نص خطاب زوهران معمداني عمدة نيويورك المنتخب: حكومتي قائمة على الرؤية لا الأعذار و تغيير طبقات المجتمع
أول مسلم في التاريخ يأخذها..

حرف 24
إن هذا الفوز هو نصر حقيقي، نصر على فاشية ترامب و معسكرات يسوع الصهيوصليبية الجديدة التي لا علاقة لها بالسيد المسيح عليه السلام، إنه نصر الحق على الباطل الترامبي و نصر العدل على الظلم الفاشستي الصهيوني المدعوم من أثرياء يمثلون نسبة 1% من مجتمعات العالم ضد الأكثرية الساحقة من كل الدول من بين طبقاتها..
إلى نص خطاب زوهران ممداني عمدة نيويورك المنتخب:
شكراً لكم يا أصدقائي. قد تكون شمس هذا المساء قد غربت عن مدينتنا، لكن كما قال يوجين دِبز ذات يوم: «أستطيع أن أرى فجر يومٍ أفضل للبشرية».
لطالما قيل لطبقة العمال في نيويورك من قبل الأغنياء وأصحاب النفوذ إن السلطة ليست من حقهم.
أصابعهم المتورمة من رفع الصناديق في المخازن، وكفوفهم المتشققة من مقابض دراجات التوصيل، ومفاصلهم المحترقة من لهب المطابخ، كل تلك الأيدي لم يُسمح لها يومًا بأن تمسك بالسلطة. ومع ذلك، خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، تجرأتم أن تمدّوا أيديكم نحو ما هو أعظم.
واليوم، رغم كل الصعاب، أمسكتم بالمستقبل. المستقبل بين أيدينا. لقد أسقطنا سويًا سلالةً سياسيةً قديمة.
أتمنى لأندرو كومو حياةً هادئة في خصوصيته، لكن ليكن هذا المساء آخر مرة أذكر فيها اسمه، ونحن نطوي صفحة سياسةٍ كانت تتخلى عن الأكثرية وتخدم القلة. نيويورك، لقد منحتموني الليلة تفويضًا من أجل التغيير، من أجل سياسةٍ جديدة، من أجل مدينةٍ يمكننا العيش فيها، ومن أجل حكومةٍ تعمل حقًا من أجل الناس.
في الأول من يناير، سأؤدي القسم عمدةً لمدينة نيويورك، وذلك بفضلكم أنتم. لذلك قبل أن أقول أي شيء آخر، يجب أن أقول: شكرًا. شكرًا للجيل الجديد من سكان نيويورك الذين رفضوا أن يصدقوا أن وعد المستقبل الأفضل أصبح من الماضي.
لقد أظهرتم أنه حين تتحدث السياسة إليكم باحترام لا بتعالٍ، يمكننا أن نُدخل عهدًا جديدًا من القيادة. سنقاتل من أجلكم، لأننا منكم. أو كما نقول في ستاينواي: «أنا منكم وعليكم».
شكرًا لأولئك المنسيين في دهاليز السياسة، الذين جعلوا من هذه الحركة قضيتهم الخاصة: أصحاب البقالات اليمنيون، الجدّات المكسيكيات، سائقي التاكسي السنغاليين، الممرضات الأوزبكيات، طهاة المطبخ الترينيداديين، والعمّات الإثيوبيات. نعم، العمّات.
لكل نيويوركي في كنسينغتون و ميدوود و هانتس بوينت، اعلموا أن هذه المدينة مدينتكم، وهذه الديمقراطية لكم أيضًا.
هذه الحملة عن أشخاص مثل ويسلي، المنظّم النقابي الذي التقيته أمام مستشفى إلمهرست، والذي يقطع يوميًا رحلتين من بنسلفانيا لأن الإيجار هنا لا يُحتمل. وعن السيدة التي التقيتها في حافلة Bx33 منذ سنوات وقالت لي: «كنت أحب نيويورك، أما الآن فهي مجرد مكان أعيش فيه». وعن ريتشارد، سائق التاكسي الذي أضربت معه عن الطعام خمسة عشر يومًا أمام مجلس المدينة، وما زال يعمل سبعة أيام في الأسبوع. أخي، لقد دخلنا مجلس المدينة الآن.
هذا الانتصار لهم جميعًا، ولكم جميعًا، أنتم أكثر من مئة ألف متطوع جعلتم هذه الحملة قوة لا يمكن وقفها. بفضلكم، سنعيد جعل هذه المدينة مكانًا يمكن لطبقة العمال أن تحبه وتعيش فيه من جديد. مع كل باب طُرق، وكل توقيع جُمع، وكل حوار صادق، قمتم بتآكل جدار السخرية الذي شوّه سياستنا.
أعلم أنني طلبت منكم الكثير طوال هذا العام، ولبّيتم النداء مرارًا، لكن لدي طلب أخير: يا نيويورك، تنفّسوا هذا اللحظة. لقد حبسنا أنفاسنا أكثر مما ندرك — خوفًا من الهزيمة، أو لأن الهواء سُلب من رئاتنا مرارًا، أو لأننا لم نعد نملك ترف الزفير.
لكن اليوم، وبفضل كل من ضحّى، نتنفس هواء مدينة وُلدت من جديد.
إلى فريقي الانتخابي الذي آمن عندما لم يؤمن أحد، وحوّل مشروعًا انتخابيًا إلى قضيةٍ أعمق، لن أستطيع أن أعبّر عن امتناني بما يكفي. يمكنكم النوم الآن.
إلى والديّ، ماما وبابا، أنتما من صنعاني. أنا فخور أن أكون ابنكما. وإلى زوجتي العظيمة راما، حياتي: لا أحد أريد أن يكون إلى جانبي في هذه اللحظة سواكِ.
إلى كل نيويوركي — سواء صوّت لي أو لمنافسي أو فقد ثقته في السياسة — شكرًا لإتاحة الفرصة لأثبت أنني جدير بثقتكم. سأستيقظ كل صباح لهدفٍ واحد: أن أجعل هذه المدينة أفضل مما كانت عليه بالأمس.
كثيرون ظنّوا أن هذا اليوم لن يأتي، وأننا محكومون بمستقبلٍ من الانحدار، تُعيد فيه كل انتخابات إنتاج نفس القديم. وآخرون اعتقدوا أن السياسة أصبحت قاسية لدرجةٍ تُطفئ شعلة الأمل. نيويورك، لقد رددنا على هذه المخاوف.
لقد قلناها بصوتٍ واضح: الأمل حيّ. الأمل قرار اتخذه عشرات الآلاف من سكان نيويورك، يومًا بعد يوم، مناوبةً بعد أخرى، رغم الهجمات والإعلانات المضللة. أكثر من مليون منّا وقفوا في الكنائس وصالات الرياضة والمراكز المجتمعية ليسجّلوا أسماءهم في دفتر الديمقراطية.
صوّتنا فرادى، لكننا اخترنا الأمل معًا: الأمل بدل الاستبداد، الأمل بدل المال الكبير والأفكار الصغيرة، الأمل بدل اليأس. انتصرنا لأننا تجرأنا أن نؤمن بأن المستحيل يمكن أن يصبح ممكنًا، وانتصرنا لأننا قررنا أن السياسة لن تُمارس علينا بعد الآن، بل سنمارسها نحن.
وأنا أقف أمامكم، أتذكر كلمات جواهر لال نهرو: «نادرًا ما تأتي لحظة في التاريخ نخطو فيها من القديم إلى الجديد، حين تنتهي حقبة وتجد روح الأمة المقهورة صوتها».
الليلة خطونا من القديم إلى الجديد. فلتكن هذه البداية لحقبةٍ تُبنى فيها السياسة على الرؤية لا الأعذار، على الجرأة لا الخوف.



