تقارير و تحقيقاتثقافة وفنسلايدرعربي و دوليمقالات

وفاة ملك الإنجليز والي الخلافة العباسية.. و قصة عدم احتلال بريطانيا مطلقاً كذبة كبرى أثبتها تاريخها من مراجعهم.. تعرف على التفاصيل

ذكرى وفاة ملك الإنجليز التابع للعباسيين

بريطانيا التي احتلت العراق مرتين في العصر الحديث كانت تابعة له في العصر العباسي أين كنا وأين أصبحنا !!!

و هذه التبعية تنسف مفخرة بريطانيا بأنها لم تحتل أو تتبع أي دولة أخرى من قبل في تاريخها، و لذلك لا تجعل لها نشيدا وطنياً أو يوماً يسمى يوم الاستقلال عند كل الدول، بدعوى أنها بريطانيا العظمى و أنها احتلت العالم كله و هي لم تحتل أو تتبع دولة أخرى طيلة تاريخها، و لكن المجد الإسلامي التليد كان قد حط رحاله فيها أيضاً قرابة خمسة قرون منذ 767 م حتى عام 1088 من..

فكيف ذلك ؟!!

القصة تقول إنه في مثل هذا اليوم توفي ملك الإنجليز أوفا ريكس الذي كان تابعا للدولة العباسية الإسلامية العظيمة، و كان ينقش اسم الخليفة العباسي على عملاته، اعترافا منه بأنه أحد ولاته و عامليه على بريطانيا.

 

وذلك في 15 جمادى الأولى 180 هجري

الموافق  796/07/26م

 

يزداد إدراكنا لعظمة الدولة العباسية كلما زاد بحثنا أكثر في المصادر الأجنبية قبل العربية، و كلما ظهرت أدلة أثرية تعود لذلك العصر الذهبي، و من مظاهر هذه العظمة تبعية بريطانيا للدولة العباسية، و التي يدل على تلك التبعية سياسياً و مالياً و سياديا، ما اكتشف من العملات الإنجليزية التي تم النقش عليها أسماء الخلفاء العباسيين، وهذه العملات تم اكتشافها في مناطق مختلفة من بريطانيا و تعود لعهود و قرون عديدة.

البداية

وأما قصة هذه العملات فتبدأ حينما تولى الملك أوفا ريكس حكم مملكة مرسيا في إنجلترا عام 757 ميلادي، و واجه الملك أوفا ريكس تحديات عدة أهمها:

1- كانت مملكة مرسيا التي يحكمها من بين  7 ممالك مفككة متصارعة داخل إنجلترا في العصر الأنجلوسكسوني.

2- كانت علاقته سيئة مع جينبيرت أسقف الكنيسة الكاثوليكية في كانتربري، و بالتالي أصبحت علاقته سيئة مع بابا روما.

التبعية الإنجليزية للخلافة العباسية..

تلك التبعية التي تدحض مقولة أن إنجلترا البلد الوحيد في العالم الذي لم يتم احتلاله أو تبعيته لأي تاج غير التاج الملكي البريطاني.

أمام هذه التحديات، تراسل الملك أوفا ريكس مع الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور والذي كان أقوى ملوك الأرض آنذاك ليستنصره، و بعد التواصل و اعترافه بتبعيته للدولة العباسية، تلقى دعماً مالياً و سياسياً ضخما، فتحول أوفا ريكس من ملك مملكة صغيرة ضمن سبع ممالك، إلى ملك مملكة موحدة ويحمل لقب (ملك الإنجليز)، ليجمع المؤرخون بأنه كان أعظم ملوك الإنجليز قبل الملك ألفرد العظيم.

 

العملة العباسية في إنجلترا

بعد أن تخطى الملك أوفا ريكس كل التحديات، وبدأ عصره القوي، بدأ سك عملات عباسية في بلاده، وتحمل هذه العملات عبارات دينية إسلامية، بالإضافة إلى اسم الخليفة العباسي باللغة العربية وأيضا اسم الملك أوفا ريكس باللغة اللاتينية.

ومما يثبت أن هذه العملات تم سكها في إنجلترا هو أن عدداً منها تحمل أخطاء  لغوية في كلماتها العربية.

العبارات الإسلامية على العملة الإنجليزية، عهد تبعيتهم للخلافة العباسية الإسلامية: 

وأما العبارات الدينية الإسلامية التي كانت على العملة فهي “لا إله إلا الله وحده لا شريك له”..

مع معظم الآية 33 من سورة “التوبة” بالقرآن الكريم، والتي تقول:

أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله”

إضافة لشهادة “محمد رسول الله” المكررة على الوجهين.

وهذه العبارات الإسلامية ربما تدل على أن الملك أوفا ريكس قد اعتنق الإسلام، غير أنها ليست حقيقية قطعية الثبوت، حيث يوجد مؤرخون نفوا اعتناقه الإسلام، معتبرين أن وضع هذه العبارات الإسلامية كانت نتيجة مرسوم طبيعي يفرضه العباسيون على جميع عملاتهم.

 

استمرار تبعية بلاد الإنجليز في زمن اوفا ريكس و بعده:

منذ سنوات كان الاعتقاد السائد هو أن النفوذ العباسي في بريطانيا كان فقط في زمن الملك أوفا ريكس الذي توفي عام 796م، و لكن حديثا تبين خطأ هذا الاعتقاد، حيث تم اكتشاف عملات أخرى للملك الإنجليزي كوين وولف و التي تُظهر عملاته أيضا تبعية بريطانيا للدولة العباسية وهذا الملك قد امتد حكمه إلى زمن الخليفة العباسي عبد الله المأمون.

وكذلك تم اكتشاف عملات إنجليزية أخرى تعود لقرون بعد الخليفة العباسي المأمون تحمل أسماء الخلفاء العباسيين، والتي تؤكد أن النفوذ العباسي في بريطانيا استمر حتى عام 1088م والذي انتهى نتيجة الغزو النورماندي لها، ومع ذلك ما زال باب الاكتشافات مفتوحاً.

خريطة بريطانية رسمية توضح مناطق النفوذ العباسي الإسلامي في مملكة الإنجليز قرابة 5 قرون.

تغير الزمن و احتلال بريطانيا للعراق مرتين:

للأسف نجد اليوم عراقيين معادين لتاريخ الدولة العباسية، و هنا وجب أن نطرح هذه المفارقة، بأن العراق في العصر العباسي استطاع أن يحكم بريطانيا، وأما في العصر الحديث فقد استطاعت بريطانيا احتلال العراق مرتين عام 1917 م وعام 2003 م، وهذه المفارقة أيضا يجوز تقديمها لأبناء أمتنا الذين ينكرون مجد هذه الدولة العظيمة.

…………………….

و قد تركت المصادر المنقول عنها هذه المرة لمن كذب و أراد المراجعة أو صدق و أراد الاستزادة..

………………..

المصادر:

 

1- Kirby, Earliest English Kings.

2- Blackburn & Grierson, Medieval European Coinage.

3- Williams, Mercian Coinage.

4- Simon Keynes، “Offa”، in Encyclopaedia of Anglo-Saxon England.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى