكن لماذا و الآن ؟!!

السبب هو منع سلطات الاحتلال الصهيوني وفدا يضم سفراء و وزراء دول عربية للقاء السلطة الفلسطينية في رام الله، بقيادة المملكة العربية السعودية، ما جعل الأخيرة تنتفض لا لمواقف أخلاقية أو عروبية أو إسلامية ـ لا سمح الله ـ، و إنما بسبب الأعباء السياسية المكلفة للسعودية و إيمانها بأن دولة الكيان الغاصب المسماة إسرائيل لم تعد قادرة على التمهيد أو تقديم أي دعم يحسن من المضي قدماً في عملية السلام .

 

و على ضوء تلك الرؤى، فإن هذا الموقف يصب في مصلحة مصر و حلفائها، كيف؟!!

 

١. التحالفات الخليجية مع الكيان لم تعد قادرة على صوغ موقف حاسم يجبر أو يقنع الاحتلال الإسرائيلي على تقديم تنازلات لصالح دعم الخلايجة لتمكينهم من التذرع بهذه التنازلات مقابل دعم عربي كامل في عملية السلام.

 

٢. إن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي صرحت على لسان رأس الدولة فيها رئيس الجمهورية في قمة عربية استثنائية في بغداد، بأنه لا سلام من دون فلسطين و إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من يونيو 1967، حتى لو تمكنت دولة الكيان الغاصب المسماة إسرائيل من التطبيع مع كل الدول العربية.

 

٣. أن التحالفات التي تدعمها مظلة السعودية ـ أمريكا لم يعد لها مكان في مصر أو شمال إفريقيا أو مناطق دولية في قارة أفريقيا مثل السودان و الصومال، و ذلك بسبب ما يحدث في هذه الدول عن طريق الذراع الممولة الداعمة للقلاقل و الحروب الأهلية فيها نيابة عن الكيان الغاصب الصهيوني و هي دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

٤. إن المنطقة كلها تتغير، فهناك تحالف مصري صيني، انتهى بمناورات عسكرية مشتركة و توقيع اتفاقيات تسليح صيني لمصر ستصل منه دفعات أولية خلال الشهور المقبلة.

 

٥. هناك تحالفات تركية مصرية و تركية سورية برضاء أمريكا و إن كان بشيء من الحذر تجاه إدارة الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، و هو ما أوقف التطبيع الصهيوني اللبناني غير المعلن على الأقل و لو بشكل مؤقت.

 

و أما التحالفات التركية المصرية، فهي ذات تنسيق على مستوى رسمي عال بين الدولتين، و هو أمر لا يخفى على أحد، بسبب المشتركات التي تجمع بينهما من ناحية الأمن القومي المصري و الحفاظ عليه، و من ناحية أخرى التنسيق بينهما في ملفي ليبيا و السودان، و لعل ذلك ظهر مؤخراً في أحداث ليبيا التي كانت منذ أسبوعين.

 

و أما بخصوص السودان، فليس ثمة سلطة قوية يمكنها فرض أي نوع من التطبيع طالما البلد لا يزال قيد الصراعات و يخشى من تقسيمه بيد الإمارات الخفية المتآمرة بشكل علني على العروبة والإسلام و المسلمين، كما صرح بذلك مندوب السودان الدائم في جامعة الدول العربية و رئيس الصومال شخصيا..

 

٦. الموقف السعودي الأخير قد أظهر بأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 عندما بدأت المقاومة الفلسطينية الباسلة معركة طوفان الأقصى المباركة، قد غيرت المعادلة و قواعد اللعبة، بعد زهاء عامين لم تستطع فيهما القوة العسكرية الجبارة إنهاء قوة حماس و جناحها العسكري و بقية فصائل المقاومة الفلسطينية التي شاركت في عملية طوفان الأقصى و هي القوة المدعومة بشكل مطلق من النظام العالمي الصهيوصليبي الجديد برئاسة الإدارة الأمريكية السفاحة.

و لذا فقد فقدت دولة الكيان الغاصب المسماة إسرائيل الدعم الدولي السابق الذي كان مطلقاً و بلا حدود، على الأقل في ظل حكومة السفاح نتنياهو الحالية..

٧. بسبب فشل نتنياهو، بات واضحاً ضعف أي توجه نحو عملية السلام بدون فلسطين من الأساس، هذا من وجهة نظر السعودية وفق تصريحها اليوم.

٨. و من النقاط المهمة بمكان التي لا يمكن إغفالها، هي أن ما يسمى كفرا بالديانة الإبراهيمية الكاذبة، انفجرت و انتهت إلى غير رجعة، و لن يكون لها مستقبل إلا ربما في دولة الإمارات العربية المتحدة..

فتحية إجلال للمقاومة الفلسطينية الباسلة و رجال و قادة و مجاهدي معركة طوفان  الأقصى المجيدة، فقد أوقفوا الأحداث و أعادوا ساعة الزمن إلى الوراء و دفعوا من دمائهم الزكية الطاهرة بالقضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد في عيون العالم و الشعوب الحرة ليروا حقيقة الاحتلال الصهيوني و عدالة القضية الفلسطينية، إن لم يكن للحكومات منها نصيب للتحرك العادل ضد الصهاينة و إنقاذ ما تبقى من غزة و فلسطين..

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى