واشنطن بوست: كارثة درنة في ليبيا يتحملها مسئوليتها الجميع
ألقى تحليل لصحيفة “واشنطن بوست” بلائمة الكارثة التي حلت بشرق ليبيا على الجميع تقريبا، حيث أدت الأمطار الغزيرة إلى انهيار سلسلة من السدود بالقرب من مدينة درنة الساحلية، مما تسبب في فيضان كارثي.
وأسفرت الفيضانات عن مقتل ما يصل إلى 20 ألف شخص ونزوح عشرات الآلاف.
ويرى الكاتب في “واشنطن بوست” إيشان ثارور، أن الكارثة تفاقمت بسبب عدم الاستقرار السياسي في ليبيا وإهمال البنية التحتية، وألقى باللوم أيضا على القوى الأجنبية التي لعبت دورا في عدم استقرار الأوضاع فيها، حيث يسعى كل بلد لتحقيق مصالحه الخاصة على حساب الشعب الليبي.
وخص الكاتب باللوم الفصائل المتناحرة ونظام الحكم المنقسم في ليبيا، معتبرا أنهما مهدا الأساس للدمار الذي أعقب ذلك، مشيرا إلى أن الليبيين عانوا خلال سنوات القتال المتقطع والهدنات غير المستقرة والسنوات التي أعقبت سقوط نظام الرئيس معمر القذافي، وكل هذا جعل المدن الليبية تدين بالولاء لخليط من المليشيات والقبائل المتناحرة.
واعتبر ثارور أن الوضع الراهن المتزعزع في ليبيا هو أيضا نتيجة تدخل جهات خارجية بدأ مع التدخل الذي قاده حلف شمال الأطلسي في البلاد عام 2011.
ومع ذلك، يشير المقال إلى أن الكارثة توفر الآن فرصة لإعادة ضبط الأمور في البلاد كما ذكر إيثان كورين الدبلوماسي الأميركي السابق في ليبيا “بعد سنوات من التعامل مع ليبيا كمشكلة يجب احتواؤها، لدى الولايات المتحدة فرصة الآن من خلال هذه الكارثة لإعادة التعامل مباشرة مع الشعب الليبي”.
يأتي ذلك في إشارة إلى المساعدة الجديدة التي قدمتها إدارة بايدن، في حين يقوم الاتحاد الأوروبي أيضا بحشد الدعم الإنساني.