تقارير و تحقيقاتسلايدرمقالات

رئيس التحرير يكتب: رسالة المحرر عبد المحسن سلامة من حواره مع وزير الزراعة

أجرى الكاتب الصحفي الكبير عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين الأسبق و رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام السابق، حوارا صحفياً مع وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق، شمل العديد من مناحي الاستفسارات الملحة في و عن مشاكل الرقعة الزراعية في مصر و زيادتها و اهتمام القيادة السياسية بتنمية الزراعة و إضافة ملايين الأفدنة إلى المساحة الزراعية الحالية، سواء الفعلية أو المحصولية.

هذا كان من باب كتابة خبر صحفي عن الحوار و ما تضمنه و المسؤول و الصحفي، و قد انتهى.

أما ما لفت نظري حقيقة هو ليس فحوى الحوار أو الشخص المسؤول حتى لو كان وزيراً، فهذا في حد ذاته لا يحمل أي شيء ملفت للنظر، إذ هذا من ألوان العمل الصحفي المختلفة.

و لكن ما لفت نظري هو أن المحاور و هو أحد أقطاب الصحافة المصرية، و خصوصاً ملف التحقيقات و الحوارات الخاصة، و هو الأستاذ عبد المحسن سلامة، على قده و قديده و قدره المحفوظ مكانة و مقاما بين أساتذة مهنة صاحبة الجلالة، فقد ذهب بنفسه كأي محرر صحفي يطلب السبق و المتابعة و يجتهد في عمله لإيصال حق المعرفة إلى القارئ و الذي نصت عليه التشريعات الإعلامية و الصحفية و المواد الدستورية، حيث الصحفي هو عين المسؤول و لسان المواطن لديه.

نعم، تحرك سلامة رغم تبوئه كل مناصب الترقي في بلاط المهنة التي نحبها جميعاً و نتفانى في سبيل تحقيق سبق فيها، فقد ذهب إلى الوزير ليجري حوارا معه، ليؤكد للجيل الحالي ممن ينتسبون إلى مهنة الصحافة، أن الصحفي مهما كان و تقلد من مناصب و ترقى في درجات السلم الوظيفي و القيادي الصحفي الإداري، إلا أنه يبقى محرراً يحمل حقيبته و قلمه و مداده و محبرته، و أدوات تنفيذ مهامه الصحفية الحديثة، ليؤطر بذلك مبادىء هامة عامة في مهنة الصحافة، و هي المباديء التي درج عليها أكابر المهنة من أمثال محمد حسنين هيكل و مصطفى أمين و أحمد بهاء و مكرم محمد أحمد و جلال عارف و إبراهيم نافع و إبراهيم سعده و سمير رجب و سعيد سنبل و عزت السعدني و من جيله ياسر رزق الذي هو بحق علامة في هذه المهنة التي ننتمي إليها بفخر و اعتزاز، و هو أن الصحفي محرر شغوف بمهنته.

و لا يسعني هنا أن أذكر كل الأسماء و إلا نضب المداد و تألمت اليد و كسر القلم.

و في النهاية أقدم له تحية تقدير و إجلال على فحوى هذه الرسالة التي لا تخرج إلا عن مهني متواضع شغوف بكونه محرراً..

حتى إني لأذكر للراحل الكاتب الصحفي الكبير أحمد بهاء، حينما كان في لقاء مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات و جمع من الصحفيين، فبدأ كل منهم بتعريف نفسه و صحيفته أمام الرئيس، حتى جاء دوره، فقال: أحمد بهاء محرر، فضحك السادات و قال متعجباً: محرر إيه يا أستاذ أحمد!! أنت من كبار الصحفيين، فقال له: يا سيادة الرئيس، الصحفي يعيش و يموت و هو محرر و ذلك له شرف و فخر.

خالد كامل

موقع حرف 24 الإلكتروني الإخباري يهتم بالشأن المصري والعربي يركز على القضايا الاجتماعية ويلتزم المهنية
زر الذهاب إلى الأعلى