إذا كان هذا النصاب إسلام بحيري يتصدر البرامج على أنه باحث إسلامي و هو قطعاً بات معروفاً بجهله حتى العوام علموا عنه ذلك، فما هو دور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام من إظهار مثل هؤلاء الأدعياء في البرامج كأنهم أهل الرأي و المشورة؟!
و هنا، في أول رد فعل لواقعة القبض على إسلام بحيري فجر اليوم وترحيله إلى السجن في ست قضايا لشيكات بدون رصيد، تساءل الدكتور صابر حارص أستاذ الإعلام والرأي العام بجامعة سوهاج: عن ماهية مشاعر الإعلام المصري الذي يقدم إسلام بحيري كباحث إسلامي، ومقدم برنامج ديني، ومصدر لتصحيح الدين وتفسيره، وناقدا للصحابة و رواة الحديث، و مواجها للعلماء والفقهاء
و أضاف أنه لا يليق بالإعلام في بلد الأزهر الشريف أن يقدم هذه الشخصيات على هذا النحو الذي يضعهم قيمين على الأزهر ومقيمين للعلماء
وتساءل حارص أيضا عن ماهية مشاعر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المعني بالرقابة على الفضائيات طوال السنوات الماضية بوصفه جهازا مختصا بالأمن الفكري والحفاظ على استقرار المجتمع، من حقه توجيه ومحاسبة الفضائيات التي تتاجر باستقرار المصريين ومشاعرهم الدينية
وأوضح حارص أن الوضع المالي للذين يهاجمون الصحابة وأئمة المذاهب الأربعة، ويتطالون عليهم كبير جدا، نتيجة تلقيهم أموالا من جهات إعلامية وخارجية متعددة، مما يدعو إلى ضرورة اهتمام الإعلام بالسعي عما وراء هذه السلوكيات الشاذة وتفسيرها، فعمليات النصب المالي بشيكات بدون رصيد حينما تصل إلى ستة حالات، فإن حق المصريين في معرقة الدوافع أصبح ضرورة إعلامية
واقترح الدكتور صابر حارص أن يكون هناك استطلاع صحفي لإعلاميين وأدباء، مثل عمرو أديب، وإبراهيم عيسى، فاطمة ناعوت مثلا، و لمسئولين عن الإعلام المصري مثل ضياء رشوان و سابقه كرم جبر ، و لعلماء النفس لفهم و تحليل الشخصية للمساهمة في إجلاء مثل هذه التساؤلات التي تدور حاليا في ذهن كل مصري، ومحاولة تفسير الشخصيات التي يقدمها لنا الإعلام على أنها من المصلحين و الناقدين و المفكرين، وتوضيح المسئولية الأخلاقية والمهنية والاجتماعية التي يجب على الإعلام الإلتزام بها إزاء اختيار الضيوف والمصادر ونجوم الإعلام.