قصيدة جديدة يطرحها رئيس تحرير موقع حرف 24 خالد كامل بعنوان (دع القصائد)
قصيدة جديدة يطرحها الكاتب الصحفي خالد كامل بعنوان (دع القصائد)، يرثي فيها أحوال الأمتين العربية و الإسلامية..
فإلى نص القصيدة:
………………………
دعْ القصائدَ لا فعلٌ و لا كَلِمُ
وكذا العروبةُ لا أرضٌ و لا عَلَمُ
دع القصائدَ قد خابتْ مَآَمِلُنَا
مُذْ مات عمرٌ و مات العدلُ والكرمُ
دع القصائد و اذْهَبْ مثلما ذهبوا
فالقلبُ مكلومٌ لا يُشْفَىَ بهِ الألمُ
دع القصائد قد جَفَّتْ مدامعُنا
فالظلمُ قاضٍ و ذا المظلومُ مُتَّهَمُ
ما عاد فينا دَمٌ يبقى لِنُهْدِرَهُ
إنْ يصبحِ الشعرُ كُتْبَاً فالمِدَادُ دَمُ
مِنْ بعدِ ما كان بيتُ الشعرِ يجمعُنَا
بِتْنَا بِقَرْعِ طبولِ العُهْرِ نعتصمُ
دع القصائد لا خيلٌ لتحمِلَنَا
لا السيفُ لا الرمحُ لا القرطاسُ لا القلَمُ
يا أمةً قد هوى عُرْجونُ فُرْقَتِنَا
فيها و أَغْرَبُ منها كيف تبتسمُ؟!
يا أمةً بَلَغَتْ مِنَّا هزائمُنا
و كيف يَفرَحُ مغلوبٌ و مُنهَزِمُ؟!
يا أمةً قامتْ بالعدلِ فانتَصَرَتْ
أعرافُنا باتتْ للجهلِ تَحتكِمُ
الداءُ مِنَّا و فينا ألفُ مِقْصَلَةٌ
أَيُنْقِذ ُالشعرُ مَنْ ماتوا و ما هَدمُوا؟!
كلُ الجراحِ بِنَا ما عادَ يُنقذُنا
طِبٌّ و لا خَفَفَتْ أوجاعَنا القِممُ
قد عاد يرعى بِنا ذِئبٌ و نَحْرُسُهُ
قُلْ لي بِرَبِكَ ما تفعلُ الغَنَمُ؟!
لن يبلغَ المجدَ مهزومٌ و مُنْخَذِلُ
لا يمكنِ الجَرْيُ لِمَنْ كُسِرتْ لهُ قَدَمُ
قد قال ربي بحبلِ الله فاعتَصِمُوا
هَذِيِ دِمَانا أراقوها و ما اعتَصَمُوا
لن نرفعَ الرأسَ بعد الآنِ يا وطني
حتى يُرفْرِفَ في القدسِ لنا عَلَمُ
حتى يعانقَ نهرُ النيلِ دِجْلَتَنا
و يَحضُنَ التينُ والزيتونُ نَخْلَهُمُ
يا شامُ يا ثَلْمَةً قُدَّتْ بِمِئْزَرَتِيِ
يا صرخةَ الآهِ إذْ لا ينفعُ الندمُ
يا ضحكةَ الطفلِ يا قمحَ سُنبلةٍ
يا سلةَ الوردِ تُهْدَىَ حينَ نختَصِمُ
هذي قصائدُنا فانشُدْ بها عملاً
في كلِ باديةٍ غَرَّهَا الحُلُمُ
هذي قصائدُنا للمجدِ ذاكرةٌ
تبني لنا عزا بالجِدِ يلتزمُ
هذي سواعدُنا للذلِ قاهرةٌ
في كلِ صائلةٍ للآلِ تنتقمُ
هذي مصائرُنا فاجعلْ بها بطلاً
في كل عائلةٍ عَمَّهَا الألمُ
هذي القصائدُ تَنْظِمُ نعيَ أُمَتِنَا
ما أسوأَ الشعرَ لو تُرْثَىَ بهِ الأُمَمُ