اليوم..ذكرى سقوط بغداد و احتلال العراق ونهاية حكم البطل صدام حسين على يد أمريكا

في ذلك اليوم كنت في أسيوط في ضيافة الأستاذ الدكتور محمد رأفت محمود رئيس جامعة أسيوط و محافظها لاحقاً، و كنت في جناح وزير التعليم العالي في استراحة الجامعة و كان في الغرفة المجاورة الدكتور رشاد عبد اللطيف الحملاوي عميد كلية الخدمة الاجتماعية في جامعة حلوان وقتها..
حتى تابعنا سويا خبر اختفاء الجيش العراقي و سقوط بغداد، مما اضطرني لقطع زيارتي للجامعة و طلب العودة إلى القاهرة لمتابعة عملي عن قرب، و بالفعل ودعت الدكتور رأفت محمود و أوصلتني السيارة و حرس الجامعة حتى محطة قطار أسيوط في صبيحة ذلك اليوم المشئومة أحداثه في 9 إبريل 2003، و قد بكيت حينما رأيت أبناء العلقمي و حسن الصباح و الخوميني يجرون تمثال الشموخ للشهيد البطل صدام حسين، الذي عاش رجلاً و مات بطلا، ثم استأسدت من بعده الثعالب و ظنت أنها أسود..
و سقطت بغداد حاضرة الدنيا، و عربد العدو و ذيوله في أرض الخلافة العباسية مقر الرشيد و المأمون و المعتصم و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اجتمعت 64 دولة ضد العراق، واستقبل أحفاد ابن العلقمي الغزاة بالزهور، وعرف العرب قيمة صدام بعدما تحول القط الإيراني إلى مرتزق تحت أمر أمريكا وروسيا.
ففي مثل هذا اليوم
كان سقوط بغداد ونهاية حكم الرئيس الشهيد صدام حسين.
وكان ذلك في 6 صفر 1424 هجري
الموافق في تاريخ 2003/04/09 م.
وكان خبر سقوط بغداد خبرا صادما، حيث ظهرت فجأة على شاشات التلفزة قوات التحالف الغازية وهي تصول وتجول في شوارع بغداد، والرعاع الهمج يقومون بسرقة القصور ومؤسسات الدولة، ووضع الغزاة العلم الأمريكي على تمثال صدام حسين قبل إسقاطه، وإحتفل الرعاع مع الجنود القادمين لإحتلال بلدهم.
وبهذا تم وضع نقطة النهاية للعراق العظيم الذي كان بوابة حماية شرق الأمة وآخر قلاع الصمود، وآخر من يسعى لوحدة الأمة وإسترداد أمجادها.
وأما أسباب السقوط فهي كثيرة جدا، ومنها:
1) كان العراق بلداً منهكاً نتيجة الحصار الذي فرض عليه بداية من عام 1991م.
2) أن أمريكا وقبل دخول الحرب كانت قد إشترت عدداً من ضباط صدام حسين، وظهرت خيانتهم في معركة المطار البطولية التي كبد فيها الجيش العراقي أمريكا خسائر كبيرة، ولكن هذه المعركة شهدت هروب عدد من الضباط العراقيين إلى الجانب الأمريكي واستقلوا الطائرة التي نقلتهم إلى خارج العراق.
3) أن العراق قد كان وحيداً في مقابل قوات التحالف والتي كانت عبارة عن 64 دولة، منها 49 تشارك علناً سواء بإرسال القوات أو بالتمويل أو بفتح قواعدها وأجوائها لغزو العراق، و كذلك 15 دولة تشارك بشكل سري.
4) قيام إيران بإرسال كتائب إلى داخل العراق لمساندة الغزاة عن طريق ضرب الجيش العراقي من الخلف في الوقت الذي كان الجيش العراقي يقاوم الغزاة من الأمام.
5) مدى الشعبية التي وصل لها صدام حسين في الوطن العربي والتي جاوزت شعبيته في العراق، فكانت سبباً في أن لا حل مع صدام إلا بإزالته.
6) ثقة صدام حسين الزائدة في أنه لن يجرؤ أحد من الجيش على خيانته بسبب القبضة الحديدية التي يمسك بها الحكم، وكذلك بسبب تصديقه لتنبؤات تقول بأنه البطل المحرر المنتظر.
7) أن الجيش العراقي مثل كل الجيوش يحتاج لعملية دائما لقطع غيار من أجل إصلاح المعدات العسكرية، وهذا الأمر لم يكن متوفرا عند الجيش العراقي نتيجة التآمر العالمي والحصار.
8) ضعف القوة الجوية العراقية بسبب الحصار وحظر الطيران في الشمال والجنوب، وتعتبر التغطية الجوية هي إحدى أهم عوامل النصر في الحروب الحديثة
وبكل تأكيد هنالك أسباب كثيرة أخرى، وفي النهاية أتمنى أن يعيد الله للعراق مجده وللأمة عزها.