بقلم/ محمد ثابت
الكاتب الصحفي بالأهرام
الكابتن الراحل صالح سليم يعيش بيننا الآن و يشاهد مايقوم به مسؤلو النادي الأهلي في موضوع ضم لاعب الزمالك السابق إمام عاشور بعد ما فعله اللاعب في حق صالح سليم نفسه و رموز النادي الأهلي، لو كان صالح سليم حيا، لأصدر قرارا بطرد كل من شارك و يشارك في هذه المهزلة، و لقد أثبت مسؤلو الأهلي بما لا يدع مجالاً للشك انهم يسيرون على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، و أن هدفهم الأساسي هو ضرب نادي الزمالك في شخص مرتضى منصور، مهما حدث من إمام عاشور و في الوقت الذي يرفضون فيه دفع غرامة محمود كهرباء و التي تصل إلى مليونين و نصف المليون دولار، و هم من حرضوه على الهروب من الزمالك، نجدهم متحمسين لدفع حوالي 5 ملايين دولار لإتمام صفقة إمام عاشور، منها حوالي ٨٠٠ ألف دولار عمولة لشركة التسويق و التي يملكها أحمد يحيى وكيل اللاعبين و أمير مرتضى منصور بالإضافة إلى راتب اللاعب السنوي الذي يقترب من مليون دولار، و إن كان هذا المبلغ الكبير مازال حجر عثرة أمام انضمام عاشور إلى الأهلي و أن النادي الدنماركي يطالب بحقوقه المالية كاملة، و حتى الآن لم يتم الاتفاق بين الطرفين، و هذا يؤكد أن مسؤولي الأهلي الذين يحاولون تجميل صورتهم أمام الجماهير من خلال الفيلم الهزلي لتقديم إمام عاشور في حال انضمامه للفريق و تصويره أمام تمثال صالح سليم في النادي الأهلي، و صالح سليم بريء منهم و من تصرفات مسؤولي الأهلي الآن ، لكن هناك نقطه هامة و هي أنه لو لم يتم الإتفاق مع النادي الدنماركي، فإن الأهلي نجح في إهانة عاشور و رد ما تعرض له النادي من إهانة اللاعب و للتحية العسكربة لصنم لايسمن ولايغني من جوع، وبهذا يكون ردوا كرامة الراحل صالح سليم، التي نال منها هذا اللاعب بغير حق و وقتها كتبنا أنه عيب و كان يجب على المدمر معاقبته قبل اتحاد الكرة، إلا أن المدمر على خطى بيبو راقت له التجاوزات، و لم يعاقبه، كما فعلها كهربا في الزمالك و بعد رحيله للأهلي.. فعدم التقدير و التجاوز للحدود مرفوض أيا كان مصدره..
صالح سليم كان رجلا واضحا عنده مبادئ و قيم فعلا، و أدار ناديه مطبقا كل ما تحمله شخصيته من مزايا، في كل سياساته، ليترك إرثا مهما حمله أولاده من بعده خاصة الراحل هشام، إلا أن من جاءوا بعده في هذا النادي، ارتكبوا كل نقيصة، في تعاملاتهم مع الغير، خاصة في تعاقدات اللاعبين، و رحيلهم، و رأيتم ما فعلوه مع عبد الله السعيد و رمضان صبحي، و حسام عاشور و للآن، و احتضانهم لكل من أهان كيانهم و رموزهم حتى الراحل صالح سليم.
فالزمالك لم يدخل في الصفقة أصلا و هذا مجال احتراف و كل حر فيما يريد حسب مصلحته، لا و الله بل فقط لفضح ازدواجية المعايير ، و إن كانت هذه تصرفات خاصة به، إلا أن اعتراضنا أنها تضر بالغير، و كم من أندية تضررت و رحلت لاعبيها، بعدما تم عمل غسيل مخ لهم من هؤلاء المدعين.
نكتب هذا، لفضح من يدعون الفضيلة، و يصدقهم العامة، و يساعدهم الإعلام غير المتزن على نشر هذه الترهات و الأكاذب، بأن هناك مبادئ و قيم، و ترى منهم من يخرج علينا متشدقا بها، بكل بجاحة مع أنه بالأمس يعمل عكس ما يقوله اليوم، لكن المواقف تفضح أصحابها، و تكشف زيفهم و نفاقهم، و هاهو الموقف الذي هدم المعبد على كهنته، و كشفهم أمام الأسوياء، غير المتعصبين، الذين ينطقون حقا لا باطلا.