في ذكرى موته..هل قتل هارون الرشيد الإمام موسى الكاظم؟! تعرف على الحقيقة بالتفصيل و الأدلة
حدث في مثل هذا اليوم منذ ألف عام وفاة الإمام موسى الكاظم.
و الشيعة عليهم من الله ما يستحقون يدعون زوراً و بهتانا أن هارون الرشيد قتل موسى الكاظم، و هذا لعمر الله تعالى غير صحيح إطلاقا و هو تاريخ مكذوب، فاقرأوا الحقيقة و من بعض كتبهم أيضاً..
فإن الرضا بن موسى الكاظم أوصى بدفنه بجانب الرشيد، وحصل بينهم مصاهرة، فلا تتركوا الفرس يكتبوا تاريخنا و يشوهوه
تمر علينا ذكرى وفاة موسى الكاظم العلوي، وتعتبر وفاة هذه الشخصية العظيمة إحدى الحوادث التي يستغلها الفرس و عبيدهم في سبيل تشويه تاريخنا وبث السموم فيه، حيث يتهمون ابن عمه الخليفة العباسي هارون الرشيد الذي كان يحج عاما و يغزو عاما، بقتله بالسم، و هذه عاداتهم في الكذب و التدليس ضد كل من هو ليس منهم، و إنما يستغلون آل البيت لمآربهم السياسية و لا يحبونهم بل يستخدمونهم فقط، و إلا لكان كل أبناء علي بن أبي طالب رضي الله عنه مقدمون عندهم كما عندنا نحن أهل السنة، و ليس الحسين فقط، الذي تزوج ابنة آخر ملوكهم كسرى يزدجرد.
و للعلم، فلو مات الكاظم في زمن الخليفة العباسي الهادي مثلاً، لقالوا إن الهادي قتله ولو مات الكاظم زمن الخليفة العباسي الأمين لقالوا إن الأمين قتله، و هكذا، فبالنسبة لهم كل إمام يموت يسجلوه في تاريخهم الباطل كمقتول على يد الخليفة الذي مات في عهده، وهذا في إطار سياسة قديمة متاجرة بآل البيت وآل البيت منهم براء.
–
وحتى قبورهم، فقد بناها الخلفاء العباسيون من منطلق إكرامهم و تأكيداً لهويتهم و صلة القربى بينهم احتراماً لأبناء عمومتهم..
ولعل ما يلي مما سرده أحد المؤرخين المعاصرين و هو تامر الزغاري كفيل بالرد على افتراء قتل الرشيد لموسى الكاظم::
–
–
وصية ابن الكاظم بأن يدفن بجانب هارون الرشيد ..
إذا كان هارون الرشيد قد قتل موسى الكاظم، فكيف يوصي علي الرضا ابن موسى الكاظم بأن يدفن بجانب هارون الرشيد قاتل أبيه على حسب ادعائهم؟!!!
بل إن هذا ما ذكره ابن الأثير، وكذلك وردت هذه الوصية في كتب الشيعة، فقد ورد في كتاب بحار الأنوار، ل المجلسي:
“و في الخرائج روي عن الحسن بن عباد و كان كاتب الرضا”ع” قال:
دخلت عليه و قد عزم المأمون بالمسير إلى بغداد، فقال يا ابن عباس ما ندخل العراق و لا نراه، فبكيت و قلت فآيستني أن آتي أهلي و ولدي قال “ع” أما أنت فستدخلها و إنما عنيت نفسي، فاعتل و توفي في قرية من قرى طوس، و كان قد تقدم في وصيته أن يحفر قبره مما يلي الحائط بينه و بين قبر هارون ثلاثة أذرع”.
فلا يوصى الرجل ان يُدفن بجوار رجل ميت، إلا وكان هذا الميت من الصالحين الأتقياء .. وهذا ما فعله علي الرضا ابن موسى الكاظم.
–
–
اعتراف موسى الكاظم بالخلافة العباسية
–
–
كان الكاظم يعترف بالخلافة العباسية، فقد أرسل رسالة إلى خيزران أم الخليفة العباسي هارون الرشيد يقول فيها:
“بسم الله الرحمن الرحيم، للخيزران أم أمير المؤمنين من موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين أما بعد، أصلحك الله، وأمتع بك، وأكرمك، وحفظك، وأتم النعمة والعافية في الدنيا والآخرة لك برحمته.”
