روسيا تقصف ميناء لتصدير الحبوب في أوكرانيا
اتهمت السلطات الأوكرانية، روسيا بضرب ميناء “إسماعيل”، أحد موانئ الحبوب جنوب غربي أوديسا، اليوم الأربعاء.
وميناء “إسماعيل” هو أحد أكبر الموانئ النهرية للحبوب في أوكرانيا ويقع على نهر الدانوب على الحدود مع رومانيا، مما أدى لتعطيل العمل في الميناء، وتسجيل ارتفاع في أسعار الحبوب.
وقال المتحدث باسم الإدارة العسكرية في مدينة أوديسا إن الهجوم أوقع أضرارا بالميناء وصوامع الحبوب، في حين أكدت مصادر توقف العمليات في الميناء الذي يعد الطريق البديل الرئيسي لتصدير الحبوب الأوكرانية منذ توقف التصدير عبر موانئ البحر الأسود منتصف يوليو/ الماضي.
وقالت قيادة عمليات الجنوب في الجيش الأوكراني، إن المسيرات الروسية أُطلقت من بحر آزوف عبر البحر الأسود لضرب الميناء والبنية التحتية لمنطقة جنوب أوديسا على نهر الدانوب، وهو ما أدى إلى اندلاع حرائق في صوامع الحبوب بالميناء، وألحق أضرارا جسيمة بالمنشآت الصناعية والمبنى الإداري للميناء.
وكانت طائرات مسيرة روسية قصفت مستودعات الحبوب في “ريني” الواقعة على نهر الدانوب بجوار الأراضي الرومانية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجمات الروسية على الموانئ وصوامع الحبوب في أوديسا تستهدف الأمن الغذائي العالمي.
وطالب زيلينسكي العالم بالاستجابة عندما يتم استهداف الموانئ المدنية، وعندما يقوم من وصفهم بالإرهابيين بتدمير صوامع الحبوب عمدا، وفق تعبيره.
وانعكست هذه الهجمات على أسعار الحبوب عالميا، إذ قفزت أسعار القمح بنسبة 4.7%، أما أسعار الذرةـ فقد ارتفعت بنسبة 2%.
انتقادات غربية
واتهمت فرنسا روسيا بتعريض الأمن الغذائي العالمي للخطر “على نحو متعمد من خلال تدمير بنى تحتية أساسية لتصدير الحبوب”.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان “إنها تسعى لتحقيق مصلحتها الخاصة على حساب السكان الأكثر ضعفا عبر رفع أسعار المنتجات الزراعية، ومحاولة منع أحد منافسيها الرئيسيين من تصدير منتجاته” وهي أوكرانيا.
من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن روسيا تواصل هجماتها الجوية على كييف وأوديسا وموانئ الدانوب الأوكرانية، وتعرّض الملايين من الفئات الأكثر ضعفاً للخطر. وحذّر بوريل من أن الهجمات الروسية على البنية التحتية للحبوب الأوكرانية ستؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي العالمي.
أما السفيرة الأمريكية في كييف، فقالت إن الهجمات التصعيدية الروسية على البنية التحتية تمثل هجوما شاملاً على قدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب.
من جانبه، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -في اتصال هاتفي- نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى تجنب أي “تصعيد” في البحر الأسود في إطار النزاع مع أوكرانيا، حسبما ذكرت الرئاسة.
وقالت الرئاسة التركية إن أردوغان أكد لبوتين أن التوقف الطويل الأمد لمبادرة نقل الحبوب لن يكون في صالح أحد، وأن الدول الفقيرة هي المتضرر الأكبر جراء ذلك. وشدد أردوغان على أن تركيا ستواصل اتصالاتها الدبلوماسية لضمان الاستمرار في صفقة تصدير الحبوب.
ومنذ انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود في يوليو/الماضي، كثفت روسيا هجماتها على منشآت حيوية لتخزين الحبوب الأوكرانية المعدة للتصدير.
وسمح الاتفاق بمغادرة نحو 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، مما خفف من حدة المخاوف حيال نقص المواد الغذائية في الدول الأضعف.
ومع إغلاق البحر الأسود فعليا، بات ميناءا إسماعيل وريني على الدانوب الآن طريق التصدير الرئيسي للمنتجات الزراعية الأوكرانية عبر رومانيا المجاورة.