تقارير و تحقيقاتسلايدرعربي و دوليمقالات

لواء مختار الصياد يكتب ل حرف 24..زيلينسكي يهزم ترامب بالنقاط

 

 

أرى أن الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، الذي حمل عصاه وذهب أمس إلى البيت الأبيض منهكاً باحثاً عن اتفاق يحفظ لوطنه وشعبه كرامتهما الجريحة، قد نال منهم جميعا- رغم ما لاقاه من اللقاء المفجع أمس في البيت الأبيض مع ترامب ونائبه والصحفيين.

 

قد كان زيلنيسكي ندًا لهم، وكان يقاطعهم ولا يتركهم يسترسلون في إهانته على الملأ الدولي.

 

بادلهم رأيًا برأي واستهجانا باستهجان وتهديدا بإعراض حتى أنه سبَّ بصوت خفيض نائب الرئيس بلفظ جارح، وتهكم عليه، وأنه أظهر أبشع ما فيهما من صلف واستعلاء بالقوة أمام العالم كله.

 

حتى الصحفي الذي سخر من هيئته العسكرية، نال منه بالرد عليه بلباقة بأنه سيخلعها بعد الحرب وليس قبلها، وأنه قد يرتدي زيا أثمن مما يرتديه.. والنتيجة أنه قد حشد خلفه أوروبا، فأوروبا ليست فقيرة، وسلاحها وعتادها ذو بأس ومنعة.

 

كان زيلنيسكي رابط الجأش رغم الهجوم المعد له سلفًا، وأعتقد أنه منح من سيأتي بعده إلى البيت الأبيض فنًا جديدًا لمواجهة المواقف الترامبية التي تخالف الأعراف الدبلوماسية، وقد ساعده في ذلك خلفيته الفنية، واعتياده على مواجهة الجمهور قبل رئاسته لأوكرانيا.

 

وأغلب الظن أن ترامب لن يصنع فخا لأحد في البيت الأبيض (علانية)، مثلما فعل مع زيلنيسكي، وقبله مع عاهل الأردن الملك عبدالله بن الحسين، بعدما تصدى له زيلنيسكي، وإبان إستعلائه بالقوة بفظاظة أمام العالم على قدره وعلى قدر وزن دولته ووزن قوتها وقوته.

 

ترامب كرئيس حالي لأقوى دول العالم، وكمنظم سابق لحلقات المصارعة ومبارياتها، وكمطور عقاري قادر على اقتناص الفرص السانحة شاهده الجمهور لأول مرة وهو يخسر نقاطًا بعد نقاط من رئيس جمهورية منهك القوى ومسخن الجراح بعد أن مزق وطنه بسبب حرب لم يسع إليها، بل سعى لها فـلاديمير بوتين.

 

لا يهم أن ينتصر قوي على ضعيف فذلك أمر عادي ومألوف، لكن من غير المألوف أن صفعة واحدة من الضعيف على وجه الفتوة قد تنال من افتنانه بنفسه أمام من يستقوى عليهم، وتجريء غيره على تكرار فعلته.

 

ويؤكد ذلك أن هناك تباينًا في الداخل الأمريكي ذاته بعد تكرار هفوات ترامب المثيرة للجدل، حتى أن الكاتب الأميركي توماس فريدمان قد علق على اللقاء بقوله: إن “الكمين المخطط له بوضوح من قِبل الرئيس دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لم يحدث مثله من قبل في تاريخ الولايات المتحدة”.

 

 

ولا أختلف مع ما قاله زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي، الذي قال ‫إن ترامب يواصل إحراج الولايات المتحدة على الساحة الدولية، والاجتماع مع زيلنسكي كان مروعًا.

 

في نهاية الأمر، أن زيلنيسكي قد ربح نزاله أمس مع ترامب بالنقاط، وفوت عليه إكراهه على الحصول على نصف ثروات بلاده من المعادن النادرة دون حصوله على ضمانات قوية تلزم فلاديمير بوتين على عدم تكرار غزو بلاده إذا ما وقع زيلنيسكي على اتفاق سلام معه برعاية أمريكية.

 

كاتب المقال دكتور مختار الصياد

لواء سابق بوزارة الداخلية المصرية

خالد كامل

موقع حرف 24 الإلكتروني الإخباري يهتم بالشأن المصري والعربي يركز على القضايا الاجتماعية ويلتزم المهنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى