اعتبر مغني الروك البريطاني، مؤسس فرقة “بينك فلويد” روجر ووترز، الهجوم الذي شنته “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” على إسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023 وجها من أوجه مقاومة الاحتلال.
وخلال مقابلة تلفزيونية مع الصحفي الأميركي غلين غرينوالد، سئل ووترز عن رد فعله الأول على عملية “طوفان الأقصى”، فأجاب: “كان ردّ فعلي الأول هو: دعونا ننتظر ونرى ما الذي حدث. وكان ردّ فعلي الثاني هو: كيف بحق الجحيم لم يعرف الإسرائيليون أن هذا سيحدث؟”.
وتابع ووترز، “أعني، ألم يسمع الجيش الإسرائيلي الانفجارات في جميع القواعد عندما فجروا ما كان عليهم تفجيره لعبور الحدود؟. هناك شيء غريب جدًا في هذا الأمر”.
ثم سأله المحاور ما إذا كان من الممكن تبرير الهجوم الذي قامت به “حماس”، فأجاب “نحن لا نعرف ما فعلوه حقًا. لكن هل كانت مقاومة الاحتلال مبررة؟ الإجابة نعم، هذا ما تنص عليه اتفاقية جنيف ومن الناحية الأخلاقية، عليهم أن يقاوموا الاحتلال الذي بدأ عام 1967. هذا هو واجبهم”.
وفي رده على الاتهام بأنه يفضل حياة الفلسطينيين على حياة الإسرائيليين قال ووترز، “يا له من هراء مطلق. هذا هو الفرق بين برنامجي وبرنامج الحكومة الإسرائيلية: أنا أؤمن بحقوق الإنسان المتساوية لجميع إخواننا وأخواتنا في كل مكان”.
وأجاب مؤسس فرقة “بينك فلويد” على الاتهامات المتصاعدة بـ”معاداة السامية” التي وجهت إليه بسبب انتقاداته الصريحة لإسرائيل بقوله، “هذا لأنهم ليس لديهم إجابة على الحجة، وهذا يظهر أن لديك على الأقل منصة وأن الناس يستمعون إليها وأنهم لا يستمعون إليهم”.
كما تحدث مغني الروك -المعروف بدعمه لحقوق الشعب الفلسطيني- عن المجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون على يد الاحتلال الإسرائيلي بقوله، “عمري 80 عامًا، وهذا هو أفظع شيء يحدث أمام عيني. ومع ذلك، فإن حكومة الولايات المتحدة، وجميع الدول التابعة لها في أوروبا تعطي الإسرائيليين تفويضًا مطلقًا للقتل”.
وفي 16 مارس/آذار الماضي، أعلن روجر ووترز، عزمه السير في اتخاذ إجراءات قانونية في مواجهة بلديتي فرانكفورت وميونخ الألمانيتين بعد قرار منعه من إقامة حفلاته بسبب مواقفه وبدعوى “معاداة السامية”.
وأرفق ووترز، عبر حسابه على منصة “إكس” -“تويتر” سابقا- بيانا قال فيه إن محاميه يتخذون الإجراءات القانونية اللازمة لضمان إقامة حفلاته الموسيقية في فرانكفورت وميونخ.
وفي مايو/أيار 2021، وقّع عدد كبير من الموسيقيين والفنانين العالميين كان من بينهم روجر ووترز رسالة مفتوحة دعوا فيها إلى مقاطعة إسرائيل ثقافيا ودعم القضية الفلسطينية.
ونشر المغني البريطاني مقطع فيديو عبر حسابه، للتنديد بأعمال العنف التي ترتكبها إسرائيل في القدس، ووصف عملية إجلاء العائلات الفلسطينية بأنها تشبه “ممارسات الإبادة الجماعية”.
كان ووترز فد زار القدس وبيت لحم تحت حماية الأمم المتحدة في العام 2006، وشاهد بنفسه جدار الفصل العنصري، ومنذ ذلك اليوم قرر الوقوف إلى جانب الفلسطينيين وطالب إسرائيل بهدم الجدار، وامتنع عن إقامة حفلات في تل أبيب.
وفي العام 2011، كتب ووترز مقالا في صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، عبَّر فيه عن دعمه للفلسطينيين ورفضه سياسة الفصل العنصري التي تنتهجها إسرائيل.
وتحدث في مقاله عن سكان غزة كذلك، قائلا إنهم “مسجونون فعليا خلف جدار الحصار الإسرائيلي غير القانوني”، ووصف معاناة الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية وانعدام الأمان.
لم يمرّ موقف ووترز الداعم لفلسطين مرور الكرام، لذلك ألصقت به تهمة “معاداة السامية”، وتعرّض لحملات ممنهجة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه بقي مع ذلك متمسكا بموقفه.