انطلاق النسخة الثانية من أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة بحضور السفير حسام زكي
كتب: خالد كامل
انطلقت اليوم الثلاثاء فعاليات “أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة” في نسخته الثانية، والتي ينظمها المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة تحت رعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.
ويشارك في الجلسة الافتتاحية لهذه النسخة وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، وممثل الجامعة العربية السفير حسام زكي الأمين العام المساعد. والأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط السفير ناصر كامل، ورئيس مجلس أمناء المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وممثل دولة الكويت المهندس أحمد الدوسري.
وتنعقد الفعالية التي تستمر ثلاثة أيام، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين للمركز وهم جامعة الدول العربية، والاتحاد من أجل المتوسط UfM، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة IRENA، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية الاجتماعية لغربي آسيا.
ويعد هذا الحدث الإقليمي فرصة مهمة لمناقشة أهم التحديات المتعلقة بالانتقال الطاقي في المنطقة، إذ سيتناول موضوعات حيوية مثل إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة والنظيفة، والربط الكهربائي والهيدروجين النقي، إضافة إلى تسهيل الوصول للتمويل الأخضر تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وسيركز “أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة” على الحلول المبتكرة وجهود التعاون المشترك لتعزيز ممارسات الطاقة المستدامة بكافة أنحاء المنطقة العربية.
ويشكل أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة هذه السنة فرصة لافتة لاستضافة النسخة الرابعة من “منتدى أعمال الطاقة والمناخ” الذي ينظمه الاتحاد من أجل المتوسط، يوم الثاني من شهر أكتوبر المقبل، حيث يهدف إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص في استراتيجيات التحول بمجال الطاقة والمناخ، مع عرض المبادرات الإقليمية في ميدان الطاقة المستدامة.
وسيكون “أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة” على موعد مع أكثر من 30 جلسة حوارية يشارك فيها 150 متحدثاً من صناع القرار، وواضعي السياسات، ومخططي الطاقة، ومديري الموارد، ومشغلي الشبكات، والصناعيين والمستثمرين، والخبراء.
وتوفر هذه الجلسات منصة مثالية لتبادل الأفكار والرؤى حول أفضل السبل لتحقيق التحول الطاقي المستدام في مصر والمنطقة العربية ككل.
جدير بالذكر أن المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (RCREEE) هو منظمة إقليمية مستقلة غير ربحية تأسست عام 2008 بالقاهرة، من أجل تعزيز وتنمية استخدام الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة في المنطقة العربية.
[
قال الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، السفير ناصر كامل، إن “أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة” هو حدث يمثل خطوة حاسمة في مساعينا المشتركة نحو مستقبل مستدام.
وأضاف، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لأسبوع القاهرة للطاقة المستدامة اليوم الثلاثاء ، أنه على مدار الأيام الثلاثة المقبلة، نجتمع معًا في لحظة محورية في سعينا الجماعي نحو التحول والاستدامة في مجال الطاقة.
ونبه إلى أن منطقة البحر الأبيض المتوسط، بإمكاناتها الهائلة، في طليعة هذا التحول، حيث تظهر تقدمًا في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح واسعة النطاق، وتقنيات احتجاز الكربون، ومبادرات الهيدروجين الأخضر, كما يعكس هذا الزخم التزامنا المشترك بالابتكار والتعاون.
وتابع أن مؤتمر الطاقة والبيئة العالمي ليس مجرد مؤتمر، بل هو منصة ديناميكية للحوار والعمل، مما يؤكد الاهتمام العالمي والتفاني في معالجة تحديات وفرص الطاقة المستدامة، منوهاً إلى أن أبرز ما يميز حدث هذا العام هو دمج منتدى الطاقة والمناخ الرابع للاتحاد من أجل المتوسط، والذي سيعقد غدًا.
ولفت السفير ناصر كامل إلى أن هذا المنتدى يجلب منظور القطاع الخاص، مما يضيف عمقًا إلى مناقشاتنا ويمكّننا من تحويل الحوار إلى عمل، كما سينصب التركيز على عرض الجهود الإقليمية في التحول إلى الطاقة المستدامة، وتعزيز حلول التمويل المبتكرة، وتعزيز التعاون بين المؤسسات المالية الدولية والسلطات المحلية ورجال الأعمال.
ونبه إلى أن التطرف في الاحوال الجوي في منطقتنا بمثابة تذكير صارخ بالحاجة الملحة إلى العمل، مشيراً إلى أن كل من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وخبراء البحر الأبيض المتوسط بشأن تغير المناخ والبيئة قد أكدا على التحديات الشديدة التي نواجهها، مثل ارتفاع درجات الحرارة، وندرة المياه، وفقدان التنوع البيولوجي.
وقال الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط إن هذه التحديات تقدم أيضًا فرصة لمنطقتنا لتكون رائدة في دفع التغيير الإيجابي.
وشدد على أن الاتحاد من أجل المتوسط يلعب دوراً محورياً في هذا الجهد، مضيفاً أن “تفويضنا، الذي ينبع من الإعلانات الوزارية للاتحاد من أجل المتوسط بشأن الطاقة والبيئة والعمل المناخي، يعكس التزامنا المشترك بمعالجة هذه القضايا الملحة من خلال الابتكار والتعاون”.
وأكد أنه ومع تطلعنا إلى المستقبل، يجب أن تركز جهودنا على ثلاثة مجالات رئيسية، وهي تسريع التحول في مجال الطاقة، و تعزيز التعاون الإقليمي والدولي و دعم التنمية الشاملة.
وفيما يتعلق بتسريع التحول في مجال الطاقة، نوه بالنتائج الأخيرة التي اسفر عنها مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في دبي بما تعد اتجاهاً واضحاً لمنطقتنا، مؤكداً ضرورة تسريع جهود إزالة الكربون ومعالجة تحديات التمويل التي يتطلبها العمل المناخي، كما يمكن للبحر الأبيض المتوسط أن يقود الطريق من خلال تبني حلول التمويل الأخضر وريادة نماذج الاستثمار الجديدة التي تغذي النمو المستدام.
وحول تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، قال إن دور الاتحاد من أجل المتوسط بالغ الأهمية في تعزيز الحوار بين الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والمؤسسات المالية والمجتمع المدني، مؤكداً أنه لتحقيق التنمية المستدامة، يجب علينا تعميق التعاون – وخاصة في تشجيع مشاركة القطاع الخاص في مبادرات التخفيف والتكيف.
وعن دعم التنمية الشاملة، أكد الأمين العام ضرورة أن يكون التحول الناجح في مجال الطاقة شاملاً، مما يضمن استفادة جميع المجتمعات، مضيفاً أن الاستثمار في التعليم وتنمية المهارات ــ وخاصة في إعادة تأهيل وتدريب المهارات ــ أمر ضروري لخلق فرص للشباب والنساء في الاقتصاد الأخضر.
وشدد ناصر كامل ، في كلمته، على
إن الاتحاد من أجل المتوسط ملتزم بتعزيز أجندة البحر الأبيض المتوسط في مجال الطاقة والعمل المناخي، كما يدعم المشاريع والمبادرات التي تتماشى مع أولوياتنا، مما يساعد في بناء منطقة أكثر مرونة واستدامة.
وتابع أن أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة يجسد هذه الرؤية المشتركة إذ إنه منتدى يتم فيه تبادل الأفكار وتطوير الحلول وإقامة الشراكات.
وأضاف أن منتدى الطاقة والمناخ الرابع للاتحاد من أجل المتوسط للأعمال، الذي يعقد في هذا الإطار، يشكل عنصرا أساسيا في جهودنا الجماعية، كما سيعرض مبادرات الطاقة المستدامة المحلية، ويعزز التمويل المبتكر، ويؤكد على الدور الذي لا غنى عنه للقطاع الخاص في دفع عجلة الاستدامة.
وأشار إلى أنه مع التركيز القوي على كفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة، والعمل المناخي، فإنه يوفر مساحة حاسمة للتعاون الإقليمي والنتائج الملموسة.
وذكر الأمين العام :” أن العمل الذي نقوم به هنا سوف يتردد صداه عقب هذه الأيام الثلاثة إن المناقشات التي نجريها، والشراكات التي نبنيها، والابتكارات التي نبتكرها سوف تضع الأساس للعمل الدائم والالتزامات المستقبلية” مختتماً بالتأكيد على أن لدينا القدرة على تحويل البحر الأبيض المتوسط إلى رائد عالمي في مجال الطاقة المستدامة وأن علينا اغتنام هذه الفرصة بعزم ووحدة.