بقلم محمد الليثي
يتهمني بعض أصدقائي من مشجعي النادي الأهلي، في انتمائي لهذا النادي الذي عشقته منذ الصغر، حال انتقدت شيئا لم يعجبني، ولا أخفيك سرا إني قد أضطر لأبرر رفضي لبعض المختلفين معي حول بعض السلوكيات التي لم تعجبني من بعض اللاعبين أو مجلس الإدارة وكأني خرجت عن الملة، حتى أن البعض يطلق علي”العميل المزدوج”.
وبالطبع يحدث هذا أيضا مع نادي الزمالك الذي أصبحت أحد أعضاء جمعيته العمومية، بسبب قربه من منزلي، وسعره المناسب لمدخولات أغلب الصحفيين، حتى أن بعض الزملكاوية قال لي مرة في النادي حينما اختلفت معه، إنه لو مكان رئيس النادي لألغى عضويتي فورا، لمجرد انتقادي لسلوك أحد اللاعبين.
هذا ماحدث وسيحدث في كل مرة، تنتقد فيها أحد قام بفعل مشين لا يعبر عن أخلاق الرياضة وآداب المجتمع الذي نعيش فيه، من احترام القيم والسلوكيات التي ندين كمسلمين أو حتى لإخواننا المسيحيين.
ولعل أغلبنا رأى ما فعله لاعب النادي الأهلي حسين الشحات تجاه لاعب بيراميدز اللاعب محمد الشيبي، بعد الهزيمة بثلاثة أهداف نظيفة، والمشهد المؤلم الذي اجترأ فيه الشحات على زميله في الفريق المنافس وصفعه على وجهه بطريقة تظهر بلطجة الشحات وعدم التزامه بأي شرع أو أو دين أو خلق، لمجرد أنه لم يرض بالهزيمة رغم أنه كان سبب من أسبابها الرئيسية، ليقوم بصفع منافسه بهذه الأخلاق النتنة التي تكشف عن وقاحته.
فالشحات الذي صفع منافسه على وجهه أمام الكاميرات بهذا المنظر، وهذه الجرأة، أتصور أنه لو تمكن من رجل بسيط اختلف معه فربما أطلق عليه النار، فما بالك بأخلاقه هذه لو تمكن من فتاة جمعته الظروف واختلى بها نتيجة أي ظروف.. أظن أن أخلاقه هذه التي ظهر بها أمام الكاميرات ربما تجرم في حق أي رجل بسيط أو فتاة بعيدا عن الكاميرات.
فهذا النموذج من البشر الذي يشبهون الشحات في أخلاقهم السيئة لا يرقبون في مؤمن ولا مؤمنة إلا ولا ذمة، فالذي يتجرأ على صفع إنسان بهذه الوقاحة لا يؤتمن على عرض أو مال أو شرف.
وبالرغم من أن الأهلي أعلن عن عقوبة مالية تجاه الشحات، كما أعلنت رابطة الأندية عن عقوبة مضحكة وهي الاكتفاء بإيقاف مباراتين وعشرين ألف جنيه، إلا أن التساؤل الذي يثر اهتمامي مع هذه العقوبة المضحكة، ماذا لو قام الشحات بضرب رئيس اتحاد الكرة أو رئيس النادي الأهلي الكابتن محمود الخطيب على وجهه، فهل سيكتفي بعشرين ألف جنيه غرامة ثمن عزومة للشحات مع صديقته في إحدى المطاعم، أم سيكون له موقف أخر، وهل إهانة رجل أمام الكاميرات وصفعه على وجهه بهذا القبح يستحق عشرين ألف جنيه فقط،ـ أم أنه كان يجب أن يحرم معه اللاعب من المشاركة واستبعاده بشكل نهائي، حتى يكون عبرة لغيره، وحتى يثبت الأهلي أنه نادي المبادئ التي يتكلم عنها.
هل يصح أن يكتف نادي المبادئ بغرامة مالية للاعب أساء إلى تاريخ الأهلي ولكل زملائه، حين أظهر بلطجته ورفضه للهزيمة، وصفعه لمنافسه، ومنذ متى رأينا هذا الغدر الذي ظهر به لاعب في النادي الأهلي الذي ذهب لمنافسه وكأن لم يكن شيئا ثم غدر به وباغته بصفعه في وقاحة وإجرام، وهل هذا ما نربي عليه أبناءنا في النادي حينما يتلقى الهزيمة بأنه بدلا من أن يعترف بتقصيره ويبارك لمنافسه يذهب إليه ويغدر به؟.
قد نرى بعض الملاسنات والاشتباكات في كثير من المباريات في كل شبر بالعالم، ولكن ما لاحظته من هذا الشحات هو الغدر وصفع الرجال بأخلاق اللئام، والأكثر قسوة هو هذه العقوبة المضحكة التي وإن حاول بها أصحابها إبراء ذمتهم ولكنهم لن ينجحوا في ستر عوراتهم.