نتنياهو يستبق محاكمته في تل أبيب بنصر مزيف في سوريا
استبق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، محاكمته أمام محكمة في تل أبيب اليوم الثلاثاء، للإدلاء بشهادته لأول مرة في محاكمته المستمرة منذ فترة طويلة بتهم تتعلق بالفساد، استبقها بتوجيه ضربات جوية تاريخية ضد مقدرات الجيش السوري في البر والبحر، لتحقيق نصر مزيف في سوريا.
وقررت إسرائيل أن الفرصة سانحة لتغيير جوهري في المنطقة بعدما أيقنت أن ما تسميه “محور الشر” قد انهار. وانتقلت سريعا من مستوى التأهب ومراقبة الوضع عن بعد إلى مستوى استغلال الفرصة والتدخل المكثف لتحقيق مكاسب كانت تحلم بها طوال تاريخها. وهكذا فورا ومن دون تردد أو طول نقاش قررت ليس فقط احتلال المنطقة العازلة واحتلال جبل الشيخ السوري، بل البدء بأوسع عمليات جوية لتدمير مقدرات سوريا العسكرية.
في الوقت الذي حضر نتنياهو المحاكمة ومعه ابنه أفنير، بالإضافة إلى العديد من الوزراء وأعضاء الكنيست من الليكود وأحزاب الائتلاف.
وبينما رفضت المحكمة طلب وسائل الإعلام ببث المحاكمة على الهواء مباشرة، رفض نتنياهو من جانبه الجلوس على مقعد المدعى عليهم وانتظر حتى مغادرة المصورين قبل بدء المحاكمة، وذلك حتى لا يتم تصويره كمتهم إلى جانب محامي الدفاع عنه.
وأوضح أحد القضاة لرئيس الوزراء أنه يتمتع بنفس الامتيازات التي يتمتع بها الشهود الآخرون، حيث يمكنه الجلوس أو الوقوف كما يشاء.
ولدى بدء شهادته، قال نتنياهو، للقضاة، “مرحبا ..انتظرت 8 سنوات من أجل هذه اللحظة، لأقول الحقيقة”.
ووفقا للرأي الذي قدمه جهاز الأمن العام (الشاباك) إلى المحكمة ولأسباب أمنية، تجري جلسات المحاكمة في غرفة تحت الأرض في تل أبيب وليس في القدس و في قاعة محصنة تستخدم عادة لمحاكمة كبار المجرمين الجنائيين، بسبب تمتعها بمواصفات أمنية غير موجودة في بقية المحاكم.
دعم وزراء ووصل عدد من الوزراء إلى قاعة المحكمة من أجل دعم نتنياهو، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير الاتصالات شلومو كرعي، ووزيرة المواصلات ميري ريغيف، التي قالت في تصريحات صحفية “إنه لأمر مخز أن يطلب من رئيس الوزراء الإدلاء بإفادته وهو يخوض واحدة من أكثر الحروب تعقيدا في دولة إسرائيل”.
أما ياريف ليفين، نائب رئيس الوزراء ووزير العدل، فقال “من الصعب ألا نشعر هذا الصباح بإحساس قوي بالظلم في ضوء الإجراءات الجارية منذ سنوات ضد رئيس الوزراء والإصرار على عقدها بالتحديد في هذه الأيام التي يقع فيها الكثير على عاتقه”.
أما وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير فقد أصدر بيانا يدين المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا، وقال إنه سيعرض على الحكومة مشروع قرار لإقالتها من منصبها.
مظاهرات وخارج المحكمة، تجمع مناهضون لنتنياهو، وأنصاره الذين هتفوا “نتنياهو، الشعب يدعمك”. في حين هتف معارضوه الذين يتظاهرون ضده منذ أشهر” نتنياهو إلى السجن”..”الجميع على قيد الحياة”، و “لن ننسى ولن نغفر”، و”الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة”.
واندلعت اشتباكات بين عائلات المختطفين وأنصار نتنياهو، فيما تمركزت قوة شرطة معززة قوامها حوالي 200 ضابط شرطة في الموقع للحفاظ على النظام العام وضمان سلامة جميع الحاضرين.
وقالت إحدى عائلات المختطفين الذين تظاهروا أمام المحكمة: “هذا يوم حزين لإسرائيل، بينما نطالب بعودة أحبائنا إلى ديارهم، فهو يتعامل مع نفسه ومع محاكمته. أين القيم؟ أين مسؤولية القيادة؟”.
وأضاف متظاهر آخر “إنه يستغل منصبه لتجنب طاعة القانون مثل أي مواطن آخر. لا يمكن لأي شخص يواجه محاكمة جنائية الاستمرار في قيادة البلاد”.
للمرة الأولى وهذه هي المرة الأولى التي يدلي فيها رئيس وزراء إسرائيلي أثناء وجوده في منصبه بشهادته في محاكمته الجنائية، على عكس رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، الذي حوكم بتهم جنائية واختار الاستقالة من منصبه.
ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة إلى ما لا يقل عن شهرين، ومن المفترض أن يدلي خلالها نتنياهو بشهادته 3 مرات في الأسبوع. من الساعة 10:00 إلى الساعة 16:00، باستثناء حالات استثنائية تقدرها المحكمة في حينها.
وفي المرحلة القانونية المعروفة باسم “قضية الدفاع”، سيقدم نتنياهو كلماته وحججه التي ستركز على حياته المهنية، من أيامه كسياسي شاب إلى سنواته العديدة في قيادة البلاد. كما من المتوقع أن يعرض نتنياهو إنجازاته السياسية والأمنية والاقتصادية ويتحدث عن إنجازاته الدبلوماسية على الساحة الدولية
وبعد ذلك، سيبدأ استجواب نتنياهو في استجواب أولي. وتجدر الإشارة إلى أن لائحة الاتهام ضد نتنياهو تتضمن 3 قضايا متعلقة بالرشوة وقبول هدايا بشكل غير قانوني.
وحاول نتنياهو -وهو أول رئيس وزراء لا يزال في منصبه يخضع لمحاكمة جنائية- تأجيل المحاكمة مرات عدة.
وكان نتنياهو قد دافع عن محاولاته تأجيل المحاكمة أمس الاثنين في تصريحات صحفيه قال فيها “يقولون إنني أريد التهرب من المحاكمة.. هذا هراء.. لقد كنت أنتظر هذا اليوم منذ 8 سنوات. لقد انتظرت 8 سنوات حتى يتم تفنيد الاتهامات الموجهة إلي”.
وأضاف “لقد دمرت حياة عشرات الأشخاص من حولي من أجل تحويلهم إلى شهود ضدي بالترهيب والتهديد وتزوير البروتوكولات وإخفاء الأدلة والتسريبات وغسل أدمغة الجمهور”