أخبارتقارير و تحقيقاتسلايدرعربي و دوليموجز الانباء

كما غزة..يتجرع المستوطنون اليهود نفس المصير من كأس العجز و الخوف و الحصار بسبب صواريخ إيران

الحكومة الصهيونية تمنع مستوطنيها من الفرار للخارج..

 

يفرون منها و لا يدافعون عنها أو يقبلوا التضحية من أجلها، ذلك لأنها لم تكن يوماً أرضهم أو بلادهم و وطنهم..

ببساطة شديدة يحاول مئات الآلاف من المستوطنين اليهود الصهاينة الفرار هرباً من جحيم الصواريخ البالستية الإيرانية التي تداهمهم في بيوتهم و شوارعهم المستلبة من أصحابها الحقيقيين و هم الشعب الفلسطيني الأبي المجاهد..

حتى إنهم يعيشون شعور و ظروف و حصار و خوف و عجز إخواننا في غزة العزة والكرامة زهاء عقود، ذلك العجز الذي لطالما أذاقوه أهل فلسطين كلها، فشربوا الآن من نفس الكأس.

ففي مقابلة لافتة على شاشة “الجزيرة الإنجليزية”، كشفت المذيعة البريطانية لورا كايل عن زاوية جديدة لمعاناة الداخل في الكيان، عندما طرحت على ضيفها، “أولي غولدبرغ”، سؤالًا مباشرًا حول تأثير الصواريخ الإيرانية الأخيرة.

كان من المتوقع أن يقدّم الضيف تحليلًا أمنيًا أو يروّج لرواية رسمية، لكنه بدلاً من ذلك نقل جملة من تغريدة كتبها أحد الإزرائيليين يقول : “لقد أصبحنا مثل غزة.”

 

هذه العبارة العابرة حملت في طياتها انقلابا رمزيًا عميقًا.

فالشعب الذي طالما نظر لنفسه كمن يعيش في “دولة متفوقة” أصبحت لديه فجأة مشاعر تشبه تلك التي اختبرها أهلنا في الأرض المباركة منذ سنوات: الحصار، الخوف، والعجز.

 

لكن المفاجأة الأكبر جاءت حين سألته المذيعة: “إذا كان سكان غزة لا يستطيعون المغادرة، فماذا عنكم أنتم؟”.

وهنا انكشف جزء آخر من الأزمة.

فقد أقر غولدبرغ بأن الإسرائيليين يواجهون صعوبات حقيقية في الخروج من البلاد، إذ تلقت شركات الطيران تعليمات بتقليص الرحلات، والموانئ البحرية مكتظة بطالبي المغادرة، حتى أن أسعار التذاكر تضاعفت بشكل غير مسبوق، ما جعل خيار الرحيل بعيد المنال عن كثيرين.

 

اللافت في هذا المشهد أن المسألة لم تعد محصورة في مدى صاروخي أو قدرة دفاعية، بل انتقلت إلى عمق الحياة اليومية.

لم يعد المواطن الإسرائيلي  مطمئنًا إلى قدرته على الحركة، ولا يشعر بأن لديه مخرجًا إذا اشتدت الأزمة. هذا الإحساس، الجديد عليه، ليس غريبًا على الفلسطينيين في غزة، الذين يعيشون الحصار كجزء من حياتهم اليومية.

وهذا الواقع ليس من صنع مخلوق إلا رجال الطوفان، فهم من بعد الله لهم الفضل الأول والأخير.

 

الأكثر دلالة في هذه القصة أن حالة الارتباك لم تعد مقصورة على القيادة السياسية أو العسكرية، بل وصلت إلى الوعي الشعبي نفسه داخل الكيان.

فأن يشبّه شخص إسرائيلي نفسه بسكان غزة، فهذه ليست مجرد مبالغة، بل تعبير صادق عن تبدل حقيقي في الشعور الجمعي.

و كأن ميزان الخوف قد بدأ يتساوى، لا بالقوة العسكرية، بل بالتجربة الإنسانية.

 

ورغم أن الإعلام الغربي كثيرًا ما يتجنب إظهار هذا النوع من الانكشاف في الداخل الإزرائيلي، فإن هذا اللقاء القصير كشف ما هو أعمق من انفجار أو غارة: كشف أن “أسطورة التفوق الإزرائيلي” لم تعد محصنة من الخدش، بل باتت تواجه واقعًا جديدًا، حيث الخوف لم يعد حكرًا على الطرف الأضعف.

و أخيراً تحقق قول أبي إبراهيم القائد المغوار الشهيد يحيى السنوار و رفاقه مروان عيسى و محمد الضيف و كل أبناء المقاومة الفلسطينية الباسلة، حينما قالوا إن طوفان الأقصى المباركة ستغير وجه خريطة الشرق الأوسط على كافة المستويات و الأصعدة..

لم تكن مبالغة، بل كانت بصيرة و فراسة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لا كمن يعترض الطائرات المسيرة الإيرانية فوق أرضهم و يسقطونها حتى لا تصل إلى الأراضي المحتلة تحرق الاحتلال و هي الدفاعات الجوية الأردنية، الخونة أولا و آخرا، و لا كما ينعى وزير خارجية دولة تتآمر على كل ما هو إسلامي عروبي معزيا أشقائه في دولة الكيان الغاصب المسماة إسرائيل و هو وزير خارجية الإمارات..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى