رفع حطام طائرة فاغنر وأسباب إسقاطها والتأكد من مقتل بريغوجين
عاين المحققون الروس، اليوم الخميس، موقع تحطم الطائرة التي كان على متنها عشرة أشخاص قتلوا من بينهم يفغيني بريغوجين قائد مجموعة فاغنر، وتم رفع جثث الضحايا، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أنها تحقق في الحادثة.
ونقلت قناة “آر بي سي” الروسية عن مصادر أمنية أنه يجري بحث جميع السيناريوهات، بما في ذلك خطأ من الطيار أو خلل تقني أو عامل خارجي.
من جهتها، نشرت صحيفة “كومرسانت” الروسية تقريرا نقلت فيه عن خبراء في مجال تحقيقات الكوراث الجوية أن الطائرة التي كان على متنها بريغوجين وقادة آخرون في فاغنر ربما تعرضت لانفجار في الجزء الخلفي منها.
وقال الخبراء -حسب المعاينات الأولية- إن الثقوب في جسم الطائرة وجناحيها تشير إلى أنها ربما أصيبت بصاروخ، لكن الصحيفة أوضحت أن المحققين لم يتوصلوا بعد إلى سبب تحطم الطائرة.
ونقلت كومرسانت عن مصادر من مجموعة فاغنر أنه تم التعرف بالفعل على جثتي بريغوجين ومساعده أوتكين، لكنها أوضحت أنه يتعين إجراء فحص الحمض النووي للتأكد من ذلك.
وبحسب روايات شهود نقلتها حسابات روسية على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد سُمع دوي انفجار واحد أو انفجارين قبل أن ينفصل أحد جناحي الطائرة وتبدأ في السقوط.
من جانبها، نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية عن مسؤول غربي أنه تم إبلاغهم بأن الطائرة أسقطها صاروخ روسي.
كما نقلت الصحيفة عن قناة تليغرام المرتبطة بفاغنر أن معلومات أولية تشير إلى أن دفاعات جوية أسقطت الطائرة، لكن موقع “ريبار” العسكري الروسي قال إن طبيعة الأضرار بالطائرة لا تشير -على الأرجح- إلى أنها أُسقطت.
وبحسب إيان بيتشينيك من موقع “فلايت رادار 24″، لم تظهر أي إشارة على وجود مشكلة في الطائرة حتى هبوطها الحاد في آخر 30 ثانية من رحلتها.
وكانت مصادر روسية قالت إن الطائرة اختفت بعد 26 دقيقة من تحليقها، وإنها هبطت من ارتفاع 30 ألف قدم إلى 8 آلاف، فيما ذكرت مصادر أخرى أن الطائرة لدى سقوطها كانت بجناح واحد.
وفي سان بطرسبورغ (غرب) ونوفوسيبيرسك (جنوب)، وضع مواطنون روس الورود إلى جانب صور ليفغيني بريغوجين ومساعده ديمتري أوتكين أمام مقرّين لمجموعة فاغنر بالمدينتين.
وفي بيلاروسيا، أفادت تقارير بانقطاع خدمة الإنترنت مساء أمس عن الهواتف المحمولة في منطقة معسكر فاغنر في “أسيبوفيتشي” (100 كيلومتر تقريبا عن العاصمة مينسك)، وذلك تحسبا لأي تحرك قد يقوم به عناصر المجموعة المتمركزون هناك منذ أسابيع.
وفي كلمة ألقاها أمس بمناسبة الذكرى الثمانين لمعركة كورسك في الحرب العالمية الثانية، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا، لكنه لم يتطرق إلى التقارير عن مصرع رئيس مجموعة فاغنر الذي تمرد على القيادة العسكرية الروسية أواخر يونيو/حزيران الماضي.
وفي ردود الفعل الدولية، قال المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران الفرنسية اليوم الخميس إن باريس تبدي “شكوكا منطقية” حول ظروف تحطم طائرة رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين.
وفي برلين، توقعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن تواصل روسيا سلوكها في أوكرانيا وأفريقيا مع وجود فاغنر أو بدونها.
من جانبه، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إن مجموعة فاغنر ستكون أكثر خطرا تحت قيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال أمس الأربعاء إنه لم يُفاجأ من حادثة تحطم الطائرة الخاصة التي كانت تقل بريغوجين، مضيفا أن من النادر حدوث شيء في روسيا لا يقف خلفه بوتين، حسب تعبيره.
بدورها، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أميركي قوله إن وفاة بريغوجين في نهاية المطاف كانت متوقعة إلى حد كبير من قبل إدارة بايدن، مضيفا أن لدى بوتين تاريخا طويلا للغاية في إسكات منتقديه.
وفي كييف، قالت الرئاسة الأوكرانية إن تحطم الطائرة في روسيا رسالة من بوتين للنخب الروسية. ورأى مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك أن رئيس فاغنر “وقع قرار إعدامه حين صدق وعد بوتين وضمانات لوكاشينكو”.
وكان بودولياك يشير إلى الاتفاق الذي توسط فيه رئيس بيلاروسيا وتضمن وعدا من الكرملين بعدم ملاحقة رئيس فاغنر مقابل وقف زحف قواته باتجاه موسكو.
من جانبها، قالت زعيمة المعارضة البيلاروسية في المنفى سفيتلانا تيخانوفسكايا إن بريغوجين “قاتل”، مؤكدة أنه “لن يفتقده أحد”.