آلاف القتلى هنا و15 فقط هناك.. سر تفاوت الكارثة بين ليبيا واليونان بالعاصفة دانيال!
ربما يتساءل الكثير من الناس عن سر التفاوت العظيم بين آثار كارثة العاصفة دانيال في اليونان بعدما خلفت 15 قتيلا فقط، وبين أثارها في مدينة درنة الليبية بعدما خلفت حتى الآن أكثر من 10 آلاف قتيل وعشرات الآلاف من المفقودين، حيث انشغل العالم بفيضانات كارثية ضربت مناطق في اليونان وتركيا وبلغاريا، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 26 شخصا فقط هنا.
و حذّر المعنيون بالأمر حينها من أن “الإعصار دانيال” الذي زار تلك الدول، سيكمل طريقه إلى ليبيا ومصر.
ليحل يوم الحادي عشر من سبتمبر الجاري، الضيف ثقيلاً على ليبيا ، ويسفر عن آلاف من القتلى خلال ساعات قليلة.
ما الذي حدث؟.. ولماذا كانت ليبيا مركز النكبة؟
تحول الإعصار “دانيال” إلى ما يعرف باسم “ميديكاين”، أو الإعصار الشبيه بالمدار الذي يتشكل أحيانًا فوق البحر الأبيض المتوسط.
وأصبحت العاصفة أقوى بعدما تركت اليونان ووصلت ليبيا لأنها استمدت طاقتها من المياه الدافئة بشكل غير طبيعي، قبل أن تنجرف نحو الجنوب وتتسبب في سقوط أمطار غزيرة على شمال شرق البلاد، حيث غمرت الأمطار المتدفقة على التضاريس الجبلية السدود.
وتتميز Medicanes، وهي اختصار لأعاصير البحر الأبيض المتوسط، بسحب تلتف حول عين خالية من السحب تشبه الأعاصير المدارية، ولكنها عادة ما تكون أصغر حجما، ولها رياح أضعف ولا تدوم طويلاً، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”.
وبعد أن فقدت العاصفة الكثير من طاقتها فوق الأراضي القاحلة في ليبيا، تراجعت شدة هطول الأمطار أثناء تحركها إلى شمال مصر، حيث كانت رياحها المتبقية تثير عاصفة ترابية.
كما يبدو أن مدينة درنة الشرقية ستبقى الأكثر تضرراً من الفيضانات، حيث أظهرت الصور ومقاطع الفيديو المنازل والحقول المغمورة بالمياه.
وتقع المدينة في نهاية الوادي المعروف باسم وادي درنة، وهو من أنواع الأودية الجافة إلا في موسم الأمطار، ولهذا حينما اجتاحت سيول المياه السدود جرفت مباني بأكملها إلى البحر.
كذلك تتميز المدينة الساحلية، التي يقدر عدد سكانها بـ 90 ألف نسمة، بموقعها المنخفض، ما يجعلها أكثر عرضة للفيضانات، فالتربة الجافة والمتشققة بعد صيف طويل حار ليست مجهزة لامتصاص مثل هذه الكميات الكبيرة من الماء.
ووفقا لوسائل الإعلام المحلية، تم بناء كلا السدين في السبعينات لمنع الفيضانات، حينها كان القلب مصنوعا من الطين والجوانب مصنوعة من الحجارة والصخور.
يشار إلى أن الداخلية الليبية قالت إن قوات الجيش أخلت مدينة درنة من جميع سكانها والصحفيين بشكل مؤقت بهدف تسهيل عمليات الإنقاذ فيها.
وبحسب الناطق باسم وزارة الداخلية بالحكومة الليبية المكلفة طارق الخراز، فإن الجيش أخلى درنة لإفساح المجال لفرق الإنقاذ المحلية والدولية للعمل وانتشال ضحايا إعصار دانيال.
في هذا الإطار، قال مستشار رئيس البرلمان الليبي للعربية إن أعداد النازحين في درنة تجاوزت 30,000، بينما بلغ عدد الضحايا أكثر من سبعة آلاف قتيل في درنة فقط وسط بلاغات عن أكثر من 9 آلاف مفقود.