ملحمة جديدة في كمين القسام في خان يونس ضد قوات الاحتلال.. تفاصيل مرعبة
الدبابات تطير في الهواء بعد تفجيرها..

تفرغت دولة الكيان الغاصب المسماة إسرائيل من جديد من أجل إبادة الفلسطينيين في غزة في شتى مناحي القطاع، و من أجل إتمام محاولات التهجير القسري لهم خارج أرضهم.
فبعد أن أوسعتها إيران ألما شديداً لا ينساه التاريخ و لا الجغرافيا، تمارس ضد قطاع غزة و أهله أشد أنواع الحرب الغادرة، من تجويع و تعطيش و قتل و تشريد طال جميع الفئات العمرية من الغزاويين، و لم يفرق بين طفل و مسن و امرأة و رجل، حتى وصلت أعداد القتلى إلى ما يقارب 100 ألف و غالبيتهم من الأطفال، و أما الجرحى فحدث و لا حرج..
لكن هل تركت المقاومة الفلسطينية الباسلة أرضها هملا و دون دفاع بل تضحية بالمال و النفس و الدماء الزكية؟!!
و هذا الذي رآه العالم كله يحدث حينما سقطت صواريخ إيران تنهال على تل أبيب و حيفا و بئر السبع و غيرها من الأراضي المحتلة التي تحوي المستوطنين اليهود الصهاينة، فهرعوا فزعا و هلعا و هروباً جماعياً، لم يسجل مثله التاريخ من قبل، لأن هذا الهروب كان من أجل الفرار البقاء حيا، ليس في أرض مجاورة بل إلى حيث بلادهم التي أتوا منها لاحتلال فلسطين، فكانت العودة إلى بلادهم هي الحل، لا التضحية من أجل فلسطين المحتلة، لأنها ليست أرضهم..
و المقاومة الفلسطينية أبدعت من جديد في نصب الكمائن و صب جام غضبها على قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، في خان يونس..
و كانت العملية اليوم، وبينما كانت قوات الاحتلال تستعد لتوغّلٍ جديد شرق خان يونس، سقطت كتيبةٌ كاملة في كمينٍ محكم، لا يخطئه التاريخ.
المقاومة لم تنتظر، ولم تتراجع، بل نصبت كمينًا مركّبًا من 3 مراحل لا يُنفّذه إلا من تمرّس في الميدان، واكتسب دهاء الأرض وخبرة الدم، فيه كلما جاءت قوات إنقاذ وقعت في كمين .
فور دخول القوة نطاق النار، دوّت الانفجارات من تحت الأرض، حيث زُرعت العبوات بإتقان، فارتفعت الآليات في الهواء، وتحطّمت معها أحلام الاحتلال فوق تراب خان يونس.
ثلاث آليات نارية تحوّلت إلى كتل من الحديد المشتعل، وجثث الجنود تهاوت في كل اتجاه.
العملية أسفرت عن مقتل 8 جنود على الأقل، وإصابة أكثر من عشرة آخرين، وعشرات تحت الأنقاض.
الاستجابة الجوية كانت مرتبكة، والمروحيات وصلت تهرع لإخلاء ما تبقّى من الأشلاء وسط تكتمٍ إعلاميّ.
لكن المفاجآت لم تنتهِ.
تحرّكت قوة إسناد لإنقاذ المصابين، فوجدت نفسها في كمينٍ ثانٍ، استدرجتها المقاومة بهدوء إلى مصيدةٍ مزدوجة.
فتح الرجال نيرانهم من نقطة الصفر، بالبنادق والقذائف، فتساقط مزيدٌ من الجنود بين قتيلٍ وجريح، في مشهدٍ شلّ القيادة.
هذا الكمين لم يكن مجرد ضربة ناجحة، بل رسالة تقول: المقاومة تعرف الأرض شبراً شبراً، وتفكّر كأنها جهاز استخبارات حي، في مواجهة عدو يملك كل أدوات الحرب، لكنه يفتقد للروح والثقة.
من تحت الأنقاض، ومن بين الركام، يكتب الرجال ملاحم تُدرّس في كليات الحرب، ويثبتون أن العقيدة إذا التقت بالتخطيط، كانت النتيجة: عدوّ مذعور، وجيش مهزوز.