–
–
أحد أبناء الكاظم اسمه هارون
–
–
فقد سمى موسى الكاظم أحد أبنائه باسم “هارون” نسبة للخليفة العباسي هارون الرشيد، و هذا دليل على طبيعة العلاقة و المحبة، فلو كان هنالك عداوة و بغضاء لكان من الطبيعي أن يتجنب هذا الاسم..
–
–
ظروف وفاة الكاظم
–
–
يدعي المتاجرون بآل البيت، أن هارون الرشيد سجن موسى الكاظم، وهذا افتراء، حيث أجمعت المصادر على أن هارون الرشيد أمر بأن يقيم موسى الكاظم في بيت قائد الشرطة سندي بن شاهك، وبالتأكيد منزل قائد الشرطة سيكون من أفضل المنازل، وأما السبب فقد كان لأن هارون الرشيد ينوي أن يجري تغييرات كبيرة في الدولة و أهمها ترتيباته بعد نكبة البرامكة، فقد حدد حركة كبار العلويين وحتى العباسيين ومنهم أخوه إبراهيم المبارك و ابن عمه عبد الملك بن صالح العباسي.
و أثناء إقامة الكاظم في بيت سندي بن شاهك مات حتف أنفه، فذكر اليعقوبي في تاريخه، أن هارون الرشيد أمر بجمع شيوخ الطالبيين و العلويين و موسى الكاظم مسجى فقال لهم: هذا موسى بن جعفر قد مات حتف أنفه، و ما كان بيني و بينه ما أستغفر الله منه، فانظروا إليه، فنظروا إلى جثمانه من دون أن يجدوا فيه أثر جرح أو خنق.
–
–
المصاهرة بين أسرة الرشيد و الكاظم
–
–
فقد زوج الخليفة العباسي عبد الله المأمون ابن هارون الرشيد ابنته أم حبيب لعلي الرضا بن موسى الكاظم، و ابنته الأخرى أم الفضل لمحمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم، فإذا كان هارون الرشيد قد قتل موسى الكاظم، كما يدعي الفرس، فكيف يتزوج علي الرضا ابن موسى الكاظم من ابنة المأمون ابن قاتل ابيه ؟!
و إذا كان الآباء حقا قد قتل أحدهما الآخر، فهل يمكن أن يتصاهر أو يتناسب أبناؤهم فيما بينهم بنسب و مصاهرة؟!
–
–
كرم العباسيين
–
–
بعد وفاة موسى الكاظم أمر هارون الرشيد بإعطاء علي الرضا ابن موسى الكاظم في كل سنة ثلاثمائة ألف درهم، و أما المأمون فقال لمحمد بن علي بن موسى: لأزيدنك على مرتبة أبيك و جدّك، فأجرى له ذلك و وصله بألف ألف درهم.
فهل هذا الفعل و هذا الكرم و هذا البذل و السخاء يكون بين الأحباب أم بين الأعداء ؟!
–
–
عناية الخلفاء العباسيين بقبر الكاظم
–
–
اهتم الخلفاء العباسيون بقبر موسى الكاظم، حيث دفنوه بجانب الأمير العباسي جعفر بن أبي جعفر المنصور، و استمر الخلفاء اللاحقون بالعناية بالقبر و الأمثلة كثيرة..
و منها أيضاً صندوق ضريح موسى الكاظم الذي صُنع عام 624 هجرية، الموافق 1227م، بأمر من الخليفة العباسي منصور المستنصر و ما زال هذا الصندوق محفوظاً في المتحف العراقي.
….
و الخلاصة، فإن أمير المؤمنين الخليفة العباسي هارون الرشيد بن المهدي لم يخض في موت موسى الكاظم مطلقاً و لم يسجنه و لم يعذبه، بل أكرمه حيا و ميتاً و أكرم نسله المأمون و وصلهم بأعطيات و كرائم أموال بسخاء و تصاهر مع بيت موسى الكاظم..
و ليمت الشيعة الفرس بغيظهم..
و على الصوفية المنصفين من السنة المتصوفة ألا يغالوا في محبة آل البيت فوق المطلوب و ألا يصدقوا كلام الشيعة الذين هم ليسوا على شيء من الإسلام الحنيف الصحيح، و إنما دينهم خليط مجوسي نصراني يهودي و لا أصل له في الإسلام الحنيف..
**** المصادر:
1) البداية والنهاية، ابن كثير.
2) الكامل في التاريخ، ابن الأثير
3) بحار الأنوار، المجلسي
4) مستدرك سفينة البحار، الشاهرودي
5) الإرشاد، الشيخ المفيد
6) مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، ابن فضل الله العمري
7) تاريخ اليعقوبي، اليعقوبي
………………………..