علماء يستمعون إلى همهمة الثقوب السوداء لأول مرة
تمكن فريق من العلماء لأول مرة في التاريخ، من الاستماع لموجات الجاذبية ما يحسن فهم الفلكيين لطبيعة الثقوب السوداء وعلاقتها ببعضها بعضا، الأمر الذي يمكن بالتبعية أن يكشف عن أصول هذا الكون.
وتعد موجات الجاذبية نوعا من الاضطراب الذي يحدث في نسيج الزمكان الكوني (التركيبة التي تجمع الزمان مع المكان) بسبب التصادمات العنيفة بين الثقوب السوداء العملاقة بشكل يشبه الموجات الناتجة عن سقوط حبة حصى في الماء وإنتاجها لموجات حولها، وقد تنبأت النظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين بموجات الجاذبية قبل أكثر من 100 سنة.
وحسب الدراسة التي نشرها الفريق في دورية “أستروفيزيكال جورنال ليترز” ونقلتها وكالة “رويترز”، فإن النوع الجديد المكتشف من موجات الجاذبية (المسمى موجات الجاذبية طويلة الموجة) يحدث في حال دوران الثقوب السوداء العملاقة حول بعضها بعضا وليس اصطدامها.
ويشبه الأمر لغرض التقريب أن تقف في قاعة ضخمة فتسمع همهمات حديث الموجودين بها، من دون تحديد دقيق لأي الأصوات نابع من أي فرد.
الأمر كذلك بالنسبة للثقوب السوداء، فقد تمكن الفريق من رصد همهمات هذا النوع من الموجات الصادرة عن دوران ملايين الثقوب السوداء العملاقة التي يزن كل منها مليارات المرات من كتلة شمسنا حول بعضها بعضا، من دون إرجاع جزء معين من الرصد لحالة بعينها.
وللتوصل إلى تلك النتائج، اتبع العلماء طريقة تم اقتراحها خلال سبعينيات القرن الماضي باستخدام النجوم النابضة، وهي نوع من النجوم النيترونية شديدة الدوران، والمغنطة تصدر حزما من الإشعاع الكهرومغناطيسي من أقطابها.
الدراسة شاركت فيها مجموعة تلسكوبات المصفوفة الكبيرة جدا في سهول سان أوغستين في نيو مكسيكو (نانوغراف)
ويمكن للعلماء رصد هذا الإشعاع فقط عندما يكون موجها نحو الأرض، ويظهر في صورة نبضات منتظمة جدا تحدث كل كسر من الثانية، لكن تعديلا طفيفا في نمط النبض يشير إلى وجود موجات جاذبية، وهو ما تمكن العلماء من اكتشافه عن طريق مرصد أميركا الشمالية لموجات الجاذبية “نانوغراف”، وهو اتحاد لعلماء الفلك يستخدم عدة تلسكوبات حول العالم لملاحظة النجوم النابضة.
وحسب بيان صحفي رسمي صادر عن جامعة كاليفورنيا بيركلي الأمريكية المشاركة في الدراسة، فإن هذا الاكتشاف يكمل أول اكتشاف على الإطلاق لموجات الجاذبية عام 2015 بواسطة مرصد الجاذبية بالليزر (لايغو)، إذ كانت تلك الإشارات ذات طول موجي أقصر بكثير من الاكتشاف الجديد، وصدرت من ثقوب سوداء تزيد كتلتها على 30 ضعف كتلة شمسنا.