حرب غزة تفجر أزمة داخل حزب العمال البريطاني بسبب موقف زعيمه كير ستارمر
يواجه حزب العمال البريطاني المعارض أزمة داخلية بسبب حرب غزة، ففيما يؤيد أكثر من 100 نائب عمالي، أي نصف نواب الحزب في مجلس العموم، وقف الهجمات الإسرائيلية على غزة، وإنهاء الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون، لا يقبل زعيم الحزب كير ستارمر “إجبار اسرائيل” على وقف هجومها وحربها على القطاع المحاصر.
وتصاعدت الأزمة، بحيث باتت تهدد بانقسام الحزب الذي يقود المعارضة، حيث امتد التمرد على ستارمر من القاعدة الشعبية وصولاً إلى الصف الأول من القيادات ووزراء حكومة الظل، مروراً بأعضاء مجالس البلديات والموظفين على امتداد دول المملكة المتحدة، والذين تقدم كثير منهم باستقالاتهم منذ تفجر الحرب قبل نحو 3 أسابيع.
ويقول مراقبون إن ستارمر يعيش بين خيارين أحلاهما مر، فإن طالب بوقف الحرب انقلب عليه أصدقاء إسرائيل في الشارع وأروقة السياسة، بالإضافة إلى تجدد الاتهامات للحزب بـ”معاداة السامية”، أما إذا استمر بتجاهل الأصوات المؤيدة لوقف القتال، فإنه يغامر بخسارة أصوات المسلمين ومؤيدي فلسطين في الانتخابات العامة المقبلة.
مخالفة مبادئ العمال
ثمة مطلب واحد ينادي به جميع المعارضين للحرب على قطاع غزة بين صفوف العمال، وهو وقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء حالة “الإبادة الجماعية” التي تمارسها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين في القطاع.
هذا المطلب تفجر بعد مقابلة أجراها زعيم العمال كير ستارمر مع إذاعة “LBC”، في الثاني عشر من أكتوبر الجاري، قال فيها إنه يؤيد قطع إسرائيل للماء والكهرباء والغذاء عن الفلسطينيين في إطار حربها على حركة “حماس” في غزة، وهو ما اعتبره كثيرون في الحزب مخالفاً لمبادئ “العمال” وقيمه وحقوق الإنسان.
الاحتجاج على تصريحات ستارمر تجسد على الفور في استقالة 3 من أعضاء مجالس البلديات في مدن بريطانية مختلفة، ومع مرور الوقت ارتفع هذا العدد إلى أكثر من 23 شخصاً، 9 منهم أعضاء في بلدية أكسفورد وحدها، وأدت استقالتهم إلى خسارة حزب العمال لأكثريته في المجلس لصالح حزب المحافظين الحاكم.
الاستقالات لم تكن وسيلة الاعتراض الوحيدة على تصريح زعيم الحزب، فقد تسلم ستارمر رسالة من 1500 شخصية ثقافية وعلمية وفنية ودينية تطالبه فيها بتوضيح موقفه، وإعادة النظر في تصريحاته، ثم رسالة من 150 عضو بلدية مسلم، تطالبه بالضغط من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على قطاع غزة.