اختيار السنوار خليفة للشهيد إسماعيل هنية رسالة بأن المقاومة مستمرة على الأرض و ليس في الغرف المغلقة
يعتبر العالم الإسلامي و العربي الآن يحيى السنوار زعيم حركة حماس في غزة و رئيس المكتب السياسي لها خلفاً للشهيد إسماعيل هنية، بطلا يأتي في مصاف زعمائه التاريخيين عابر البلدان و الحدود مثل صلاح الدين الأيوبي و قطز و نور الدين محمود بن زنكي، و يرفض العالم الإسلامي في ذاكرته أن يجعله بطلاً قومياً يختص بالعرب وحدهم، كأمثال سابقين عليه، لأن السنوات في وجهة نظر كل مسلم الآن هو الرجل الذي أحيا الأمل في نفوس المسلمين و دعمه بالتحركات الفعلية على الأرض عملياً في عقولهم، و استطاع بحنكة منقطعة النظير أن يعيد القضية الفلسطينية إلى السطح من جديد، بل استطاع أن يجمع حولها و لها انتصار الشعوب الأوروبية التي كانت داعمة بشكل لا يقبل النقاش الكيان الصهيوني الغاصب المسمى إسرائيل.
و مجيء يحيى السنوات على رأس حركة حماس خلفا للشهيد إسماعيل هنية، يعكس إصرار المقاومة الفلسطينية الباسلة المسلحة رؤيتها القطعية و الحتمية القرار في المضي قدماً في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الصهيوني الغاصب و أنه لا مجال لأن تضع الحرب أوزارها إلا بعد تنفيذ مطالبها رغماً عن حكومة الاحتلال و رئيسها الدموي الإرهابي نتنياهو و وزير دفاعه المتطرف يوآف جالانت، المطلوبين للعدالة الدولية وفق مذكرة اعتقال صدرت بحقهما من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
و على الرغم من اغتيال الشهيد إسماعيل هنية و محاولة نتنياهو إشاعة الفتن و الوقيعة و إنزال اليأس في قلوب المقاومة الفلسطينية الباسلة و بخاصة حركة حماس و جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، إلا أن الحركة نزلت على رغبة المعطيات الجديدة الواقعية على الأرض و اختارت أن من يمثلها هو أحد الجنود المتواجدين حاملاً سلاحه مثل أي فرد في المقاومة لا من يمثلها برأي سياسي في بلد هنا أو ممثلاً للحركة في أي دولة..
فقد أعلنت حركة حماس، الثلاثاء، تعيين قائدها في قطاع غزة يحيى السنوار رئيساً جديداً لمكتبها السياسي، خلفاً لإسماعيل هنية الذي اغتيل قبل أسبوع في العاصمة الإيرانية طهران.
وقالت الحركة في بيان: “تعلن حركة المقاومة الإسلامية حماس عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للقائد الشهيد إسماعيل هنية”.
ويأتي اختيار السنوار مفاجئاً للبعض نظراً لأن الحركة اعتادت أن يكون رئيس مكتبها السياسي خارج غزة، لما يتطلبه ذلك الدور من السفر وتمثيل الحركة في كثير من المناسبات.
وصرح مسؤول كبير في حماس لوكالة الأنباء الفرنسية، أن تعيين السنوار رئيساً للحركة ينطوي على “رسالة قوية” لدولة الاحتلال المسماة إسرائيل بعد عشرة أشهر من بدء الحرب في قطاع غزة.
وقال المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن هذا الخيار هو “رسالة قوية للاحتلال مفادها أن حماس ماضية في نهج المقاومة”.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن تعيين السنوار “مفاجئ ورسالة لدولة الاحتلال المسماة إسرائيل بأنه حي وأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى”.
وفي أول رد فعل للاحتلال الإسرائيلي، دعا وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس مساء الثلاثاء إلى “تصفية سريعة” ليحيى السنوار، عقب تعيينه رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس.
وكتب كاتس على منصة اكس أن تعيين “السنوار على رأس حماس خلفاً لإسماعيل هنية، هو سبب إضافي لتصفيته سريعاً ومحو هذه المنظمة من الخارطة”.
من جانبه دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السنوار لأن “يقرّر بشأن وقف إطلاق النار في غزة”.
وبعد بضع دقائق من إعلان حماس السنوار رئيساً لها، تبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس إطلاق وابل من الصواريخ من قطاع غزة في اتجاه دولة الكيان الغاصب المسماة إسرائيل.
والسنوار أحد أكثر الرجال المطلوبين لدى إسرائيل. وهددت إسرائيل بـ”اصطياده”، محمّلة إياه المسؤولية عن هجوم عملية طوفان الأقصى المبارك الذي وقع في 7 أكتوبر على جنوب مستوطناته المحتلة إلى حين، والذي قُتل فيه نحو 1200 شخص، فيما أسرت المقاومة أكثر من 200 آخرين.
كما أنه من أعضاء حركة حماس الأوائل، وقد أسهم في تشكيل جهاز أمنها الخاص المعروف اختصاراً بـ (مجد).
في التاسع والعشرين من أكتوبر 2023، أتمّ يحيى إبراهيم السنوار عامه الحادي والستين؛ وقد وُلد في مخيم خان يونس للاجئين بغزة عام 1962.
ومن هذه السنوات الـ61، قضى السنوار في السجون الإسرائيلية 24 عاما هي معظم سنوات شبابه.
وفي الأصل، ينحدر السنوار عن عائلة كانت تعيش في مدينة المجدل عسقلان – قبل إعلان دولة إسرائيل عام 1948.
وترعرع السنوار في مخيم خان يونس الذي ما لبث أن وقع أيضاً تحت الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967.
ويوصف السنوار بأنه الرجل صاحب النفوذ الأكبر في الأراضي الفلسطينية، بحسب مجلة الإيكونوميست البريطانية.