بعد مرور 71 عاما على قيام ثورة يوليو 1952، تعددت الكتابات والشهادات حول الثورة وظروف قيامها ومن كان العقل المدبر لها ، هذه الكتابات التاريخية هى بدون شك مراجع للتاريخ ، ومن بين تلك الشهادات المهمة تلك التى جاءت على لسان أعضاء مجلس قيادة الثورة وما زال منهم أحياء ، البعض ومعه الحق لم يتعامل مع هذه الشهادات على أنها الحقيقة الكاملة وهذا طبيعى فى الحياة فالحقيقة لا يملكها شخص بعينه وكما يحدث مع كل الثورات والأحداث الكبرى تباينت المواقف حولها بين مؤيد ومعارض .
السؤال بعد مرور 71 عاما على الثورة هل كانت هناك ضرورة لقيتمها تخدم المصلحة المصرية؟ كل من يؤيد الثورة يؤكد أن هناك ضرورة لإنقاذ مصر، بينما من يقف فى الصف الأخر من الثورة يرى أنها كانت ضد المصلحة المصرية.
المؤيدين يتحدثون عن أنها منحت الأمل فى المستقبل للمواطن المصرى.واامعارضون يتحدثون عن أنها كانت سببا فى تراجع مصر وعدم تقدمها.
فى هذا المقال شهادة لواحد من تنظيم الضباط الأحرار هو الكاتب والسياسي الراحل أحمد حمروش لا يتحدث عن أسباب الثورة ولكن يكشف عن أسرار الساعات التى سبقتها وكان شاهدا عليها وتكشف عن أن الأمور كانت بسيطة وكان من الممكن أن يتم كشف سر التنظيم والقضاء عليه.
حيث روى لى فى حوار أجريته معه الساعات الحاسمة قبل قيام الثورة ليلة 23 يوليو 1952 فيقول :ليلة الثورة كنت في مدينة الإسكندرية ،وقبل الثورة بيومين حضر إلى الإسكندرية” شوقي عبد الناصر ” شقيق جمال عبدالناصر، وقال لى إن جمال يريدك فى القاهرة.
كان ذلك يوم 20 يوليو وبسبب بعض الترتيبات كونى عسكريا لم أتمكن من السفر إلى القاهرة إلا فى يوم 22 ووصلت إلى منزل جمال عبدالناصر فى حوالى
الساعة الثالثة بعد الظهر ولم أجده وانتظرته أمام باب البيت، وبعد فترة حضر وهو داخل سيارة صغيرة ومعه كمال الدين حسين وصلاح نصر واللواء أحمد شوقى وسمعت فى ذلك الوقت أكبر كلمات سمعتها فى حياتى من جمال عبدالناصر وهى سنقوم بثورة، و شرح الظروف هى التي أجبرتنا على تقديم موعدها
لأن المعلومات تسربت إلي الملك، و لديه فكر بالتنظيم، ونخشى الإنتظار، ولهذا لابد من القيام بالثورة بسرعة وطلب منى أن أتحمل مسئولية عدم
تحرك الوحدات العسكرية فى الإسكندرية حتى لا يحدث صدام بينها وبين قوات الملك، وفضل جمال عبدالناصر أن تكون الإسكندرية هادئة فى الوقت
الذى تتحرك فيه القوات فى القاهرة، ورجعت ثانية إلى الإسكندرية وذهبت إلى المعسكر، وكان قائد المعسكر جمال سلطان ــ الشقيق الأكبر لفؤاد
سلطان وزير السياحة المصرى الأسبق ــ وسألنى لماذا سافرت إلى القاهرة؟ فقلت له لا شىء وظللت أنتظر لحظة قيام الثورة إلى أن أعلن البيان الأول عن قيام ثورة 23 يوليو ونجحت الثورة، واتصل بى عبد الناصر واللواء محمد نجيب وطلبا منى القبض على حسين سرى عامر قائد سلاح الحدود ، ومنعه من السفر إلى ليبيا وأخبرانى بأنهما بصدد إرسال قوات إلى الإسكندرية لتثبيت الوضع هناك.
ويكشف أنه التحق بسلاح المدفعية، ومكثت فى القوات المسلحة قرابة 17 عاما من عام 1939 حتى .1956وترك الجيش عام 1956 أى بعد قيام الثورة بحوالي 4 سنوات..