
بقلم/ مروة رضا
لا تتعجب أيها العربي الخانع و المسلم الخاضع، حينما ترى إخوانك في فلسطين كلها عامة و غزة خاصة في تلك الحال التي نسج خيوطها ذلك الصمت العربي الرهيب و الخذلان المعيب و التماسنا النصرة لهم بالدعاء فحسب، و إن كان الدعاء هو سلاح فتاك، لكن الله تعالى لم يأمرنا بالخنوع و اللجوء إلى الدعاء، بل أمرنا بالتجهز و التعاون و التعاضد و دفع الضر عن بعضنا البعض ثم طلب الدعاء و النصرة بعد ذلك، فإننا أمة واحدة كما قال ربنا ذلك.
و لا تتعجب أيضاً حينما ترى كلاب الأرض قد تداعت إلى قصعتها و هي أمة الإسلام لتأكل منها الشاردة و الواردة و الشاذة و الفاذة، ثم تذل رقاب حكامها و تملي عليهم أوامرها ثم تجري عليهم أحكامها و هي التي كانت منذ عقود ترجو رحمة المسلمين و عفوهم و قد تم ذلك معهم و لم نحكم فيهم إلا بما أمر الله تعالى، و ليس أدل على ذلك من شيء أكثر من تعامل كتائب القسام مع الأسرى الصهاينة و شكر الأسرى لهم أمام وسائل التلفزة العالمية على حسن تعاملهم و أخلاقهم و ما ذلك إلا بالقرآن الكريم و سنة النبي الكريم، و لكن لا ريب، فإن ملة الكفر واحدة.
على مر العقود، شهد الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني واقعًا مروعًا من الانتهاكات والوحشية التي تمارس ضدهم، وعمليات إبادة جماعية ممنهجة، مصحوبة بسياسة القمع والترهيب. يتعرض الفلسطينيون للقتل الجماعي، والاعتقال التعسفي، والتشريد القسري، والتجويع والحصار الاقتصادي، والاستيلاء غير القانوني على الأراضي والممتلكات.
فيعاني الشعب الفلسطيني من عمليات القمع والإبادة من الجانب الصهيوني المستمرة يوميا ً لحقوقهم الإنسانية والمدنية. فالكيان الصهيوني يواصل انتهاكاته بشكل يومي في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ احداث طوفان الاقصى بأبشع الوسائل القمعية، حيث يستخدمون العنف والوحشية ضد المدنيين الفلسطينيين.
ومن المثير للدهشة أن هذه الانتهاكات مستمرة بدون أن يواجه الكيان الصهيوني المغتصب أي عقاب دولي قوي. يراقب العالم الجرائم والأعمال الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني دون أدنى محاولة فعالة لوقف هذه الجرائم ومحاسبة الجناة. هذا الصمت الدولي يعزز إنعدام العدالة ويؤدي إلى زيادة وحشية الجرائم ضد المدنيين العُزل.
فعندما نتحدث عن التشابه في تجارب المأساة، فإننا لا نستطيع تجاهل الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون الفلسطينيون وسجناء سجن أبو غريب في العراق. إن هذين الحدثين يظهران تشابهًا مؤلمًا وصادمًا في تعرض البشر للانتهاكات والتعذيب من قبل السلطات القمعية.
في كلا الحالتين، تعرض المدنيون والسجناء لتهديدات بالعنف والقسوة الجسدية والنفسية، يتم اعتقالهم واحتجازهم في ظروف غير إنسانية، ويتعرضون للتعذيب والإذلال بشكل يفقد له الإنسانية من تجريدهم لملابسهم على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ( الأخرس!!).
يمتلئ التاريخ الفلسطيني بأحداث مشهورة تبرز وحشية الكيان الصهيوني وانتهاكاته وعمليات الإبادة الجماعية اليومية التي تمارس بمنتهى الوحشية لحقوق المدنيين الفلسطينيين. منذ بداية الكيان الصهيوني في عام 1948، عانى الشعب الفلسطيني من أعمال العنف الممنهجة والاضطهاد الذي تمارسه قوات الاحتلال الصهيوني بحقهم.
تعد مذبحة دير ياسين في عام 1948 أحد أبرز الأحداث التي تبرز وحشية الكيان الصهيوني. في هذه المجزرة، قتل مئات المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك النساء والأطفال، على يد قوات الهاجانا المدعومة من الكيان الصهيوني بقتل العديد من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم صبرا وشاتيلا في بيروت. كانت هذه المجزرة مروعة ومأساوية، وأثارت انتقادات واسعة واستنكارًا دوليًا .
كما تبرز مجزرة صبرا وشاتيلا في عام 1982 أيضًا الوحشية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين. خلال هذه المجزرة، قامت قوات الاحتلال الصهيوني بقتل العديد من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم صبرا وشاتيلا في بيروت. كانت هذه المجزرة مروعة ومأساوية، وأثارت انتقادات واسعة واستنكارًا دوليًا. هذه الأحداث المشهورة هي مجرد نماذج قليلة من أعمال العنف والاضطهاد التي يواجهها الشعب الفلسطيني يوميًا. إنها تذكرنا بضرورة الوقوف ضد هذه الانتهاكات ونشر الوعي حولها.
إن الانتهاكات التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين لها تأثير كارثي على حياتهم وعلى المجتمع الفلسطيني بشكل عام. فالوحشية والقمع الذي يتعرض له المدنيون الأبرياء يتسبب في خسائر بشرية جسيمة وتدمير شامل للبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة.
وتتعرض العائلات الفلسطينية لمآسي لا يمكن وصفها، حيث يتم طرد السكان بالقوة من منازلهم وتدميرها بالكامل. وليس ذلك فحسب، بل يتم اعتقال المئات من الفلسطينيين الأبرياء بدون محاكمة عادلة أو تهمة واضحة بالإضافة إلى ذلك، يتعرض الشباب الفلسطيني للاعتقال التعسفي والتعذيب النفسي والجسدي.
إن هذه الأعمال القمعية تهدف إلى تكميم صوت الشعب الفلسطيني وتقويض حقوقهم الأساسية، فمن الواضح أن الاحتلال الصهيوني يستخدم القمع كأداة للترهيب والتخويف، بهدف إلغاء حق الفلسطينيين في الحرية والكرامة والعدالة. إنه يسعى لتكبيد الشعب الفلسطيني الألم والمعاناة، وتشتيت جهودهم لتحقيق استقلالهم ونضالهم من أجل تحقيق حقوقهم الوطنية العادلة.
من هنا، يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته المتخاذلة وعدم قدرته على التصدي لهذا القمع وضرورة معاقبة المسؤولين عن المجازر التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني. ينبغي على الدول والمنظمات الدولية الضغط على الاحتلال الصهيوني لوقف انتهاكاته وحالات القمع المستمرة يومياً وتنفيذ القرارات الدولية الدائنة لسلوكه القمعي.