بقلم/ شافي الجرف
أتكلم عن هؤلاء الصابرين الصامدين أهل الرباط في أرض الشام المباركة و في فلسطين خاصة، كل منهم ينتظر دوره في الارتقاء إلى السماء، و هو يعلم أنه آت آت لا محالة، فقط يؤجله فرق التوقيت الذي حدده رب العزة تبارك و تعالى، مع بعض الدموع و كسرة القلوب ثم اليقظة والتسليم بقضاء الله.
إننا لا نحفظ كم عدد من قضوا شهداء و سقطوا جرحى من جنود السلطان الناصر صلاح الدين، و لكننا نحفظ أنه هزم الصليبيين و حرر القدس و هذا هو ما يهم التاريخ و يرفع شأن الأمم.
لقد ضحت الجزائر بأكثر من مليون شهيد حتى نالت الحرية، فالحرية مهرها غالٍ، يدفعه أبناء الشعب الفلسطيني من دمائهم و من أمنهم و جوعهم و لكن يسطرون ملحمة رائعة مفادها أن هذه أرضنا من آلاف السنين، و سوف نبقى هنا حتى نكون جثثا في باطنها، أفضل من أن نعيش مرفهين على أرض غيرنا.
اننا نتظر كل يوم بفارغ الصبر ان يصدح ابو عبيدة ومعه شاهد وبيان انهم اسخنوا بني صهيون قتلا وتدميرا، اصبح صوته احب الاصوات ومناظره اجمل من ابداعات الشاشة الصغيرة والكبيرة.
الأن وبعد مرور أكثر من ستين يوما، ما زال التاريخ يكتب و يسطر انتصارا غاليا للفلسطينيين، ما زال التاريخ يزاحم صفحاته القديمة ليحشر بين طياتها انكسار شوكة القوة المتغطرسه الصهيونية التي لم تسجل حتى الأن مجدا، سوى أنها تقتل المدنيين العزل الذين لا حول لهم و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و كفى به.
مازال التاريخ يحفر في اوراقة ان هؤلاء الانجاس يدمرون المشافي ويقتلون المرضى
ولن ينسى أن يكتب أيضا أنهم يحرمونهم من لقمة عيش يتقووا بها قبل ذهابهم إلى السماء
و أخير أقول أن ماسطرته المقاومة الفليسطينية حتى الأن هو إعجاز فاق كل وصف ويستأهل تلك التضحيات من الشعب الأعزل، و هم الذين يرددون القرآن الكريم و يجول بخلَدهم في طيات أفعالهم و مقاوامتهم لذلك المحتل الغاشم و يتردد في أذهانهم و منه قوله تعالى في سورة التوبة:
( قاتلوهم يعذبْهم اللهُ بأيديكم و يُخزْهم و ينصرْكم عليهم ويشفِ صدورَ قومٍ مؤمنين)