رئيس التحرير يكتب: نعم.. طبيبة سوهاج بلا رحمة و طز في السوشيال ميديا
المحافظ هو الذي على حق و نقابة الأطباء استأسدت على الدولة بشكل فئوي مقيت و مخز…
…………………
في واقعة طبيبة سوهاج بمستشفى المراغة، ما كان ينبغي على دوله رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن يعتذر لها على الهواء مباشرة في مؤتمر صحفي أمام كل وسائل التلفزة، فلقد اهتزت هيبة الدولة بهذا الاعتذار، وكذلك ما كان ينبغي على وزير الصحة نائب رئيس الوزراء الدكتور خالد عبد الغفار أن يتصل بها ويعتذر لها و يحدد موعدا يلتقيها فيه، و لا كان على محافظ سوهاج أن يستقبلها في مكتبه و لا أن يحاول أن ينفي تهمة عنه بالتودد إليها و إلى نقابتها، و هذه التهمة التي حاول نفيها الوزير المحافظ هي وسام على صدره، إذ أدى حق الله تعالى للمواطن عنده و دافع عنه و حل لهم مشاكلهم و أخذ لهم حقوقهم من طبيبة بلا رحمة كما وصفها و أؤيده في ذلك الوصف تماماً، و لا أن يوضح حقيقة هي واضحة للعيان، و هي أن هذه الطبيبة مقصرة و بلا رحمة و أنها هذه استقوت بعصبتها و رفعت عصاها على الدولة وتدخلت بفريق نقابة الأطباء بشكل فئوي مقيت يدعو للأسى و التأفف..
فهل نسيت هذه الطبيبة أنها موظفة بدرجة طبيبة في مستشفى حكومي عام؟!!
و هل نسيت بأن رئيسها الأعلى في هرم التدرج الوظيفي في محافظه سوهاج هو المحافظ و أنه من صلاحياته القانونية و اللائحية أن يعاقبها أو أن يحيلها للتحقيق إذا رأى أو رفع إليه أنها مقصرة مع إثبات الأدلة؟!!
و كيف يعاقبها إذا قصرت هي أو غيرها؟!
هل يعاقبها عن طريق السوشيال ميديا؟! أم باتت السوشيال ميديا تحكمنا بدلاً من الحكومة، ألا لعن الله السوشيال ميديا..
هل بات الأطباء فوق القانون؟!!
الحقيقة هي أن نقابة الأطباء خلطت الأوراق و ألبست الحق بالباطل و اختلط عندها الحابل بالنابل، و قد هرعت إلى نصرة عضو فيها دون النظر إلى حق المواطن في أن يتلقى الكشف الطبي والعلاج الذي ينقذ حياته أو حياة ذويه..
ألم تظهر في الفيديو المعروض و مكتبها خال تماما من المرضى؟!
هل لو كان لها قريب أو نسيب أو صديق أو معرفه أو أحد وصى عليه أحد هل كانت ستجعله يقف في الخارج حتى يحضر تذكرة الكشف؟!!
والله ما كان ليحدث و لو أقسمت على المصحف.
وكلنا يعلم أن الأطباء في المستشفيات، بعض منهم يجري توقيع الكشف الطبي على بعض من معارفه و أقاربه بلا مقابل و في هذا مخالفة قانونية و شرعية ، فالمخالفة القانونيةتتمثل في أن لها أجرا على الكشف تأخذ راتبها عليه، وللمستشفى كمرفق حكومي عام له أجرة مالية تحصل من أجل الإبقاء عليه قائما و الإنفاق منه على متطلباته و مستلزماته..
و من الناحيه الشرعية، فإن هذا المال مال عام ليس مالها و لا مال أحد حتى يفعل فيه ما يشاء دون رقيب أو حسيب..
و الخلاصة فإن محافظ سوهاج لم يخطئ و ما فعله كان نصرة للمواطن و دفاعا عن حقه و نحن نرى في الفيديو المعروض أنه لم يدخل عندها أحد إلا بعد أن دخل إليها المحافظ و بدأ توافد المرضى بعد أن أعطاهم تعليمات بأن تحال للتحقيق و أن يدخل المرضى و قد رأيتم جميعكم ولي الأمر الأب الذي يحمل ابنه مكلوما و يقول ابني كاد أن يموت و هي لا تأبه به و لا تشفق عليه، فقط التذكرة كل همها..
هل باتت نقابة الأطباء دولة داخل الدولة؟!
هل باتت نقابة الأطباء أكبر من الدولة ؟!
هل تهدد نقابة الأطباء الدولة باستقالة إحدى عضواتها حتى تلوي ذراع الحكومة و الدولة المصرية؟!
ليعلم الأطباء و غيرهم أن الدولة ليس لها ذراع كي تلوى، الدولة لها قوانين تنفذ على الكبير و الصغير..
ألم يلق القبض على وزير عائد من اجتماعه في مجلس الوزراء في ميدان التحرير، الذي بينه وبين مجلس الوزراء 200 متر فقط آنذاك؟!!
وهو وزير على كرسيه أم أنكم بتم دولة داخل الدولة فعلاً و نحن لا نعلم؟!
يا نقابة الأطباء، يا من تسمون أنفسكم دار الحكمة و انتم بلا حكمة و بلا رحمة في هذا الموقف..
أفبعد أن تخلصنا من الإخوان و قطيعهم و حشودهم، تأتي نقابة الأطباء كي تلوي ذراع الدولة؟!
مصر أكبر من الجميع و أكبر من الأطباء و أكبر من الصحفيين و الشرطة و الجيش و المهندسين و غيرهم، ولها الفضل على الكل و ليس لأحد فضل عليها إلا الله تعالى..
فاتقوا الله في مصر يا نقيب الأطباء فأنت لست رئيسا للجمهورية، و والله لو كنت أنا المحافظ لأحلتها إلى النيابة العامة أو الإدارية و ليس التحقيق العادي، كونها ربما تصبح سببا في إزهاق روح مولود أو طفل أو كبير أو صغير بإهمالها و تعنتها، و هذا أيضا من الإخلال بالمهام الوظيفية التي ربما يترتب عليها مصائب..
و والله لو كنت المحافظ لنقلتها إلى آخر حدود المحافظة عن بيتها، و لطلبت من وزير الصحة أن ينقلها من المحافظة كلها..
نراك في لباسك منتقبة و أنك دينة و ملتزمة حفظك الله، فهل يأمرك الدين بهذا؟! أين الرحمة و الفضل الذي يسبق العدل؟!
ألم تسمعي قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما يرحم الله من عباده الرحماء؟!
وقوله ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء..
أين الرحمة؟! والله أنت بلا رحمة، و نقابة الأطباء بلا رحمة، و ما هكذا تورد الإبل..
و أختم قولي بتحية للمحافظ الذي لا أعرفه و ليس لي به سبق و لكن ألومه على اعتذاره لك، الذي ما كان ينبغي، ففي النهاية أنت موظفة بدرجة طبيبة، فكيف إذا أصبحت لا قدر الله مديرة لمديرية الصحة بسوهاج؟!
فيا ويلها و يا ويل المرضى بها، أما شعب مصر المغلوب المكلوم الفقير الضعيف فليس له إلا الله يرفع إليه الشكوى و يسر إليه بالنجوى و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.