تركيا تحصد 50.7 مليار دولار من زيارة أردوغان إلى الإمارات
كشفت تقارير تركية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نجح في عقد اتفاقيات مع الإمارات، خلال زيارته لها اليوم الأربعاء، بقيمة إجمالية 50.7 مليار دولار.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية، اتفق الجانبان الإماراتي والتركي، على إنشاء “لجنة استراتيجية عليا” بين البلدين، مع المضي قدماً في إجراءات اعتماد وتفعيل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي من المتوقَّع أن تدخل حيز التنفيذ في سبتمبر المقبل، بحسب تصريحات نقلتها وكالة “وام” عن ثاني الزيودي وزير الدولة للتجارة الخارجية.
تأتي اتفاقيات التعاون الاقتصادي بين البلدين في وقت تشهد فيه العلاقات الاقتصادية بينهما تطوراً ملحوظاً منذ العام الماضي بعد فترة من الجمود السياسي، إذ بلغت التجارة البينية غير النفطية بين تركيا والإمارات في 2022 نحو 18 مليار دولار بزيادة 30% عن عام 2021.
وقال ثاني الزيودي إن اتفاقية الشراكة الشاملة تتضمن خفض أو إلغاء 82% من بنود التعرفة الجمركية بين البلدين، مع استهداف وصول قيمة التجارة النفطية بين البلدين إلى 40 مليار دولار سنوياً في غضون 5 أعوام.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد بدأ الإثنين الماضي جولة إلى دول الخليج العربي استهلها بزيارة المملكة العربية السعودية التي وصفها بأنَّها “من أهم دول المنطقة، ونريد تطوير العلاقات الاقتصادية معها”، ثم توجه إلى قطر يوم أمس، ويختتم جولته اليوم بزيارة الإمارات.
وحصدت زيارة أردوغان إلى السعودية 5 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات عدة، من بينها الطاقة والاستثمار المباشر والدفاع، ومن أبرز الاتفاقيات الموقَّعة؛ اتفاقية بين شركة “بيرقدار” التركية ووزارة الدفاع السعودية للتعاون وتصدير مسيرات هجومية من طراز “بيرقدار أكنجي تيها”.
أمّا مذكرة التعاون بمجال البترول والغاز؛ فتشمل التعاون بمشروعات إنتاج المنتجات البترولية المكررة وتسويقها وتوزيعها وتجارتها، وكذلك إنتاج البتروكيماويات.
و أكد الرئيس التركي أنَّ ثمة تعهدات من دول خليجية بضخ استثمارات كبيرة في بلاده، قائلاً: “سأجري جولة في السعودية وقطر والإمارات رغبةً في تعزيز كافة العلاقات بشكل أكبر”، مما يؤشر إلى انتقال العلاقات بين الجانبين من التطبيع إلى توثيق التعاون.
تستهدف الحكومة التركية جذب استثمارات بقيمة 25 مليار دولار من دول الخليج الغنية بالنفط والغاز عبر قنوات عدّة، من ضمنها الاستحواذ على حصص بشركات حكومية سيتم خصخصتها، بحسب ما أفصح به مسؤولون أتراك لوكالة “بلومبرج” الأمريكية، مطلع الشهر الحالي، بعد أن جفت الموارد المالية من معظم الدول الغربية إلى حدٍّ كبير خلال السنوات الأخيرة، نتيجة السياسة الاقتصادية غير التقليدية التي انتهجها أردوغان.
وأشارت “بلومبرج” إلى أنَّه “في ظل نفور العديد من المستثمرين الغربيين نتيجة سياسة أردوغان النقدية غير التقليدية، والمتمثلة بالإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة على حساب التضخم؛ برزت الدول الخليجية كمنافسة لسد فجوة الاستثمار، مما دفع الرئيس التركي للحرص على تعزيز العلاقات، والنتيجة هي توفير السعودية والإمارات وقطر سيولة أجنبية -تشتد حاجة البلاد إليها- عبر ودائع مباشرة بمليارات الدولارات بالبنك المركزي التركي”، من ضمنها إيداع الرياض 5 مليارات دولار لدى أنقرة في مارس.