غزة على شفا كارثة والأصوات تتعالى: الوضع الإنساني لا يحتمل الصمت
بلغت الأوضاع الإنسانية في غزة مرحلة في غاية الصعوبة وسط ضغط كبير تواجهه المستشفيات التي قد تتوقف عن العمل لنفاذ الوقود الناجم عن حالة الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي.
يضع ذلك حياة الجرحى والمرضى المصابين من جراء قصف الاحتلال لمنازلهم في القطاع في خطر، وينذر بكارثة صحية وبيئية وخيمة.
ويتعمد الاحتلال الإسرائيلي إيقاع أكبر عدد من من الضحايا في عدوانه السافر على قطاع غزة، من النساء والأطفال والشيوخ، في وقتٍ بلغ عدد الشهداء قرابة 1200 شهيد والجرحى 5600.
حصيلة الشهداء هذه ليست نهائية. وقد ترتفع في ظل وجود عدد من العالقين تحت أنقاض المباني المستهدفة، والصعوبات التي تعترض سيارات الإسعاف عند توجهها إلى أماكن الاستهداف تحت وطأة الغارات العنيفة.
وباتت المستشفيات الآن في غزة في “حال إشغال تام”، وبات الجرحى والمرضى “يفترشون الأرض” من جراء اشتداد العدوان الإسرائيلي.
وسيؤدي انقطاع الكهرباء إلى تداعيات صحية خطرة ستنعكس على الجرحى والمرضى ذوي الحالات الحرجة.
وسيؤدي أيضاً إلى وقف الخدمات المنقذة للحياة، كالقسطرة القلبية والجراحات التدخّلية والولادات القيصرية وتوقّف خدمات المختبر وبنوك الدم في 58 مختبراً وبنك دم، في ظلّ حاجة آلاف الجرحى والمرضى إلى الفحوصات ووحدات الدم.
وسيتسبّب الحصار وتبعاته أيضاً في توقّف خدمات غسيل الكلى وفقدان 1100 مريض بالفشل الكلوي، بينهم 38 طفلاً.
وارتفعت أصوات العاملين في وزارة الصحة في غزة، مؤكدين أنّ الوضع الصحي بات “لا يحتمل الصمت”، ويجب التحرك العاجل لتوفير ممر آمن للإمدادات الطبية ومغادرة الجرحى والمرضى قبل فوات الأوان.
يضاف إلى ذلك قطع الاحتلال جميع أنابيب إمداد المياه من فلسطين المحتلة إلى قطاع غزة والكهرباء والوقود والغذاء، وسط صمت دولي مطبق.
يأتي ذلك في وقتٍ أجبر أكثر من 338 ألف شخص على النزوح من منازلهم في قطاع غزة، فيما هناك 2.3 مليون إنسان مهدد بفعل قرب توقف شركة توليد الكهرباء خلال ساعات من جراء نفاد الوقود.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي غاراته العنيفة على غزة مستهدفاً مناطق سكانية مأهولة بهدف حصد المزيد من أرواح الأبرياء المدنيين.