كيف تتخلص نهائيا من قمل الرأس؟
هل سبق وأن تلقيت اتصالًا من المدرسة يفيد بأن طفلك مصاب بقمل الرأس؟
وتذهب هذه الحشرات الطفيلية بعيدًا حدّ جذور الشعر وتمتص الدم من فروة رأس الإنسان.
تضع أنثى القمل بيضًا لزجًا، الصئبان، والذي يلتصق بالشعر، ويحتاج إلى ثمانية أو تسعة أيام كي يفقس. وعندها يتسبّب بموجة ثانية من انتشار القمل في حال لم تتم إزالته في المرة الأولى، وتكون النتيجة إصابة الأطفال بقمل الرأس مرات عدة في السنة.
وقالت ديبورا ألتشولر، رئيسة الجمعية الوطنية للقمل، إنّ التحقق من معاناة الطفل من قمل الرأس، أصبح جزءًا من تربية الأطفال اليوم، موضحة أنّ إدراك كيفية التعرّف إلى هذه الحشرات وإزالتها بأمان في أقرب وقت، قد يقلّل من تهيّج فروة الرأس ربما.
من أين يأتي قمل الرأس؟
لم يتمكّن الباحثون إلى الآن من تحديد مكان نشأة القمل لأول مرة، لكنها حشرات تتمتع بالمرونة الكافية كي تبقى على قيد الحياة لملايين السنين، وتتغذّى من دم الإنسان. وأقدم دليل على وجود قملة عمرها 10 آلاف عام على شعر إنسان في موقع أثري بالبرازيل.
ويعتبر قمل الرأس أكثر شيوعًا بين الأطفال الصغار، إذ يُسجل بين 6 و12 مليون حالة تفشي قمل سنويًا لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و11 عامًا في الولايات المتحدة، كما أنّ البالغين عرضة للإصابة بقمل الرأس أيضًا.
وقالت الدكتورة دانيل فيشر، طبيبة الأطفال ورئيسة طب الأطفال بمركز بروفيدنس سانت جون الصحي في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، إن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالقمل لأنهم على اتصال وثيق ببعضهم البعض غالبًا. وأشارت إلى أنّ “الأطفال يجلسون معًا لساعات طويلة في الفصول الدراسية بالمدرسة، ويحبون مشاركة الألعاب، والطعام، والقبعات”.
كيفية اكتشاف القمل
إذا كان طفلك يشكو من حكّة متكرّرة في الرأس، أو يحك أكثر من المعتاد، أو يعاني من نتوءات حمراء على فروة رأسه بسبب الخَدش المستمر، فيُحتمل أن يكون مصابًا بالقمل. يُعد الفحص البصري إحدى الطرق لمعرفة ما إذا كان طفلك يعاني من قمل الرأس.
ضع القفازات، ثم قم بتقسيم أجزاء مختلفة من الشعر، بحثًا عن حشرات بحجم بذور الخشخاش (قمل الرأس) تزحف على فروة الرأس أو قاعدة جذع الشعرة. يسهل اكتشاف حشرات القمل لأنها ستبدو مثل بقع بيضاء أو بنية مصفرة اللون في الشعر على مقربة من فروة الرأس. ويحتمل أن تكون صئبانًا (بيض القمل) إذا كان من الصعب إزالتها.
يعتبر الفحص البصري أمرًا جيدًا إذا كان هناك الكثير من القمل، لكن قد يكون بعض القمل صغيرًا جدًا بحيث لا يمكن ملاحظته لأنه يتحرك بسرعة ويتجنب الضوء قدر الإمكان. وقالت ألتشولر إنّ أفضل طريقة للتحقّق من إصابة الطفل بالقمل تتمثّل باستخدام مشط القمل. ويمكن أن يكون الفحص بالمشط أكثر فعالية بأربع مرات من الفحص البصري.
ما هي أفضل طريقة للتخلص من القمل؟
هناك العديد من الخيارات لعلاج الإصابة بالقمل. أحدها شراء شامبو وبلسم خاص بالقمل، رغم أنّ هذه المنتجات نتيجتها غير مضمونة دومًا.
ويرى الخبراء أنّ أفضل طريقة لإزالة القمل تتمثل بالتمشيط. وبعد تبليل الشعر بالماء، تنصح فيشر بتقسيمه إلى أقسام صغيرة ثم تمشيط كل قسم مرات عدّة باستخدام مشط ذات أسنان دقيقة.
وقالت: “ستحتاج إلى مشط ذات شعيرات قريبة من بعضها كي تلتقط القمل بشكل أفضل”. وفي كل مرة تمرّر فيها المشط بالشعر، امسحه بعدها بمنشفة ورقية مبلّلة لإزالة أي قمل وبيض علق عليه.
قد تستغرق هذه العملية وقتًا طويلاً، لكن يجب تكرارها أكثر من مرة. وحذّرت فيشر من أن “بعض الناس يعتقدون أنّ الأمر قد انتهى، لكن الأمر ليس كذلك دومًا”. وربما فاتتك بعض حشرات القمل، وإذا فقست، فستحتاج إلى معاودة الآلية مجددًا. كما أوصت بمتابعة العلاج الثاني بعد أسبوع أو أسبوعين.
العلاجات المنزلية قد لا تعمل
هناك بعض العلاجات التي يمكنك تجربتها في المنزل، لكن ترى فيشر أنها قد لا تكون الأكثر فعالية.
وحذّرت قائلة: “إذا كنت ترغب في وضع المايونيز على شعر طفلك أو زيت الزيتون، فما زلت بحاجة إلى متابعة هذا العلاج الأولي من خلال التقاط القمل في كل خصلة من الشعر لأن هذه العلاجات غير مضمونة بنسبة 100٪”.
هناك خيار آخر قد يلجأ إليه الأهل وهو قص شعر أطفالهم.
لا توصي فيشر بالضرورة بمثل هذا الخيار المتطرف. وترى أنّه فعال فقط إذا قصصت حدّ الصلع الكامل، وقد لا يكون الوسيلة الأكثر جاذبية إذا كنت تتمتع بشعر جميل. بالإضافة إلى ذلك، أوضحت فيشر أن هذه المقاربة لن تنجح لأن القمل يحتاج إلى مسافة قصيرة جدًا من الشعر ليعيش عليه ويضع بيضه.
ولمنع عودة هذه الطفيليات، نصحت فيشر جميع أفراد الأسرة بفحص القمل كإجراء وقائي، وغسل جميع البطانيات، والمناشف، وأغطية الوسائد بالماء الساخن.