أصحاب المدارس لا بارك الله لهم في أموالهم..فهي من دم الغلابة
بقلم/ مروة رضا
يقتاتون على دماء المصريين المغلوبين على أمرهم، الذين هم بين مطرقة لوازم الحياة الضرورية للبقاء أحياء من طعام و شراب و علاج تحت مقصلة التجار و الاسواق، و بين استغلال هؤلاء المستثمرين أصحاب المدارس لا بارك الله لهم في أموالهم.
تعتبر المدارس الخاصة والانترناشونال في مصر خيارًا شائعًا للعديد من الأهالي الذين يبحثون عن نوعية تعليمية أفضل لأبنائهم. ومع زيادة الطلب على هذه المدارس، فإن بعضها يستغل هذه الطلبات ويميل إلى التهافت على طلبات مالية مبالغ فيها من قبل الأهالي، ويضطرون إلى احضار مجموعة مختلفة من سبلايز (مستلزمات المدرسة) تزيد من تكاليف التعليم.
بدايةً، يجب أن نوضح أن هناك بعض المدارس الخاصة والانترناشونال التي تقدم نوعية تعليمية ممتازة، وتستحق الاستثمار المادي الذي يضعه الأهالي على طلابهم في تلك المدارس. إلا أن هناك مدارس أخرى تستغل وتبالغ في هذه الطلبات المادية، وتضطر الأهالي إلى دفع مبالغ كبيرة من المال لتلبية احتياجات المدرسة.
لا يوجد مشكلة في أن تطلب المدارس الخاصة والانترناشونال من أولياء الأمور شراء مستلزمات دراسية معينة لأبنائهم، وذلك لضمان توفير المستلزمات اللازمة للتعليم. ومع ذلك، فإن بعض المدارس تستغل هذه الفرصة لتحقيق أرباح إضافية، وتطلب من الأهالي شراء سبلايز باهظة الثمن وغير ضرورية بشكل كبير.
على سبيل المثال، يمكن أن تطلب بعض المدارس الخاصة شراء ماركات معينة من الزي المدرسي بأسعار مرتفعة جدًا، وهذا يؤدي إلى زيادة تكاليف التعليم للأهالي. كما يمكن أن تطلب المدارس شراء أجهزة إلكترونية مكلفة أو حتى توقيع عقود مع مقاهٍ أو خدمات تعليمية إضافية ترفع من جديد تكاليف التعليم.
بعض المدارس قد تجبر الأهالي على شراء سبلايز محددة فقط من متاجرها المعتمدة، مما يؤدي إلى رفع أسعار هذه السلع والاستفادة المباشرة للمدرسة من هذا التنظيم. هذا يُدفع الأهالي إلى دفع المزيد من المال من أجل تلبية طلبات المدرسة، وبالتالي يقعون في فخ الاستغلال المادي.
تصرفات المدارس الخاصة والانترناشونال التي تستغل هذه الطلبات وتبالغ فيها تؤثر سلبًا على الأهالي وقدرتهم على تحمّل تكاليف التعليم. فالعديد من الأهالي يحاولون بذل قصارى جهدهم لتأمين حياة أفضل لأبنائهم من خلال تعليمهم في المدارس الخاصة، ولكن التهافت على هذه الطلبات المالية يُضغط على ميزانيتهم ويجبرهم على تقديم تضحيات كبيرة.
في النهاية، يجب أن تكون المدارس الخاصة والانترناشونال في مصر هي جسر يساعد الأهالي على تأمين تعليم جيد لأبنائهم وليس عبئًا ماليًا إضافيًا. يجب على الأهالي أن يطالبوا بتوفير تعليم ذو نوعية جيدة بأسعار معقولة، وأن يقوموا بمراجعة المدارس التي يرغبون في تسجيل أبنائهم فيها والتحقق من سياساتها المادية قبل اتخاذ أي قرار نهائي.