أخبارتقارير و تحقيقاتسلايدرمقالات

نقلاً عن الأهرام..ماهر مقلد يكتب: جنوب إفريقيا..ضمير دولة

نقلاً عن الزميلة الموقرة الغراء جريدة الأهرام

كتب الأستاذ ماهر مقلد مقالا لامس شغاف قلب كل العرب و أحرار العالم المتابعين للعدوان الصهيوني الوحشي على أهلنا زهاء 100 يوم في قطاع غزة خاصة و في كل فلسطين المحتلة عامة من النهر إلى البحر..

و كان عنوان هذا المقال حقيقة شارحاً لمعنى كلمة الضمير الإنساني الحر المتمثل في دولة جنوب إفريقيا التي تبعد عن فلسطين بعد المشرقين، تاركة ملاحظة هامة و إنسانية و وصمة عار على جبين الدول العربية شقائق فلسطين بل و كل بلد عربي قرين لغزة، فبئس القرين..

و اليكم المقال الأروع في بدايات هذا العام الميلادي الجديد..

استمتعوا …

بقلم/ ماهر مقلد

الدعوى التى رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية تتهمها بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بقطاع غزة، خطوة أولى فى الطريق الذى كان مسدودا من قبل، وهى تكشف عن أنها دولة تتمتع بضمير إنسانى ينبض بالحياة والرحمة والاستقامة، بهذه الخطوة فتحت جنوب إفريقيا الباب واسعا أمام كسر الجدار العازل الذى كان يمنع الاقتراب من هذا الملف الخطير.

 

إن هذه الدعوى ـ كما وصفتها السفيرة مشيرة خطاب الأمين العام للمجلس القومى لحقوق الإنسان ـ خطوة قوية مدروسة بعناية، وتم الإعداد جيدا لها من جنوب إفريقيا، وهذا ليس بجديد على هذه الدولة التى عاشت فيها كسفيرة لمصر، وتلتزم كدولة التزاما قويا بحقوق الإنسان خصوصا أنها عانت الفصل العنصرى. محكمة العدل الدولية، اختتمت جلسات الاستماع العلنية بشأن محاكمة إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية فى قطاع غزة، فى سابقة تاريخية فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلي.

 

المحكمة تبدأ مداولاتها، وسيصدر قرارها فى جلسة علنية يعلن موعدها لاحقا خلال الأيام المقبلة كان السؤال لماذا لم تتقدم دولة عربية بالدعوى إلى محكمة العدل الدولية؟ ولماذا لم تفعل الأمر نفسه جامعة الدول العربية؟ فيما يخص الجامعة العربية على لسان الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط قال: إن الجامعة كمنظمة إقليمية ليس لها الحق فى تقديم الدعوى والجامعة تدعم جنوب إفريقيا فى كل خطواتها، أما موضوع عدم تحرك أى دولة عربية فهو يعود إلى الحسابات العربية والضغوط التى تمارسها الولايات المتحدة ومن حسن الطالع أن فعلت ذلك دولة غير عربية حتى يتأكد العالم أن الإبادة للشعب الفلسطينى ليست وهما عربيا، وإنما هو ممارسات سلطة الاحتلال، وأن دولة إفريقية ليس لديها حسابات تتقدم الصفوف للمطالبة بالعدالة ومحاكمة الإجرام

فى نهاية جلسات الاستماع، حاولت إسرائيل كعادتها رمى الاتهامات بعيدا عنها وادعى ممثلها على غير الحقيقة أن مصر هى التى تمنع مرور المساعدات، وهو ادعاء كاذب يجدد تأكيد عدم الاحترام الذى تتمتع به قيادات الاحتلال، فى هذه المحاكمة التاريخية قدم وكيل جنوب إفريقيا، سفيرها لدى هولندا فوسيموزى مادونسيلا، طلبا جاء فيه: تطلب جنوب إفريقيا، كدولة طرف فى اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، من المحكمة، كمسألة ذات أهمية قصوى، وفى انتظار حكم المحكمة فى هذه القضية من حيث الجوهر، أن تشير إلى الإجراءات المؤقتة التالية فيما يتعلق بالشعب الفلسطينى كمجموعة محمية بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية. هذه الإجراءات مرتبطة مباشرة بالحقوق التى تشكل موضوع نزاع جنوب إفريقيا مع إسرائيل. والإجراءات التى طلبتها جنوب إفريقيا من المحكمة، تتضمن وجوب تعليق إسرائيل عملياتها العسكرية فى غزة وضدها على الفور، وضمان عدم اتخاذ أى وحدات عسكرية أو مسلحة غير نظامية قد تكون تحت إدارتها، أو تدعمها أو تؤثر عليها، وكذلك أى منظمات وأشخاص قد يكونون خاضعين لسيطرتها أو إدارتها أو تأثيرها، أى خطوات تتعلق بمواصلة العمليات العسكرية، كما يجب على جنوب إفريقيا وإسرائيل، كل منهما وفقًا لالتزاماتهما بموجب اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، فيما يتعلق بالشعب الفلسطينى، اتخاذ جميع التدابير المعقولة ضمن سلطتهما لمنع الإبادة الجماعية.

 

وأكدت الإجراءات التى طلبتها جنوب إفريقيا من المحكمة، أنه يجب على إسرائيل، الكف عن ذلك، واتخاذ جميع التدابير ضمن سلطتها بما فى ذلك إلغاء الأوامر ذات الصلة، للقيود أو الحظر لمنع: الإخلاء والتهجير القسرى للفلسطينيين من منازلهم، وحرمانهم من الوصول إلى الغذاء والماء الكافي؛ ومن الوصول إلى المساعدات الإنسانية، بما فى ذلك الوصول إلى الوقود والمأوى والملابس والنظافة والصحة؛ المواد الطبية والمساعدات؛ ومنع تدمير حياة الفلسطينيين فى غزة.

 

جنوب إفريقيا قدمت إلى المحكمة ملفا محكما من 84 صفحة، جمعت فيه أدلة على قتل إسرائيل آلاف الفلسطينيين فى قطاع غزة، وخلق ظروف مهيأة لإلحاق التدمير الجسدى بهم، مايُعد جريمة إبادة جماعية ضدهم.

 

القضية ألقت حجرا فى المياه الراكدة وهى بداية صراع قانونى بين الحق والباطل وعلى الدول العربية والشعب الفلسطينى جمع كل ما له صلة بالعدالة ومساندة جنوب إفريقيا ووضع إسرائيل فى المكانة التى تتناسب مع تاريخها وسلوكها عبر التاريخ فى الفصل العنصرى والإبادة الجماعية والاستيطان وارتكاب المجازر الجماعية واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا.

خالد كامل

موقع حرف 24 الإلكتروني الإخباري يهتم بالشأن المصري والعربي يركز على القضايا الاجتماعية ويلتزم المهنية
زر الذهاب إلى الأعلى