بقلم/ مروة رضا
يعاني الشارع المصري منذ سنوات طويلة من ظاهرة الباعة الجائلين، والتي تسببت في حدوث العديد من الأزمات المرورية والسرقات والبلطجة. فقد أصبح البعض من هؤلاء الباعة يستحوذ على حرم الطريق بمنتهى الوقاحة، بل وينشرون عنوانهم على وسائل التواصل الاجتماعي كأنهم اشتروا حرم الطريق.
تعتبر ظاهرة الباعة الجائلين من أكبر المشكلات التي تواجه الحياة اليومية في مصر، حيث يتمركز العديد منهم في المناطق الحيوية والمزدحمة مثل الأسواق والشوارع الرئيسية ومحطات القطار والمترو. يقوم هؤلاء الباعة بعرض بضاعتهم على الأرصفة وفي منتصف الطريق، مما يتسبب في حدوث اختناقات مرورية مروعة وتعطيل حركة المرور.
علاوة على ذلك، تعتبر الشوارع الحيوية والكبيرة مكانًا مثاليًا للباعة الجائلين لجذب الزبائن. فتوفر هذه المناطق الحضور الكثيف للناس والسياح، مما يتيح للباعة الجائلين فرصة بيع سلعهم بشكل أسهل وأكثر ربحية.
ومع ذلك، يؤدي ازدياد عدد الباعة الجائلين في الشوارع إلى تشويه المناطق الراقية والتسبب في الزحام المروري. فسوق الشوارع يعطي انطباعًا سلبيًا عن المدينة والدولة، وقد يؤثر سلبًا على السياحة والاستثمار في تلك المناطق.
بالإضافة إلى حدوث الأزمات المرورية، تعاني مصر أيضًا من مشكلة السرقات التي تتسبب فيها هذه الظاهرة. فبعض الباعة الجائلين يستغلون ازدحام المكان وانشغال رجال الشرطة بإشغالات المرور ليقوموا بسرقة المارة ومحلات الأعمال التجارية. كما يشتهر البعض منهم بالبلطجة والاعتداء على المواطنين الذين يحاولون التصدي لهم أو منعهم من استحواذهم على حرم الطريق.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، فبعض هؤلاء الباعة الجائلين يصلون إلى حد نشر عنوانهم على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤكد على قوة تأثيرهم وعدم قدرة الدولة على التصدي لهم. يستخدم البعض منهم وسائل التواصل للترويج لموقعهم وبضاعتهم والتحريض على شراء منتجاتهم. هذا الأمر يعطيهم شعورًا بأنهم يملكون الحق في الاستحواذ على حرم الطريق وتعطيل حرية المواطنين.
من الواضح أن المشكلة تحتاج إلى حل سريع وفعال من السلطات المعنية. يجب على الدولة اتخاذ إجراءات صارمة للتصدي لهؤلاء الباعة الجائلين وتحسين مستوى حياة المواطنين. ينبغي على الشرطة تكثيف دورياتها الأمنية ومراقبة المناطق الحيوية بشكل أكبر، وضمان تطبيق القانون بحق هؤلاء الباعة وإزالة التجاوزات التي يقومون بها.
علاوة على ذلك، ينبغي على الحكومة توفير فرص عمل لهؤلاء الباعة الجائلين، بدلاً من تجاهلهم وتركهم يعيشون في حالة من البطالة والفقر. يجب توفير مراكز تجارية مخصصة لهم وتقديم التدريب والدعم اللازم لهم لكسب لقمة عيشهم بشكل شرعي.
في النهاية، يجب أن ندرك أن مكافحة ظاهرة الباعة الجائلين في الشوارع الحيوية والكبيرة في مصر ليست مسؤولية الحكومة فقط، بل هي واجب المجتمع بأكمله. يجب على الجميع أن يعملوا معًا لتشجيع الالتزام بالقوانين وتعزيز الوعي حول أهمية النظام والنظافة والتنمية المستدامة.
